اتصل بنا
 

ابن تموز .. مقاتل عن فلسطين في شوارع دمشق

نيسان ـ نشر في 2015-12-21 الساعة 21:30

x
نيسان ـ

لقمان إسكندر

واروه الثرى مشفوعا بعلم حزب الله. قد أفضى القنطار إلى ما أفضى إليه.

قُتل ابن تموز ذاك الابن المخلص لما عاش له. هل حقا قتلته إسرائيل؟ هل مهم أن نطرح هذا السؤال؟

هل حقا جابت طائرة إسرائيلية السماء الروسية فوق دمشق، وأنهت ما أريد له أن يكون يوما ما أسطورة تموز؟

كاد القنطار أن يتحول الى الأسطورة نفسها، لولا أنه مات في دمشق. فما كان يفعل هناك؟

- كان يقاتل.

من كان يقاتل؟

- إسرائيل.

وهل احتلت إسرائيل دمشق؟

- لا لم تفعل.. موسكو فعلت.

كاد القنطار أن يتحول الى نخلة. ربما أعلى قليلا، لولا أن مثله بين العرب آلاف الأسرى والشهداء والضحايا.

قال له حزب الله كن بطلا فكان.

هل كان من حق القنطار أن يشارك في قتل الشعب السوري؟ سؤال يوجه اللعبة الى غير ما أراد القنطار نفسه، فالمسألة أعمق من هذا السؤال. حقا إنها ورطة تلك التي وضعنا فيه نحن المراقبين عن بعد الجالسون على الكنب.

خياري في جلوسي على الكنبة هو خياري، على أن ارسم بكف يدي قطرة دم واحدة لطفل أو امرأة سورية. فتذهب الشعارات الى الجحيم. فمن قال إن الشعارات أسمى من الدم.

في كل حال قُتل ابن تموز. وسواء بالغت حركة حماس في لعبتها السياسية عندما وصفته بالشهيد أم لم تبالغ، ففي كل حال، لا حماس ولا أحد منا، يمتلك مفاتيح الجنة. فلتصف حماس القنطار بالشهيد، وليخرج حسن نصر الله ويصفه بأقدس الأسماء، ثم ليأتي الشعب السوري ويلقي عليه خِرقة العار، كل ذلك لا يهم. أو كأنه لا يهم.

رحل الرجل، فإن كان قد رحل وبيديه دماء أطفال العرب فهو ذاك، وإن كان يقاتل لكرسي فهو لذاك، وإن كان يقاتل لتعلو راية أمة العرب، فهو أيضا لذاك.

لقد دفن حزب الله جسد ابن تموز في التراب. هل حقا ما أعلنته إسرائيل أن طائرة (خانت) السماء الروسية الرابضة فوق دمشق وأطلقت صاروخها على من كان يظن انه في مأمن (هنا)؟

ليس من المهم من خان وقال للعدو إن طلبها ينام (هنا). بل الأهم كيف سمحت روسيا وقد احتلت سماء الشام أن تتبختر طائرة عدو الممانعين، ثم تقصف من قصفت ثم تعود الى قواعدها سالمة.

ليس من المهم جدا أن تقتل إسرائيل القنطار، فوزن دمائه لا تقل عن وزن دماء طفل سوري واحد. وظفره لا يزيد أهمية عن ظفر أم مكلومة لم تدعها موسكو تحضن أطفالها للمرة الأخيرة، بعد أن عاجلتها بصاروخ فتت أحلامها وأيامها قبل أن يفتت جسدها.

أعلم أن بيننا قتلة لم يحملوا سلاحا قط. وسيغضبهم معادلة: القنطار بالطفل، والقنطار بالأم، والقنطار بالأبرياء. سوى أن حجتي أن الرجل أفضى الى خياره.

عموما قتل ابن تموز وانتهى الأمر. والمهم اليوم التوقف عند سر مقتله. لماذا القنطار؟ ولماذا الآن؟ وهل تواطأت عاصمة الممانعة - أعني موسكو - مع عاصمة الاحتلال لتغتال ابن تموز.

القنطار في ويكيبديا

سمير القنطار (20 يوليو 1962 – 19 ديسمبر 2015) كان أقدم سجين لبناني في إسرائيل. في 22 أبريل 1979، عندما كان في السادسة عشر والنصف من عمره، قاد مجموعة من أفراد جبهة التحرير الفلسطينية عبر الانطلاق بحراً بزورق مطاطي إلى مدينة نهاريا الساحلية بشمال إسرائيل. اقتحمت المجموعة منزل عائلة هاران واختطفت داني هاران وابنته الطفلة عينات هاران التي كانت في الرابعة من عمرها. وحسب قرار المحكمة الإسرائيلة التي حاكمت القنطار، المستند إلى تحليل الشرطة الإسرائيلية للمعثورات الموجودة في موقع الحدث، فإن القنطار قتل الاثنثين على شاطئ البحر. أما القنطار نفسه فيقول إنه لم يقتل الاثنين وإنما هما قُتِلا في تبادل النار مع الشرطيين الإسرائيليين الذين لاحقوه إلى شاطئ البحر، كما يرد في مقابلة له مع صحيفة معاريف الإسرائيلية ومع قناة المنار التابعة لمنظمة حزب الله اللبنانية. أضافت الولايات المتحدة اسمه الى لائحة الإرهاب السوداء.

ولد سمير القنطار في بلدة عبيه لعائلة درزية في 20 يوليو 1962 وهي بلدة ذات موقع استراتيجي هام يشرف علي العاصمة اللبنانية بيروت.

