2300 عام من الغموض.. التكنولوجيا تكشف لغز مومياء مصرية
نيسان ـ نشر في 2025-07-31 الساعة 12:40
نيسان ـ ظلت مومياء مصرية غامضة، تُعرف باسم "باشيري"، ملفوفة في طبقاتها الكتانية دون أن يجرؤ أحد على فكها، وسط حالة من التحفّظ استمرت لأكثر من ألفي عام. لُقّبت بـ"المومياء التي لا تُمسّ"، وظلت حبيسة الصمت والأساطير منذ العصر البطلمي. لكن الآن، وبعد مرور أكثر من 2300 عام، تمكنت التكنولوجيا الحديثة من اختراق الغلاف دون أن تُلحق به ضررًا، لتُميط اللثام عن أسرار دفينة حول هوية هذا الشخص.
وفي اكتشاف مثير يسلّط الضوء على أحد ألغاز الحضارة المصرية القديمة، كشفت تقنيات التصوير الحديثة، مثل الأشعة السينية والتصوير المقطعي المحوسب، أسرارًا مذهلة عن مومياء غامضة تُعرف باسم "باشيري" أو كما أُطلق عليها منذ زمن بعيد: "المومياء التي لا يمكن لمسها".
مومياء لم يجرؤ أحد على فكها
منذ أكثر من قرن، بقيت هذه المومياء ملفوفة بطبقات معقدة من القماش، في ما اعتبره العلماء آنذاك أمرًا مقدسًا وخطيرًا في آنٍ معًا. وظلت كذلك لسنوات طويلة دون أن يجرؤ أي باحث على كشف أغلفتها خوفًا من الإضرار بالنسيج الفريد أو فقدان أسرارها. بل إن البعض نسب اكتشافها إلى عالم المصريات الشهير هوارد كارتر، الذي عُرف لاحقًا باكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون، إذ يُعتقد أنه عثر على المومياء في وادي الملوك، تلك الأرض التي تحتضن أكثر الأسرار غموضًا في تاريخ مصر القديمة.
قفزة علمية تغيّر قواعد اللعبة
في الماضي، كانت الطريقة الوحيدة لدراسة المومياوات هي فك اللفائف يدويًا – ما كان يؤدي إلى تشويه أو تدمير المومياء. أما اليوم، فبفضل التطور التكنولوجي، بات العلماء قادرين على "فتح" المومياء رقميًا دون المساس بها فعليًا. وهو ما سمح لهم بإجراء فحوصات دقيقة على مومياء باشيري وكشف خباياها دون أي أذى.
هوية "باشيري" تخرج إلى النور
باستخدام الأشعة السينية المتقدمة، توصّل الباحثون إلى أن المومياء تعود لرجل بالغ يبلغ طوله حوالي 5.5 أقدام (نحو 167 سم). ويُرجّح أنه عاش في العصر البطلمي، وهي فترة تاريخية امتدت من 305 قبل الميلاد إلى 30 قبل الميلاد، ما يعني أن عمر المومياء يناهز 2300 عام، وفقا لتقرير نشرته صحيفة "ذا صن" البريطانية.
المثير أكثر هو ما تم رصده على جسد المومياء: نقوش حروف تشير إلى الاسم. ورغم وضوحها الجزئي، إلا أن العلماء لم يتمكنوا من حسم ما إذا كان الاسم هو "باشيري" (Patchery) أم "نينو" (Nino)، مما يُبقي لغز هوية هذا الشخص محاطًا بالغموض حتى الآن.
أشار المتحف الأمريكي للتاريخ الطبيعي إلى أن القماش الذي يغلف المومياء مزخرف بمشاهد جنائزية فنية رائعة. من أبرز هذه المشاهد، تصوير للمومياء وهي مستلقية على سرير جنائزي، تحيط بها إيزيس ونفتيس، إلى جانب أبناء حورس الأربعة.
كما يظهر عند القدمين رسم لأنوبيس، في مشهد يوحي بأن صاحب هذه المومياء كان شخصًا ذا مكانة روحية أو دينية خاصة.
