الغابة التي لايستجاب فيها الدعاء (14)
نيسان ـ نشر في 2025-07-20 الساعة 18:58
نيسان ـ عودة الذئب المؤسس
ذات فجرٍ غائم شوهدت ظلالٌ غريبة تقترب من أطراف الغابة.
ظلالٌ لا تمشي كالحيوانات العادية، بل كذكرى تبحث عن مكانٍ تُعاد فيه.
في البداية لم يُصدّق أحد.
قال الثعلب:
المؤسّسون لا يعودون إنهم يُحفَظون فقط في تماثيل لا تُغيّر مواقفها.
لكن مع المساء وقف الذئب—الذي كان يُظن أنه مات منذ قرنٍ من الخُطب—في ساحة الشجرة الكبيرة
بلا حاشية، بلا موسيقى و بلا نشيد.
قالت السلحفاة:
"إنه هو بعينه المكسورة وصوته الغليظ.
عاد لكنه لا يبتسم كما كان في النقوش.
اقتربت منه الحيوانات.
أرادت أن تسأله:
أين كنت؟ لماذا تركتنا؟
لكنه لم يقل شيئًا.
فقط رفع يده
وأشار إلى تمثاله المخلوع الملطخ بفضلات الحمام.
ثم بكى.
لأول مرة رأوا دموعًا تسيل من مخلوقٍ كان يُلقّب بـ المؤسس.
قال الببغاء بارتباك:
هل نعيده إلى الحكم؟
ضحك الوحش من شرفته.
ورمى عليهم زجاجة الزئير القديمة كمن يرمي خردةً منتهية الصلاحية.
أما الذئب فقد عاد إلى الظلال.
لم يتحدّث. لم يُلقِ خطابًا.
فقط رفع حجرًا صغيرًا من الأرض
نقش عليه بخطّه المرتبك:
أنا بريءٌ من المزرعة التي صارت سيركًا.
ذات فجرٍ غائم شوهدت ظلالٌ غريبة تقترب من أطراف الغابة.
ظلالٌ لا تمشي كالحيوانات العادية، بل كذكرى تبحث عن مكانٍ تُعاد فيه.
في البداية لم يُصدّق أحد.
قال الثعلب:
المؤسّسون لا يعودون إنهم يُحفَظون فقط في تماثيل لا تُغيّر مواقفها.
لكن مع المساء وقف الذئب—الذي كان يُظن أنه مات منذ قرنٍ من الخُطب—في ساحة الشجرة الكبيرة
بلا حاشية، بلا موسيقى و بلا نشيد.
قالت السلحفاة:
"إنه هو بعينه المكسورة وصوته الغليظ.
عاد لكنه لا يبتسم كما كان في النقوش.
اقتربت منه الحيوانات.
أرادت أن تسأله:
أين كنت؟ لماذا تركتنا؟
لكنه لم يقل شيئًا.
فقط رفع يده
وأشار إلى تمثاله المخلوع الملطخ بفضلات الحمام.
ثم بكى.
لأول مرة رأوا دموعًا تسيل من مخلوقٍ كان يُلقّب بـ المؤسس.
قال الببغاء بارتباك:
هل نعيده إلى الحكم؟
ضحك الوحش من شرفته.
ورمى عليهم زجاجة الزئير القديمة كمن يرمي خردةً منتهية الصلاحية.
أما الذئب فقد عاد إلى الظلال.
لم يتحدّث. لم يُلقِ خطابًا.
فقط رفع حجرًا صغيرًا من الأرض
نقش عليه بخطّه المرتبك:
أنا بريءٌ من المزرعة التي صارت سيركًا.
نيسان ـ نشر في 2025-07-20 الساعة 18:58
رأي: د. وليد العريض