أمريكيا هي الطاعون والطاعون امريكيا
محمد المحيسن
كاتب وصحافي أردني
نيسان ـ نشر في 2025-07-20 الساعة 08:04
نيسان ـ عندما قال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش ان أمريكيا هي الطاعون والطاعون أمريكا، كان يقصد انها كالوباء الذي لا يبقي ولا يذر، والكن الحياة لم تمهله كثيرا ليكمل العبارة التي توصف السياسة الامريكية بالخبث الممزوج بمكر صهيوني، استغلالا لبلاهة السياسيين وربما خوفهم بحجة الطأطأة للعاصفة.
في كل مرة تقول فيها واشنطن إنها تسعى للسلام، ما عليك الا ان تفتح الخريطة لتحدد موقع القصف والانفجارات القادمة.
ولنفهم المعادلة الامريكية علينا مجاراة الاحدث التي تبدأ بابتسامة صفراء وهدوء مفتعل لتليها مصيبة، ويقال ان هناك كتاب تعليمات سري في البنتاغون يبدأ دائما بعبارة " اكذب بابتسامة ثم اقتل بضمير مرتاح".
لا اعلم إن كان العالم العربي قد فقد العقل والمنطق، أم أن المنطق نفسه أصبح أداة من أدوات الحرب. ما أنعرفه أن الولايات المتحدة ولسنوات تتقن جيدا فن التهدئة قبل الضربة، وكأنها تمارس لعبة غامضة اسمها اطمئن حتى اقتلك بهدوء، او "الطمأنة التكتيكية"، يليها فورا "قصف استراتيجي مبرمج.
في غزة التي اهتز لمعاناتها الضمير الإنساني أعلنت الولايات المتحدة انها حزينة على جوع الناس فقامت بأنشاء مؤسسة أمريكيا الإنسانية ليتحول الجوع الى سلاح مفاوضات ويطارد الموجعون بالرصاص. وتحولت مراكز المساعدات المزعوم الى فخاخ للموت والقهر والذل لا يفرق بين كبير وصغير.
وفي غزة أيضا وقبل كل مفاوضات تبدأ نغمة أميركية هادئة، تلميحات إلى التهدئة، رسائل مبطنة على طريقة "نحن نراقب"، حتى جاء الحدث الذي اعتقد البعض أنه سيرضي الجميع: المقاومة تفرج عن أسير إسرائيلي يحمل الجنسية الأميركية. ماذا كانت المكافأة، بعد ساعة واحدة بالضبط، تبدأ واحدة من أعنف الضربات على القطاع، وكأن أحدهم كان يضبط ساعته على توقيت القصف.
واكملت المهمة بحملة قذرة من التجويع، بل واستخدام شركة تدعي انها إنسانية كمصيدة للقتل.
ولنعد الى الوراء قليلا في أوكرانيا مثالا. تصريحات ترامب قبل التصعيد كانت مزيجا من العصبية المصطنعة والدعوات إلى التهدئة. لقاء مشحون مع الرئيس الأوكراني، يوحي وكأن واشنطن تمارس دور الحكم. ثم فجأة؟ عشرات المسيّرات تتجه نحو روسيا، كأنها كانت تنتظر صافرة النهاية من ترامب نفسه.
وكررت الولايات المتحدة ذات السيناريو الأكثر عبثية مع ايران. فقد كانت الأجواء تنبئ بشيء من الانفراج، لقاء قريب في مسقط، وكلام عن الحوار والانفتاح. ولكن فجأة وكأن أحدهم ضغط على زر "إلغاء السلام" – ضربة إسرائيلية بمباركة استخباراتية أميركية تنهي كل شيء، بما في ذلك حياة عدد من القادة الإيرانيين.
حتى في سوريا، حيث تغيّرت الوجوه وتبدلت الأصوات، لم يتغيّر شيء. الجولاني نفسه أعلن رغبته في السلام، وأبدى استعدادًا لقبول الحد الأدنى الذي يرضى به السوريون. لكن هذا التحول لم يشفع له، فالغارات الإسرائيلية لا تميّز بين خطاب قديم وآخر جديد، وأميركا تكتفي بالمراقبة عن بعد، كما لو أنها تتابع مسلسلًا مملاً، لكنها عاجزة عن تغيير القناة.". فيما شكك الكثيرون بان التدخل الصهيوني ما كان له ان يتم لولا المباركة الامريكية التي تريد كل شيء.
