
هل يعيد خطاب جورج عبد الله الروح لليسار العربي؟
نيسان ـ نشر في 2025-07-27

نيسان ـ هبطت، قبل يومين، طائرة في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، تحمل جورج إبراهيم عبد الله، المناضل اللبناني الذي أصبح رمزًا للصمود ولنضال اليسار العربي، واستقبلت البطل حشود غفيرة، رافعة الأعلام والهتافات، في لحظة تاريخية عكست تعطشًا لرموز المقاومة. عبد الله، الذي قضى 41 عامًا في السجون الفرنسية، عاد حاملًا خطابًا ثوريًا دعا فيه الشارع العربي إلى التحرك الفاعل، مؤكدًا أن "طالما هناك مقاومة، هناك عودة إلى الوطن". لكن، هل يمكن لهذا الخطاب المشبع بالحماسة الثورية أن يعيد الروح إلى الخطاب العربي الذي يعاني من التشتت والتراجع؟ أم أنه، رغم قوته، يظل صدى ماضٍ نضالي في واقع سياسي متغير؟
جورج إبراهيم عبد الله، المولود عام 1951 في قرية القبيات اللبنانية، نشأ في بيئة متواضعة غرست فيه قيم العدالة والمقاومة، وفي سبعينيات القرن الماضي، انخرط في القضية الفلسطينية، فأسس الفصائل المسلحة الثورية اللبنانية، وهي تنظيم ماركسي-لينيني معادٍ للإمبريالية والصهيونية. اعتُقل في فرنسا عام 1984 بتهمة التورط في عمليات استهدفت دبلوماسيين، ليصبح أقدم سجين سياسي في أوروبا.
خلال أربعة عقود في السجن، رفض عبد الله المساومة على مبادئه، وظلّ متمسكًا بإيمانه بالمقاومة، رافضًا وصف "الإرهابي". وعكست تصريحاته عبر قناة الميادين عقب عودته، التي دعت إلى تحرك ملايين العرب لدعم القضية الفلسطينية، نفس الروح الثورية التي ميزت جيله، مع تأكيد على الوحدة العربية والنضال الجماعي.
كان اليسار العربي يومًا قوة سياسية وفكرية دافعة ضد الاستعمار والإمبريالية، لكنه يعاني اليوم من انقسامات داخلية، تراجع شعبي، وغياب رؤية موحدة. في مصر أدت التطورات السياسية والأزمات الاجتماعية والاقتصادية إلى فقدان رمزية اليسار، بينما يواجه اليسار في لبنان تحديات الهيمنة الطائفية والسياسات النيوليبرالية. خطاب عبد الله، الذي يدعو إلى "انفجار نضالي"، يحاول إحياء الروح الثورية التي ميزت اليسار في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي. لكنه يواجه واقعًا عربيًا متغيرًا، حيث باتت الأولويات الاقتصادية والاجتماعية تهيمن على اهتمامات الشباب، الذين أصبحوا أقل تأثرًا بالأيديولوجيات والشعارات الكبرى بسبب هيمنة العولمة والتحولات التكنولوجية.
خطاب عبد الله، المتمثل في عبارات مثل "صمود الأسرى يعتمد على صمود رفاقهم في الخارج"، يحمل خيالًا سياسيًا يرتكز على المقاومة والصمود، هذا الخطاب قد يلهم شبابًا يبحثون عن رموز تاريخية تمنحهم الأمل، خاصة مع استمرار القضية الفلسطينية كمحور مركزي للنضال العربي، واستقباله الحاشد في بيروت، الذي ضم شبابًا ومثقفين وناشطين يساريين، يعكس وجود جمهور متعطش لرموز تذكرهم بإمكانيات التغيير، وعبد الله، بحياته وصموده، يمثل جسرًا بين جيل السبعينيات الثوري والجيل الحالي الذي يبحث عن هوية سياسية وسط تحديات معقدة.
ومع ذلك، يواجه خطابه تحديات جمة. اليسار العربي يفتقر إلى بنية تنظيمية قوية قادرة على ترجمة هذا الخطاب إلى فعل سياسي. كما أن التحولات الاجتماعية والاقتصادية جعلت الخطابات الأيديولوجية التقليدية أقل جاذبية. بعض الآراء على منصة إكس تشير إلى أن خطاب عبد الله قد يبقى "معلبًا" في إطار الماضي، غير قادر على التكيف مع واقع يهيمن عليه التغير في أنماط المعيشة، العدالة الاجتماعية، والتحديات التكنولوجية.
لكن عودة جورج عبد الله، بحد ذاتها، تشكل حدثا رمزيا كبيرا، يؤكد أن روح المقاومة لا تزال حية، وخطابه ليس مجرد دعوة للعمل، بل تذكير بأن النضال يتطلب الثبات والإيمان بالعدالة، حتى في أحلك الظروف. لكنه يواجه سؤالًا جوهريًا: هل يمكن لهذا الصوت أن يتجاوز كونه صدى لتاريخ نضالي مجيد؟ غياب حركة يسارية موحدة وقوية يجعل ترجمة خطابه إلى فعل ملموس أمرًا صعبًا، واليسار العربي بحاجة إلى إعادة اكتشاف نفسه، عبر صياغة رؤية حديثة تستجيب لتحديات العصر، من العدالة الاجتماعية إلى إلى قضايا التحرر الوطني ، مع الحفاظ على جذوره الثورية.
جورج إبراهيم عبد الله، بصموده وخطابه الناري، يمثل أيقونة تاريخية لليسار العربي، كما أنّ عودته إلى بيروت وتصريحاته الحماسية قد تعيد إشعال شرارة النضال لدى البعض، لكن إحياء اليسار العربي يتطلب أكثر من رمزية فردية، إنه بحاجة إلى حركة سياسية حديثة قادرة على استيعاب التحولات الاجتماعية والاقتصادية، وترجمة الخيال السياسي إلى واقع ملموس.
