إلــــــى أنس الشريف..
نيسان ـ نشر في 2025-08-12 الساعة 09:03
نيسان ـ لست أقوى على الكلام. أنظر إلى أشلاء جثمان فتى صعدت روحه، ورمى الوحوش في سيف وسهم كلمته وصوته المبحوح من غبار وركام العدوان والدمار، وأصوات صراخ الناجين حينًا، والشهداء أحيانًا أخرى.
سلاح أنس الشريف كان بعض كلمات وتغريدات، وصراخ غاضب، وكلام المقهورين.. وتخيلوا كم أن كلامه أزعج جبروت السامعين.
نقف أمام الشاشات عاجزين، ونداري أنفسنا بالقول إن الله لا يكلف نفسًا إلا وسعها!
وهل نجد بين أهل غزة نفسًا وجدت أن في وسعها أكثر مما تستحق؟ وكيف، وبعد ما يحصل في غزة، وقد فقد الإنسان قدرته على تجاوز العقل في دعم عباد الله على الأرض؟ وتجاوز العقل يقود إلى الحق، ونحو تلك النجوم الصامدة في سماء غزة. وكيف نمسك على عقولنا، وكأن من يموتون في غزة من أطفال ونساء وعجائز ليسوا من أهلها ولا قومنا، وأنهم بلا أحبة ولا رفاق؟
ومن بعد أنس الشريف، وكوكبة الشهداء..
ماذا نترك إلى غد؟ سراب ووهم؟ وأين الطريق إلى الحق؟ لا تزال المسافات تحتاج إلى مسير، وسوف نجد أن معركة غزة اليوم لم تترك شيئًا إلى الغد. لقد حُجبت الحياة عن غزة، لا هواء ولا ماء، ولا حتى أوكسجين.
ها هم الغزاة، أنفسهم من احتلوا ودنسوا يافا وحيفا ونابلس، والخليل، والقدس، يخافون من أصوات المنابر، ويخافون من أصوات أجراس الكنائس، ولا يروق لهم أن يذوق غيرهم طعم ومعنى الحياة.
ودمّروا في غزة المساجد والكنائس، والمخابز والمستشفيات، وآبار المياه، وكسروا مراكب الصيادين، وأحرقوا بحر غزة، وهل سمعتم يومًا في التاريخ عن حرب بين جيش وبحر؟ وهل البحر يُهزم؟ لا يعلمون أن صوت «أنس الشريف» سوف يعود كتراتيل من السماء، وأن السماء تلتقط شهداء غزة ليعودوا أحياء مرة أخرى، ولكي يهمسوا في السماء في آذان الملائكة بآيات قصار، ليخبروهم عن بشاعة الجرائم على أرض غزة، وقبل أن يطيروا إلى جنات الخلد.
الغزاة الجدد، وهم من سلالات القهر، حفظوا وصايا الأجداد من حاخامات الهيكل، وصدقوا خرافات حتمية نصرهم، وأنهم القوم الغالبون على هذه الأرض.
وهم منذ وصلوا إلى فلسطين، يشعرون أن هذا التراب ليس لهم، ولا الهواء، ولا المياه.
دماء شهداء غزة تُجمع بأنهار وسيول وبراكين ثائرة، ومن الدم تُرسم صورة عمر بن الخطاب وصلاح الدين الأيوبي، وتُجمع من صرخات الثكالى والجوعى والمصابين أصواتٌ تنادي باسم فلسطين.
غزة اليوم، في شهدائها وجرحها ووجعها، ونكبتها وإبادتها، ترسم على صرخة «أنس الشريف».
سلاح أنس الشريف كان بعض كلمات وتغريدات، وصراخ غاضب، وكلام المقهورين.. وتخيلوا كم أن كلامه أزعج جبروت السامعين.
نقف أمام الشاشات عاجزين، ونداري أنفسنا بالقول إن الله لا يكلف نفسًا إلا وسعها!
وهل نجد بين أهل غزة نفسًا وجدت أن في وسعها أكثر مما تستحق؟ وكيف، وبعد ما يحصل في غزة، وقد فقد الإنسان قدرته على تجاوز العقل في دعم عباد الله على الأرض؟ وتجاوز العقل يقود إلى الحق، ونحو تلك النجوم الصامدة في سماء غزة. وكيف نمسك على عقولنا، وكأن من يموتون في غزة من أطفال ونساء وعجائز ليسوا من أهلها ولا قومنا، وأنهم بلا أحبة ولا رفاق؟
ومن بعد أنس الشريف، وكوكبة الشهداء..
ماذا نترك إلى غد؟ سراب ووهم؟ وأين الطريق إلى الحق؟ لا تزال المسافات تحتاج إلى مسير، وسوف نجد أن معركة غزة اليوم لم تترك شيئًا إلى الغد. لقد حُجبت الحياة عن غزة، لا هواء ولا ماء، ولا حتى أوكسجين.
ها هم الغزاة، أنفسهم من احتلوا ودنسوا يافا وحيفا ونابلس، والخليل، والقدس، يخافون من أصوات المنابر، ويخافون من أصوات أجراس الكنائس، ولا يروق لهم أن يذوق غيرهم طعم ومعنى الحياة.
ودمّروا في غزة المساجد والكنائس، والمخابز والمستشفيات، وآبار المياه، وكسروا مراكب الصيادين، وأحرقوا بحر غزة، وهل سمعتم يومًا في التاريخ عن حرب بين جيش وبحر؟ وهل البحر يُهزم؟ لا يعلمون أن صوت «أنس الشريف» سوف يعود كتراتيل من السماء، وأن السماء تلتقط شهداء غزة ليعودوا أحياء مرة أخرى، ولكي يهمسوا في السماء في آذان الملائكة بآيات قصار، ليخبروهم عن بشاعة الجرائم على أرض غزة، وقبل أن يطيروا إلى جنات الخلد.
الغزاة الجدد، وهم من سلالات القهر، حفظوا وصايا الأجداد من حاخامات الهيكل، وصدقوا خرافات حتمية نصرهم، وأنهم القوم الغالبون على هذه الأرض.
وهم منذ وصلوا إلى فلسطين، يشعرون أن هذا التراب ليس لهم، ولا الهواء، ولا المياه.
دماء شهداء غزة تُجمع بأنهار وسيول وبراكين ثائرة، ومن الدم تُرسم صورة عمر بن الخطاب وصلاح الدين الأيوبي، وتُجمع من صرخات الثكالى والجوعى والمصابين أصواتٌ تنادي باسم فلسطين.
غزة اليوم، في شهدائها وجرحها ووجعها، ونكبتها وإبادتها، ترسم على صرخة «أنس الشريف».
نيسان ـ نشر في 2025-08-12 الساعة 09:03
رأي: فارس الحباشنة