من يعتقد انه سيفلت من الامريكان عليه ان يراجع عقله قبل ان يراجع ضميره الجميع سيعاني يوما كما يعاني الفلسطينيون.
في كل مرة تقول فيها واشنطن إنها تسعى للسلام، ما عليك الا ان تفتح الخريطة لتحدد موقع القصف والانفجارات القادمة.
ولنفهم المعادلة الامريكية علينا مجاراة الاحدث التي تبدأ بابتسامة صفراء وهدوء مفتعل لتليها مصيبة، ويقال ان هناك كتاب تعليمات سري في البنتاغون يبدأ دائما بعبارة " اكذب بابتسامة ثم اقتل بضمير مرتاح".
لا اعلم إن كان العالم العربي قد فقد العقل والمنطق، أم أن المنطق نفسه أصبح أداة من أدوات الحرب. ما أنعرفه أن الولايات المتحدة ولسنوات تتقن جيدا فن التهدئة قبل الضربة، وكأنها تمارس لعبة غامضة اسمها اطمئن حتى اقتلك بهدوء، او "الطمأنة التكتيكية"، يليها فورا "قصف استراتيجي مبرمج.
في غزة التي اهتز لمعاناتها الضمير الإنساني أعلنت الولايات المتحدة انها حزينة على جوع الناس فقامت بأنشاء مؤسسة أمريكيا الإنسانية ليتحول الجوع الى سلاح مفاوضات ويطارد الموجعون بالرصاص. وتحولت مراكز المساعدات المزعوم الى فخاخ للموت والقهر والذل لا يفرق بين كبير وصغير.
وفي غزة أيضا وقبل كل مفاوضات تبدأ نغمة أميركية هادئة، تلميحات إلى التهدئة، رسائل مبطنة على طريقة "نحن نراقب"، حتى جاء الحدث الذي اعتقد البعض أنه سيرضي الجميع: المقاومة تفرج عن أسير إسرائيلي يحمل الجنسية الأميركية. ماذا كانت المكافأة، بعد ساعة واحدة بالضبط، تبدأ واحدة من أعنف الضربات على القطاع، وكأن أحدهم كان يضبط ساعته على توقيت القصف.
واكملت المهمة بحملة قذرة من التجويع، بل واستخدام شركة تدعي انها إنسانية كمصيدة للقتل.
ولنعد الى الوراء قليلا في أوكرانيا مثالا. تصريحات ترامب قبل التصعيد كانت مزيجا من العصبية المصطنعة والدعوات إلى التهدئة. لقاء مشحون مع الرئيس الأوكراني، يوحي وكأن واشنطن تمارس دور الحكم. ثم فجأة؟ عشرات المسيّرات تتجه نحو روسيا، كأنها كانت تنتظر صافرة النهاية من ترامب نفسه.
وكررت الولايات المتحدة ذات السيناريو الأكثر عبثية مع ايران. فقد كانت الأجواء تنبئ بشيء من الانفراج، لقاء قريب في مسقط، وكلام عن الحوار والانفتاح. ولكن فجأة وكأن أحدهم ضغط على زر "إلغاء السلام" – ضربة إسرائيلية بمباركة استخباراتية أميركية تنهي كل شيء، بما في ذلك حياة عدد من القادة الإيرانيين.
حتى في سوريا، حيث تغيّرت الوجوه وتبدلت الأصوات، لم يتغيّر شيء. الجولاني نفسه أعلن رغبته في السلام، وأبدى استعدادًا لقبول الحد الأدنى الذي يرضى به السوريون. لكن هذا التحول لم يشفع له، فالغارات الإسرائيلية لا تميّز بين خطاب قديم وآخر جديد، وأميركا تكتفي بالمراقبة عن بعد، كما لو أنها تتابع مسلسلًا مملاً، لكنها عاجزة عن تغيير القناة.". فيما شكك الكثيرون بان التدخل الصهيوني ما كان له ان يتم لولا المباركة الامريكية التي تريد كل شيء.
من يعتقد انه سيفلت من الامريكان عليه ان يراجع عقله قبل ان يراجع ضميره الجميع سيعاني يوما كما يعاني الفلسطينيون.
نيسان ـ نشر في 2025-07-20 الساعة 08:04
رأي: محمد المحيسن كاتب وصحافي أردني