اتصل بنا
 

بمناسبة ذكرى (مولد خير البرية) اقتدوا به وثوروا لدينه

كاتب مصري

نيسان ـ نشر في 2015-12-22 الساعة 22:36

نيسان ـ

تمر علينا ذكرى مولد خير البرية (صلى الله عليه وسلم)، وأمتنا فى ذيل الأمم فى كافة المجالات، والسبب الرئيس فى هذا التخلف هو الانهزامية التى نعيشها - نحن المسلمين - بابتعادنا عن ديننا، رغم الخطاب الربانى الموجَه لأمة الحبيب (صلى الله عليه وسلم) فى خطابه لها (لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم أفلا تعقلون) الأنبياء 10، أى أن الاستمساك بهذا الكتاب (القرآن الكريم) فيه شرفكم وعزكم ورفعتكم على كل الناس فى مشارق الأرض ومغاربها، وبمفهوم المخالفة إذا لم تتمسكوا به، فسوف تعودون إلى ما كنتم عليه من ضعفٍ وهوان وتشرذم، وهذا ما حدث ويحدث وسوف يحدث.
معظمنا - نحن المسلمين - يسمع آيات الله تُتلى عليه ولا يتفاعل معها، فالكثير من الأوامر التى يأمرنا الله بها لا نمتثل لها وكذلك فكثيرٌ من النواهى لا نُعير لها اعتباراً، والغريب أننا نعلم أن ذلك أمر جلل ونرتكبه، وكأن شيئاً لم يكن.

التبرج حرام ويعلم ذلك القاصى والدانى، ولكن هناك الكثير من النساء يخرجن من بيوتهن متبرجات حاسرات، ومنهن من تصلى وتصوم وكأن هذه نقرة وتلك أخرى، والربا حرام شرعاً ومن المعلوم من الدين بالضرورة، ومع ذلك تجد من يُقرض أو يَقترض بالربا وهو يعلم حرمته، وربما لا يترك صلاة الفجر فى المسجد جماعة.

ولقد ارتفع الإسلام بالإنسان فجعله خليفة الله فى الكون ويقول تعالى : "(ولقد كرّمنا بني آدم وحملناهم في البرِّ والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممَّن خلقنا تفضيلا) الإسراء 70

ومع ذلك تجد الغالبية ترضى بالذل والهوان، وتصمت على انتهاك السلطة لحريات وكرامة المواطنين فى بلدهم فضلاً عن انتهاكها فى مختلف بلاد العالم، اعتماداً على أن لا كرامة لهم على أرضهم، ومن ثم فلن يجدوا من يغضب لكرامتهم.

ومن المعروف أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان لا يغضب لنفسه قط، ولكنه كان يغضب حينما تُنتهك حرمات الله، ومع أن حرمات الله فى أوطاننا تُنتهك ليلا ونهارا، فلا تجد من يغضب أو يعترض أو يثور انتصارا لدين الله إلا من رحم ربك.

أوطاننا محتلة من الصليبيين ومن اليهود ولا يُقاوم هذا الاحتلال سوى أصحاب النفوس الزكية والقلوب المؤمنة وما أقلهم، والغريب أن تجد مِن بنى جلدتك مَن يتهمك بالتطرف أو الإرهاب لأنك أعلنت عن رفضك لهذا الاحتلال، والأغرب أن تجد من بين هؤلاء العديد من علماء الدين والحاصلين على رسالات الماجستير والدكتوراة، وهم المنوط بهم أن يدافعوا عن الدين والأرض والعِرض، فإذا بهم يبررون لهذا الاحتلال ويروجون للاستسلام والهزيمة.

الشعوب من حولنا تثور من أجل أوطانها وحرياتها وكرامتها وربما لا يعرفون عن القرآن الكريم ولا عن الحبيب (صلى الله عليه وسلم)، لم يسمعوا عن الصاحبة أو عن التابعين، لم يقرؤوا كتباً عن خالد بن الوليد ولا طلحة ولا الزبير ولا سعد ولا صلاح الدين ولا سيف الدين قطز، أما - نحن المسلمين – فقد هجرنا قرآننا وابتعدنا عن سنة نبينا (صلى الله عليه وسلم)، وانتشرت فيما بيننا البدع والخرافات واستسلمنا للانهزامية وسيطر علينا الخوف والرعب والجبن، ونجح أعداؤنا فى أن نصل إلى هذه المرحلة المنحطة فى تاريخنا من خلال الإعلام ومناهج التعليم ونشر العادات والتقاليد التى يحرمها الشرع.

ورغم الفشل الذى واجهنا بسبب بُعدنا عن مبادئ الإسلام عشرت السنين، إلا أن حكامنا مازالوا مترددين فى الزود عن ديننا وعرضنا وشرفنا، بل ويقفون فى وجه كل من يقاوم الباطل والظلم، ورغم كل الكوارث التى تقع علينا وماتزال، بسبب هجرنا للكثير من مبادئ ديننا، إلا أنهم مازالوا لا يرغبون فى العودة إلى الله.

ومع ذلك فإن ثقتنا فى الله كبيرة فى أن تعود شعوبنا إلى الله قريباً فنثور لديننا وأوطاننا وأعراضنا وشرفنا وكرامتنا، وتصلى على أعظم خلق الله(صلى الله عليه وسلم)، وليس ذلك على الله بعزيز.

نيسان ـ نشر في 2015-12-22 الساعة 22:36

الكلمات الأكثر بحثاً