اتصل بنا
 

هل سينزع سلاح حزب الله؟

نيسان ـ نشر في 2025-08-10 الساعة 08:32

نيسان ـ يبدو أن موضوع نزع سلاح «حزب الله» قد دخل «الرزنامة السياسية» اللبنانية، وان القرار قيد المواعيد الزمنية المحددة.
ويتدافع حول قرار نزع سلاح حزب الله، اطراف وقوى سياسية لبنانية واقليمية، وتقف واشنطن على مسافة قريبة في موضوع نزع سلاح حزب الله.
ومن مناهضي سلاح حزب الله من يعتبرونه تمردا على الدولة. وثمة اطراف لبنانية واقليمية تريد نزع سلاح الحزب بأي ثمن، ومهما كانت الكلفة.
وفي غمرة طرح نزع سلاح حزب الله، والتوقيت الاقليمي، وخصوصا بعد الازمة السورية، وتطوراتها وتحولاتها وما شهدته السويداء من أعمال عنف دامية.
فان مشاعر القلق والخوف قد اكتست على مستقبل ومصير اقليات ومكونات لبنانية.
وخوف الداخل اللبناني، ولا سيما من سيناريو فوضى ومسيرات مفتوحة وحرب اهلية.
وما شهدته سورية، زاد من منسوب القلق والخوف اللبناني، وليس فقط الدروز وحدهم، بل حتى المسيحيين والعلويين، والشيعة.
واخطر ما يحمل الداخل اللبناني أن يتحول الى غزة أخرى، وخصوصا أن المبعوث الامريكي توماس براك، في طرحه حول سلاح حزب الله، يتحدث بمثابة أن القرار تحصيل حاصل، وانه ينتظر من لبنان والحزب صكا واعلان استسلام او الذهاب الى الجحيم.
وليس من باب المصادفة ان تنذر ازمة السويداء، وخطوطها الطائفية الحمراء، بتصاعد وتيرة قلق وخوف مكونات لبنانية، ولا سيما ان حركة الحركات السنية الجهادية والقبائل السورية المقربة من الجهادية السنية تقترب من الحدود اللبنانية الساخنة، وتبحث عن حواضن وبيئات في الداخل اللبناني.
ازمة السويداء لم يتم احتؤاها، وما جرى مجرد عملية تخدير بفعل التدخل الامريكي. ويبدو أن معادلة الاستقرار السوري شبه معقدة، ومستبعدة في الوقت القريب، وحيث أنه لا مصلحة لاسرائيل في سورية آمنة ومستقرة وموحدة، وعودة الدولة الوطنية على حدودها.
وفي سورية الاختلاف الامريكي / الاسرائيلي تكتيكي، واختلاف على تفاصيل واولويات مؤقتة، ومن المستبعد أن تبادر واشنطن للضغط على تل ابيب، وان تستجيب الى الضغوطات العربية والاقليمية لرفع يد اسرائيل عن سورية، والسماح للنظام الجديد في اقامة دولة مستقرة.
طبعا، حالة عدم الاستقرار في سورية والانقسام الدرزي والطائفي قد تنتقل الى لبنان وبدرجات.
واسرائيل، تتابع ما يجري في لبنان في حثاثة شديدة، ولن تقبل أن يبقى حزب الله يملك سلاحا، وملاحقة حزب الله ثأر اسرائيلي، ولابادة وقتل كل من حارب وقاتل ضد اسرائيل. ويبدو أنها مصممة على اغلاق ملف السلاح في نزعه، وتريد أن تترجم المكاسب التي حققتها في حرب لبنان الاخيرة سياسيا، والا سوف تدخل عسكريا على الخط اللبناني، وتوجه ضربات عسكرية مؤلمة وقاصمة، ومدمرة. وتشجع على خلق فوضى في لبنان، وقد تجر البلد الى حرب أهلية.
وحتى واشنطن، لا تجد مانعا من شن حرب عسكرية اسرائيلية جديدة على لبنان، وتدعم أي سيناريو في هذا الاتجاه، وترامب وادارته لا يجدوا أمامهم بديلا عن نزع سلاح حزب الله، وتصفية الحزب كقوة عسكرية رادعة ومقاومة لاسرائيل.
السؤال اقليميا عن اليوم التالي، يبدو أن مفاتيحه تشغل من غزة وبيروت. ولا يدري أحد ماذا بعد هذا الدمار الكارثي والمروع لغزة، وهل ستكون لبنان هي اليوم التالي لغزة والاقليم؟
موضوع نزع سلاح حزب الله حساس لبنانيا، وليس بالموضوع السهل، بل أنه يزداد تعقيدا في ضوء ما يشهده الاقليم والازمة السورية من سيناريوهات مفتوحة على كل الاحتمالات، وتبدل وتقلب ادوار اللاعبين الاقليميين والدوليين، وخاصة ان اسرائيل تزداد توحشا وان اي عمل عسكري اسرائيلي في لبنان سيكون اشد وحشية من غزة، وذلك في ظل تقاطع وتداخل المصالح واستراتيجيات الحرب الامريكية / الاسرائيلية.

نيسان ـ نشر في 2025-08-10 الساعة 08:32


رأي: فارس الحباشنة

الكلمات الأكثر بحثاً