اعتقل لأول مرة بتاريخ 31 يناير 1978 في الاردن عندما حاول تجاوز الحدود الأردنية الإسرائيلية في مزج بيسان مع عضوين آخرين في جبهة التحرير الفلسطينية وفي نيتهم اختطاف حافلة إسرائيلية على الطريق الواصلة بين بيسان وطبريا ومطالبة إطلاق سراح سجناء لبنانيين مقابل المسافرين. قضى القنطار 11 شهرا في السجن الأردني، ثم أفرج عنه في 25 ديسمبر 1978 بشرط أنه لن يدخل الأردن ثانية.

في 22 أبريل 1979 انطلق القنطار مع عبد المجيد أصلان، مهنا المؤيد، احمد الأبرص، من أفراد جبهة التحرير الفلسطينية، إلى إسرائيل عن طريق البحر بزروق مطاطي. هبط الزورق شاطئ "هدكاليم" في مدينة نهاريا الساحلية شمالي إسرائيل، وحاولت المجموعة اقتحام دار عائلة سيلع ولكنها انصرفت عن المكان بعد تبادل النار مع صاحب الدار، ثم مع رجال الشرطة المحلية. انتهى تبادل النار بمقتل شرطي إسرائيلي وأحد أفراد المجموعة، وبإصابة مدني إسرائيلي بجروح. بعد ذلك وصلت المجموعة بقيادة القنطار إلى شارع جابوتينسكي في نهاريا واقتحمت عمارة سكنية. عندما سمع السكان صوت العيارات التي أطلق أفراد المجموعة، أخذوا ينزلون إلى الملجأ. وأطلق أحد السكان النار على مجموعة القنطار من سلاحه الشخصي وقتل أحد أفرادها. قبضت مجموعة القنطار داني هاران وابنته عينات هاران، في الرابعة من عمرها، الذين كانوا ينزلون من الشقة إلى ملجأ العمارة واختطفهما إلى شاطئ البحر. وفي الوقت ذاته هرعت الأم سمادار هاران إلى الشقة مع ابنتها البالغة سنتين لتختبأ، وخنقت الطفلة سهوا عندما حاولت إسكات بكائها. لاحق رجال الشرطة مجموعة القنطار والمخطوفين إلى شاطئ البحر حيث بدأ تبادل النار. وحسب تقرير الشرطة الإسرائيلية استنادا إلى تحليل المعثورات في موقع الحدث، قتل القنطار المخطوفين عندما افترب منه رجال الشرطة، ولكن القنطار قال في مقابلة مع صحيفة معاريف الإسرائيلية ومع قناة المنار التابعة لمنظمة حزب الله اللبنانية إن الطفلة وأباها قتلا من نيران الشرطة الإسرائيلية خلال تبادل النار.

قتل أصلان والمؤيد من نيران الشرطيين الإسرائيليين، بينما اعتقلت الشرطة الإسرائيلية القنطار والأبرص. في 28 يناير 1980 حكمت المحكمة الإسرائيلية على سمير القنطار بخمس مؤبدات مضافا إليها 47 عام (إذ اعتبرته مسؤولا عن موت 5 أشخاص وعن إصابة آخرين). تم إطلاق سراح الأبرص في 21 مايو 1985 في إطار صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل ومنظمة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة بينما تم الإفراج عن سمير قنطار في 16 يوليو 2008 في اطار صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحزب الله.

خلال مكوثه في السجن الإسرائيلي سُجل القنطار كطالب في الجامعة المفتوحة الإسرائيلية بتل أبيب والتي تستخدم طريقة التعليم من بعد. في سبتمبر 1998 منحت الجامعة المفتوحة للقنطار درجة بكالوريوس في الأدبيات والعلوم الاجتماعية.

في 8 يوليو 2005 نشرت صحيفة معاريف الإسرائيلية مقابلة مع سمير القنطار باللغة العبرية.[3] في المقابلة التي أجرتها الصحافية الإسرائيلية حين كوتس-بار قال القنطار أن محاميه نقل إليه اقتراحاً ليرشح نفسه للبرلمان اللبناني. رفض القنطار كشف العنصر السياسي الذي بادر الاقتراح ولكنه قال إنه لا يستطيع الخدمة كعضو برلمان من السجن الإسرائيلي ولا يريد استغلال عنائه كي يكسب مقعدا في البرلمان اللبناني. كذلك قال إنه يتابع الأحداث في لبنان بواسطة الراديو والتلفزيون وعبر عن أمله أن تتحول المجتمع اللبناني إلى مجتمع علمانية غير طائفية.

تم الأفراج عن سمير القنطار يوم الأربعاء 16 يوليو 2008 في صفقة تبادل بين حزب الله وإسرائيل تم بموجبها الإفراج عنه وعن أربعة أسرى لبنانيين من أفراد حزب الله، تم القبض عليهم في حرب يوليو 2006، وجثث 199 لبناني وفلسطيني وآخرين في مقابل تسليم حزب الله جثث الجنديين الإسرائليين الذين تم قتلهم في عملية "الوعد الصادق" في يوليو 2006.

شن الطيران الحربي الإسرائيلي غارة على مبنى مكون من ستة طوابق في بلدة جرمانا جنوب العاصمة السورية دمشق، مساء يوم السبت 19 ديسمبر 2015، انتهت بمقتله عن عمر يناهز 53 سنة إلى جانب عدد من قيادات الحزب، وجنرالات الحرس الجمهوري الإيراني وقائد في المقاومة السورية.

نيسان ـ نشر في 2015-12-21 الساعة 21:30

الكلمات الأكثر بحثاً