هذا الاكتشاف يشير إلى تحول كبير في فهمنا للماضي، حيث لم تعد الكنوز الأثرية مجرد بقايا صامتة، بل باتت تنطق بالحقيقة عبر أدوات العلم. ومومياء "باشيري" – التي ظلت قرونًا مغطاة بالصمت والغموض – بدأت أخيرًا تبوح بأسرارها، وربما تحمل معها مفاتيح لفهم جوانب جديدة من حياة المصريين القدماء وعقائدهم وطقوسهم الدفينة.
وفي اكتشاف مثير يسلّط الضوء على أحد ألغاز الحضارة المصرية القديمة، كشفت تقنيات التصوير الحديثة، مثل الأشعة السينية والتصوير المقطعي المحوسب، أسرارًا مذهلة عن مومياء غامضة تُعرف باسم "باشيري" أو كما أُطلق عليها منذ زمن بعيد: "المومياء التي لا يمكن لمسها".
مومياء لم يجرؤ أحد على فكها
منذ أكثر من قرن، بقيت هذه المومياء ملفوفة بطبقات معقدة من القماش، في ما اعتبره العلماء آنذاك أمرًا مقدسًا وخطيرًا في آنٍ معًا. وظلت كذلك لسنوات طويلة دون أن يجرؤ أي باحث على كشف أغلفتها خوفًا من الإضرار بالنسيج الفريد أو فقدان أسرارها. بل إن البعض نسب اكتشافها إلى عالم المصريات الشهير هوارد كارتر، الذي عُرف لاحقًا باكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون، إذ يُعتقد أنه عثر على المومياء في وادي الملوك، تلك الأرض التي تحتضن أكثر الأسرار غموضًا في تاريخ مصر القديمة.
قفزة علمية تغيّر قواعد اللعبة
في الماضي، كانت الطريقة الوحيدة لدراسة المومياوات هي فك اللفائف يدويًا – ما كان يؤدي إلى تشويه أو تدمير المومياء. أما اليوم، فبفضل التطور التكنولوجي، بات العلماء قادرين على "فتح" المومياء رقميًا دون المساس بها فعليًا. وهو ما سمح لهم بإجراء فحوصات دقيقة على مومياء باشيري وكشف خباياها دون أي أذى.
هوية "باشيري" تخرج إلى النور
باستخدام الأشعة السينية المتقدمة، توصّل الباحثون إلى أن المومياء تعود لرجل بالغ يبلغ طوله حوالي 5.5 أقدام (نحو 167 سم). ويُرجّح أنه عاش في العصر البطلمي، وهي فترة تاريخية امتدت من 305 قبل الميلاد إلى 30 قبل الميلاد، ما يعني أن عمر المومياء يناهز 2300 عام، وفقا لتقرير نشرته صحيفة "ذا صن" البريطانية.
المثير أكثر هو ما تم رصده على جسد المومياء: نقوش حروف تشير إلى الاسم. ورغم وضوحها الجزئي، إلا أن العلماء لم يتمكنوا من حسم ما إذا كان الاسم هو "باشيري" (Patchery) أم "نينو" (Nino)، مما يُبقي لغز هوية هذا الشخص محاطًا بالغموض حتى الآن.
أشار المتحف الأمريكي للتاريخ الطبيعي إلى أن القماش الذي يغلف المومياء مزخرف بمشاهد جنائزية فنية رائعة. من أبرز هذه المشاهد، تصوير للمومياء وهي مستلقية على سرير جنائزي، تحيط بها إيزيس ونفتيس، إلى جانب أبناء حورس الأربعة.
كما يظهر عند القدمين رسم لأنوبيس، في مشهد يوحي بأن صاحب هذه المومياء كان شخصًا ذا مكانة روحية أو دينية خاصة.
هذا الاكتشاف يشير إلى تحول كبير في فهمنا للماضي، حيث لم تعد الكنوز الأثرية مجرد بقايا صامتة، بل باتت تنطق بالحقيقة عبر أدوات العلم. ومومياء "باشيري" – التي ظلت قرونًا مغطاة بالصمت والغموض – بدأت أخيرًا تبوح بأسرارها، وربما تحمل معها مفاتيح لفهم جوانب جديدة من حياة المصريين القدماء وعقائدهم وطقوسهم الدفينة.


