اتصل بنا
 

المدعي العام لللجنائية الدولية يتعرض لحملة ترهيب لملاحقته جرائم الحرب الإسرائيلية

نيسان ـ نشر في 2025-08-02 الساعة 12:31

المدعي العام لللجنائية الدولية يتعرض لحملة
نيسان ـ كشف تحقيق أجراه موقع "ميدل إيست آي"، ومقره بريطانيا، مساء أمس الجمعة، عن حملة ترهيب ضد المدعي العام البريطاني في المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، كريم خان، على خلفية تحقيقه في جرائم حرب ارتكبتها "إسرائيل".
وشملت الحملة تهديدات وتحذيرات موجهة إلى خان من شخصيات بارزة وزملاء مقربين وأفراد من عائلته أبلغوا ضده، وتهديدات بانتهاك سلامة المدعي العام من "الموساد"، وتسريبات إعلامية تتعلق بمزاعم اعتداء جنسي، وفق ما ورد في التحقيق.
وفي هذا السياق، "تلقّى خان تحذيراً في أيار/مايو الماضي من أنّه والمحكمة الجنائية الدولية يواجهان خطر الدمار في حال عدم إلغاء مذكرات التوقيف الصادرة العام الماضي بحق رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير الجيش آنذاك يوآف غالانت".
ووفقاً للموقع، فإنّ نيكولاس كوفمان، المحامي البريطاني الإسرائيلي في المحكمة، وجّه هذا التحذير شخصياً إلى خان خلال لقاء جمعه به وبزوجته شيامالا أليخاندرا، في أحد فنادق لاهاي.
وأشار كوفمان، الذي قال إنه تحدّث إلى المستشار القانوني لنتنياهو، إلى أنّه "مخوّل" تقديم عرض يسمح لخان بـ"التنازل عن مبادئه"، بحسب ما ورد في مذكرة رسمية من الاجتماع عُثر عليها في ملفات المحكمة، وحصل عليها الموقع.
كما كشف التحقيق أنّ وزير الخارجية البريطاني السابق، ديفيد كاميرون، هدّد خان في نيسان/أبريل 2024، بأنّ بريطانيا ستقطع التمويل عن المحكمة الجنائية الدولية، وستنسحب منها في حال إصدار مذكرات التوقيف بحق المسؤولين الإسرائيليين.
وفي اليوم التالي، وجّه 12 عضواً جمهورياً في مجلس الشيوخ الأميركي، من بينهم وزير الخارجية الحالي، ماركو روبيو، في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، رسالة إلى خان جاء فيها: "استهدف إسرائيل وسنستهدفك".
كذلك، نقل الموقع عن السيناتور الجمهوري الأميركي، ليندسي غراهام، قوله في أيار/مايو 2024، إنّ خان إذا مضى في إصدار مذكرات التوقيف، "فبإمكانه أيضاً أن يطلق النار على الأسرى بنفسه"، مضيفاً: "سنعاقبك"، ومشدّداً على أن المحكمة "أُنشئت من أجل أفريقيا ولأشرار مثل بوتين، لا لديمقراطيات مثل إسرائيل"، وفق تعبيره.
ووفقاً لما ورد في التحقيق، فإنّ خان تلقى، قبل توجيه اتهامات جنسية ضده، إحاطة أمنية تفيد بوجود نشاط لجهاز "الموساد" داخل لاهاي، ما يشكّل تهديداً مباشراً له.
ويصف المقال المشتكية التي اتهمت خان بسوء السلوك الجنسي بأنّها "مشتكية متسلسلة"، ويشير إلى محاولة استغلالها كورقة ضغط، بينما يقدّم شاهد رئيسي في القضية على أنه تعرّض هو الآخر لمضايقات في المحكمة بسبب دعمه لخان وتقديمه شهادة تنفي التهم المزعومة.
سيرة ذاتية
كريم أسعد أحمد خان (ولد في 30 مارس 1970) هو محامٍ بريطاني متخصص في القانون الجنائي الدولي وقانون حقوق الإنسان، يشغل منصب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية منذ عام 2021.
قبل توليه هذا المنصب، عُيّن خان مساعدًا للأمين العام للأمم المتحدة والمستشار الخاص ورئيس فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة لتعزيز المساءلة عن الجرائم التي ارتكبها تنظيم داعش في العراق، والذي أُنشئ بموجب قرار مجلس الأمن رقم 2379 لعام 2017، بهدف دعم الجهود الوطنية في محاسبة تنظيم داعش على جرائم قد تُصنَّف كجرائم حرب أو جرائم إبادة جماعية أو جرائم ضد الإنسانية.
في فبراير 2021، انتُخب خان مدعيًا عامًا للمحكمة الجنائية الدولية. وفي مايو 2024، أعلن عن تقديم طلبات لإصدار مذكرات توقيف بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يوآف غالانت، وقادة في حركة حماس، من بينهم يحيى السنوار، ومحمد الضيف، وإسماعيل هنية، على خلفية مزاعم بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. وفي نوفمبر من العام نفسه، أصدرت المحكمة مذكرة توقيف بحق نتنياهو، إلى جانب غالانت والضيف، كما طُلب إصدار مذكرة توقيف بحق قائد المجلس العسكري في ميانمار مين أونغ هلاينغ.
في فبراير 2025، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على خان، بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض عقوبات على مسؤولي المحكمة الجنائية الدولية بسبب مذكرات التوقيف الصادرة بحق نتنياهو وغالانت على خلفية العمليات الإسرائيلية في غزة. وفي مايو 2025، تنحّى خان مؤقتًا عن منصبه بسبب ضغوط كبيرة اتهمته بسوء سلوك جنسي.

نيسان ـ نشر في 2025-08-02 الساعة 12:31

الكلمات الأكثر بحثاً