أنا المستحيلُ أيتها المستحيلة

نيسان ـ أشتاق لك، أيتها السهلُ والجبلُ.. أشتاق لامتدادكِ المحيط بي.. أنتِ حين تحينين؛ تحين معكِ الرقصةُ والأوطان التي تشتاق للدروب العتيقة.. أتذكرين الدروب العتيقة؟! كم مشيناها.. كم قتلنا أعداء السّكّر والبرتقال فيها.. كم أخرجنا ألسنتنا «جكرًا» بالذين يزرعون الشوك تحت خطانا..!
أيتها الفائقةُ اللائقة؛ أيتها الشَّعرُ المنسدلُ والصوتُ الخافتُ والمندفع نحو تفاصيلي.. يا خليلة الروح و ذبذبات النَّفَس.. يا حجر زاويتي وسطوعي المستبدّ .. يا «أُم كلثومي» و» وردتي» حين ليل أنساق إليه بخمر الأرق.. ويا «شيخ إمامي» و»مرسيل خليفتي» و» وجوليا بطرسي» حين تشتعل روحي بأوجاع الثورات ودموع الأحلام المقتولة الباحثة عن بصيص أمل..!
أشتاق إليك.. والاشتياق لعبة كبرى.. أنا كلّ أطرافها.. أنا الحبيب والمحبوب.. انا المشتاق والمشتاق إليه.. أنا الفعل والفاعل والمفعول به الأول والثاني والعاطف والمعطوف..!
ما زال فنجان قهوتنا ساخنًا منذ الهجر والفراق.. ما زالت آثار شفتيك الناريتين على شفتيّ المحروقتين.. ما زال لهاثك يراكضني لأصل إلى قنبلة نووية تلغي الحدود الوهميّة في أذهان الجبناء الخائفين.. ما زال عطرك بارودًا يُحيي الأرض الموات بزرع لا يموت..!
أشتاق إليك.. وطنًا يحضنني.. وسحرًا شرقيًّا لا تدفع آثاره أية تميمة..! أيتها البحر: أنا سمكتك العجوز الطاعن باللذائذ كلّها رغم تراسانات الدول الكبرى العسكرية..!
أنا المستحيل الذي يشتاق لكِ وأنت المستحيلة التي حتمًا تشتاق لي..!