جورج عبد الله ليس مجرد صوت من الماضي، بل شعلة تضيء طريق المستقبل، داعية الأحياء للاستيقاظ وبناء عالم أكثر عدالة، لكن، هل الأحياء أحياء ومستعدون لسماع هذا النداء؟
جورج إبراهيم عبد الله، المولود عام 1951 في قرية القبيات اللبنانية، نشأ في بيئة متواضعة غرست فيه قيم العدالة والمقاومة، وفي سبعينيات القرن الماضي، انخرط في القضية الفلسطينية، فأسس الفصائل المسلحة الثورية اللبنانية، وهي تنظيم ماركسي-لينيني معادٍ للإمبريالية والصهيونية. اعتُقل في فرنسا عام 1984 بتهمة التورط في عمليات استهدفت دبلوماسيين، ليصبح أقدم سجين سياسي في أوروبا.
خلال أربعة عقود في السجن، رفض عبد الله المساومة على مبادئه، وظلّ متمسكًا بإيمانه بالمقاومة، رافضًا وصف "الإرهابي". وعكست تصريحاته عبر قناة الميادين عقب عودته، التي دعت إلى تحرك ملايين العرب لدعم القضية الفلسطينية، نفس الروح الثورية التي ميزت جيله، مع تأكيد على الوحدة العربية والنضال الجماعي.
كان اليسار العربي يومًا قوة سياسية وفكرية دافعة ضد الاستعمار والإمبريالية، لكنه يعاني اليوم من انقسامات داخلية، تراجع شعبي، وغياب رؤية موحدة. في مصر أدت التطورات السياسية والأزمات الاجتماعية والاقتصادية إلى فقدان رمزية اليسار، بينما يواجه اليسار في لبنان تحديات الهيمنة الطائفية والسياسات النيوليبرالية. خطاب عبد الله، الذي يدعو إلى "انفجار نضالي"، يحاول إحياء الروح الثورية التي ميزت اليسار في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي. لكنه يواجه واقعًا عربيًا متغيرًا، حيث باتت الأولويات الاقتصادية والاجتماعية تهيمن على اهتمامات الشباب، الذين أصبحوا أقل تأثرًا بالأيديولوجيات والشعارات الكبرى بسبب هيمنة العولمة والتحولات التكنولوجية.
خطاب عبد الله، المتمثل في عبارات مثل "صمود الأسرى يعتمد على صمود رفاقهم في الخارج"، يحمل خيالًا سياسيًا يرتكز على المقاومة والصمود، هذا الخطاب قد يلهم شبابًا يبحثون عن رموز تاريخية تمنحهم الأمل، خاصة مع استمرار القضية الفلسطينية كمحور مركزي للنضال العربي، واستقباله الحاشد في بيروت، الذي ضم شبابًا ومثقفين وناشطين يساريين، يعكس وجود جمهور متعطش لرموز تذكرهم بإمكانيات التغيير، وعبد الله، بحياته وصموده، يمثل جسرًا بين جيل السبعينيات الثوري والجيل الحالي الذي يبحث عن هوية سياسية وسط تحديات معقدة.
ومع ذلك، يواجه خطابه تحديات جمة. اليسار العربي يفتقر إلى بنية تنظيمية قوية قادرة على ترجمة هذا الخطاب إلى فعل سياسي. كما أن التحولات الاجتماعية والاقتصادية جعلت الخطابات الأيديولوجية التقليدية أقل جاذبية. بعض الآراء على منصة إكس تشير إلى أن خطاب عبد الله قد يبقى "معلبًا" في إطار الماضي، غير قادر على التكيف مع واقع يهيمن عليه التغير في أنماط المعيشة، العدالة الاجتماعية، والتحديات التكنولوجية.
لكن عودة جورج عبد الله، بحد ذاتها، تشكل حدثا رمزيا كبيرا، يؤكد أن روح المقاومة لا تزال حية، وخطابه ليس مجرد دعوة للعمل، بل تذكير بأن النضال يتطلب الثبات والإيمان بالعدالة، حتى في أحلك الظروف. لكنه يواجه سؤالًا جوهريًا: هل يمكن لهذا الصوت أن يتجاوز كونه صدى لتاريخ نضالي مجيد؟ غياب حركة يسارية موحدة وقوية يجعل ترجمة خطابه إلى فعل ملموس أمرًا صعبًا، واليسار العربي بحاجة إلى إعادة اكتشاف نفسه، عبر صياغة رؤية حديثة تستجيب لتحديات العصر، من العدالة الاجتماعية إلى إلى قضايا التحرر الوطني ، مع الحفاظ على جذوره الثورية.
جورج إبراهيم عبد الله، بصموده وخطابه الناري، يمثل أيقونة تاريخية لليسار العربي، كما أنّ عودته إلى بيروت وتصريحاته الحماسية قد تعيد إشعال شرارة النضال لدى البعض، لكن إحياء اليسار العربي يتطلب أكثر من رمزية فردية، إنه بحاجة إلى حركة سياسية حديثة قادرة على استيعاب التحولات الاجتماعية والاقتصادية، وترجمة الخيال السياسي إلى واقع ملموس.
جورج عبد الله ليس مجرد صوت من الماضي، بل شعلة تضيء طريق المستقبل، داعية الأحياء للاستيقاظ وبناء عالم أكثر عدالة، لكن، هل الأحياء أحياء ومستعدون لسماع هذا النداء؟