اتصل بنا
 

التنسيق الروسي الإسرائيلي .. بوتين يتفوق على نفسه ويفاجئ مريديه

نيسان ـ نشر في 2015-12-23 الساعة 10:53

x
نيسان ـ

محمد قبيلات .. اتفق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأربعاء مجددا على مواصلة التنسيق بين الدولتين ضد الإرهاب.

لم يرشح شيء عن الاتصال، وخاصة ما إذا كانا "بوتين ونتنياهو" تحدثا عن الغارات الإسرائيلية على سوريا، التي قتلت فيها إسرائيل الأسير اللبناني المحرر سمير القنطار.

من المعروف عن السياسة الروسية أنها بطيئة الحركة الى درجة كبيرة، وأنها تتأخر في إصدار رد الفعل على الأحداث عموما، وعليه كان من المنتظر أن يصدر رد أو تعليق على اغتيال القنطار، ولو متأخرا. ومن الناحية العسكرية، كان من المنتظر الرد على خرق إسرائيل المجال الجوي السوري وتنفيذها ضربات جوية شملت تدمير صواريخ اللواء 90 التابع للجيش السوري النظامي والمرابط قرب القنيطرة.

لكن بوتين اختار الذهاب باتجاه آخر، وعلى عكس ما يتوقع منه المطّبلون له المؤيدون لتدخله في سوريا، فاختار التأكيد على التعاون مع إسرائيل وكأن شيئا لم يكن.

ما الجديد في هذا التأكيد؟

الجديد أن الرئيس الروسي بدأ يشعر بحجم الورطة التي دخلها في سوريا، وأن العمليات الجوية التي بدأتها القوات الروسية في 30 أيلول لم تحقق شيئا على الأرض، وأن خزعبلات القوة العظمى بدأت تتكشف، فالطائرات الروسية نفذّت آلاف الطلعات ضد "الإرهابيين"، والسفن البحرية أطلقت ما في جعبتها من صواريخ طويلة المدى، لكن من دون جدوى.

ما الحل؟

مع كل قصة جديدة ستنخفض معنويات بوتن أكثر، فبوتين ذاك الذي كنا نراه قبل سقوط طائرة الركاب في سيناء وبعدها إسقاط الأتراك لفخر الصناعة الروسية - طائرة السوخوي، غير بوتين اليوم ، وبوتين اليوم غير بوتين بعد العملية الإسرائيلية الأخيرة.

كأن الإدارة الروسية لم تتعظ مما جرى مع قوات التحالف، فهذه الأخيرة نفذت هي الأخرى آلاف الطلعات الجوية ضد داعش، ولم تحقق الكثير، فجاء بوتين ليعيد التجربة بنفس المعطيات والمدخلات منتظرا نتائج جديدة.

على سبيل المثال، يقال إن عدد عناصر تنظيم الدولة "داعش" الموجودين في محافظة الأنبار لا يزيدون عن المئة وخمسين عنصرا، فكيف سيتم قصف هؤلاء جويا، هل يجتمعون على قهوة المساء منتظرين صواريخ التحالف؟

كان يمكن لروسيا أن تلعب دورا أفضل، يحافظ على مصالحها في المنطقة، من دون كل هذا العناء. وبحكم علاقتها بالنظام السوري وأطراف كثيرة من المعارضة وعلاقاتها مع دول المنطقة، كانت موسكو المرشحة الوحيدة تقريبا لأن تدير عملية سياسية تحقن دماء السوريين وتحافظ على دولتهم واحدة موحدة، لكنها اختارت أن تخسر، بالتورط في رمال متحركة سبق وغرقت فيها دول أعظم من روسيا وأشد قوة، وأعتى اقتصادا.

بوتين سيتبدل مع كل طارئ يجري. لكن ليس من المتوقع أن يرفع الراية البيضاء في الشام، وسيواصل مغامرته حتى النهاية. أما شكل النهاية فلا يوجد قوة على الأرض يمكن أن تتنبأ بها. نحن نتابع ونراقب فقط، فيما سيقتل آلاف السوريين وستغرق روسيا في لعنة دمائهم.

نيسان ـ نشر في 2015-12-23 الساعة 10:53

الكلمات الأكثر بحثاً