أطباء في الأردن .. تشبيح بلا حدود
نيسان ـ نشر في 2015-12-22 الساعة 16:44
.
محمد قبيلات .. أطلقت نقابة الأطباء الأردنيين حملة لجمع تبرعات حليب جاف لـ "أطفال سوريا"، وحسب الإعلان، فإنها تستهدف جمع التمويل لتنفيذ هذه المهمة التي تحتاج لمبلغ 20 ألف دينار، كأثمان لهذه المواد.
طبعا، لا أحد يحق له الاعتراض على أعمال الخير الإنسانية الصادقة، ونحن مع الشعب السوري، ومع الحملة كذلك، ومع أطفال سوريا كلهم، من شتى الطوائف والأديان والقوميات والتقسيمات الجغرافية، ولا غضاضة في أن تصل التبرعات الإنسانية الى كافة المناطق المحتاجة للمساعدة، بغض النظر عن ولائها السياسي، سواء كانت مؤيدة للنظام أو معارضة.
لكن يحق لنا أن نسأل - ونحن ندرك أن المستفيد الأول من الحملة هم الشبيحة - عن المعاني السياسية منها، التي لن تستطيع توزيع مساعداتها في كل أراضي سوريا، وستقتصر على الأرض التي يسيطر عليها النظام. فلماذا؟
هناك من يتهم حملات شبيهة بأنها لا تنطوي على محتويات إنسانية، ويراد منها تأييد النظام السوري سياسيا. علينا أن نتذكر أنه النظام الذي ارتكب جرائم حرب بحق أطفال سوريا لم يرتكبها نظام على شعبه. حملة يخشى أن تتحول الى مجرد مظاهرة سياسية سيستفيد منها الشبيحة، والشبيحة فقط.
كان المنتظر من أطباء الإعلان عن دعمهم وتأييدهم للشعب السوري كله من دون تمييز. فيما الشواهد تتحدث عن عدد من الأطباء حجّوا وسيحجون الى كعبة طاغية استمرأ الذبح والاعتقال والتشريد ضد أبناء شعبه، وفتح سوريا لكل طامع، وجعلها ساحة لذؤبان الإرهاب.
حبذا لو جمع هؤلاء الأشاوس تبرعات لزملائهم المعتقلين في سجون النظام، الجائعين الذين يفتقدون الى أبسط الحقوق والحاجات الإنسانية.. وحبذا لو أن جزء من هذه الحملة كانت لمثل هؤلاء الأطباء، ولغيرهم ممن يعانون من حصار جنود الطاغية. فإن لم يطيقوا ذلك، كان عليهم التزام الصمت ما داموا لا يقوون على فعل أو نطق الحق.
هي إذاً عشرون ألف دينار !! .. أي ما يقل عن ثلاثون ألف دولار أمريكي، فماذا ستشترون بها؟؟ وكم تجلب من الحليب؟؟ وكم سيحل بها من المشكلة؟؟
التجارب السابقة، علمتنا أن "المساعدات" ستصل في آخر المطاف، لكن لأحد أركان النظام وعملائه الفاسدين.. وسيبيعونها لحسابهم الخاص. فهل ضمن منظمو الحملة عدم حصول ذلك؟