قهرُ الرجال بالأرقام... كيف تُضلَّل الحقيقة وتُغتال تضحياتهم
فراس عوض
كاتب
نيسان ـ نشر في 2025-08-30 الساعة 21:37
نيسان ـ مرة أخرى، يطلّ علينا تقرير إعلامي مدجّج بالأرقام الباردة، عبر قناة تلفزيونية منحازة ضد الرجل، ليقول لنا: إن النساء "أفضل حالًا" ماليًا من الرجال. حيث جاء في تقرير البنك المركزي لعام 2024 - 2025 أن هناك تحسّنًا في الصحة المالية للأسر الأردنية، مع انخفاض الفئات "الضعيفة" وارتفاع "المتأقلمين" و"الأفضل حالًا"، موضحًا أن الإناث يتمتعن بصحة مالية أفضل من الذكور.
وكأنّ الأرقام وحدها تكفي لتروي الحكاية! يتناسون أن خلف كل امرأة مستقرة مئات الرجال الذين ينفقون أعمارهم وأعصابهم وعرقهم كي يظل البيت قائمًا. يتناسون أن من الطبيعي أن يبدو وضع النساء أيسر، ما دام الرجل هو من يتقدّم دائمًا إلى المتراس الأول: يحمل المهر والمسكن والأثاث وتكاليف الزواج، ثم يكدّ لعقود كي يعلّم أبناءه ويسدّد أقساط الحياة، فيما تُترك المرأة العاملة في معظم الأحيان تنفق على نفسها أو على دائرة صغيرة محدودة.
لكن التقرير لا يقول إن ستين بالمائة من الرجال العاملين يُنفقون على مائة بالمائة من النساء، ولا يقول إن أربعين بالمائة من النساء العاملات — اللواتي حللن مكان العاطلين عن العمل (أي الـ40% الباقية) — يوجّهن دخلهن لأنفسهن أو لأسر بعينها، بينما تبقى أسر أخرى بلا رجلٍ يعمل ولا امرأة، فريسةً لفقر مضاعف، بل مدقع. هذه ليست مساواة، بل فجوة تُعمّق جراح المجتمع وتُثقل كاهل الرجال أكثر فأكثر.
الرجل لم يفقر لأنه عاجز، بل لأنه مؤتمن. لم تُفرغ جيوبه لأنه مُسرف، بل لأنه حامٍ وسند ومعيل. والظلم كل الظلم أن تُقاس تضحياته بمسطرةٍ محايدة ظاهرًا، منحازة باطنًا، ثم يُقال له: "أنت الأضعف حالًا"! أي قلبٍ بارد يغفل أن قوامة الرجل لم تكن يومًا ترفًا، بل تضحية متواصلة تصب في بقاء المجتمع نفسه؟
يجب أن نكون صادقين وواقعيين. نعم، النساء شريكات في البناء، ولكن الرجال هم الوقود الذي أبقى العجلة دائرة، والكتف التي حملت أثقال المجتمع، واليد التي امتدت لتنقذ وتُعيل. ليس عيبًا أن يُنصفوا، وليس ضعفًا أن يُعترف بفضلهم. لا تجعلوا من التضحية رجسًا، ولا من القوامة جريمة، ولا من رجولة الرجال شماعة لأوهام المساواة القسرية. إن إنصاف الرجال ليس خصمًا من النساء، بل إنصاف للحياة نفسها. فلتقفوا لحظة، وتقولوا بصدق: شكرًا أيها الرجال على ما حملتموه عنا جميعًا.
كفى عبثًا بالأرقام، وكفى تضليلًا بعباراتٍ جوفاء! لن تُسقطوا رجولة الرجل بجدول إحصائي، ولن تمحوا تاريخه بتقرير صُنع على مقاس أجندات غريبة. الرجل الأردني، والعربي عمومًا، ظلّ يكدّ ويدفع ثمن بقاء أسرته، حتى حين خذلته الدولة وخذلته القوانين. لن يقبل بعد اليوم أن يُختزل في خانة "الأضعف حالًا". لقد حان الوقت لقول الحقيقة بلا مواربة: أنتم تفرغون جيوبه بقوانين جائرة، وتفرضون أجندات لا تلائم ثقافتنا ولا تشريعاتنا، ثم تشمتون به في تقاريركم. هذه ليست عدالة، بل قهر، ولن يطول صمت الرجال إلى الأبد.
وكأنّ الأرقام وحدها تكفي لتروي الحكاية! يتناسون أن خلف كل امرأة مستقرة مئات الرجال الذين ينفقون أعمارهم وأعصابهم وعرقهم كي يظل البيت قائمًا. يتناسون أن من الطبيعي أن يبدو وضع النساء أيسر، ما دام الرجل هو من يتقدّم دائمًا إلى المتراس الأول: يحمل المهر والمسكن والأثاث وتكاليف الزواج، ثم يكدّ لعقود كي يعلّم أبناءه ويسدّد أقساط الحياة، فيما تُترك المرأة العاملة في معظم الأحيان تنفق على نفسها أو على دائرة صغيرة محدودة.
لكن التقرير لا يقول إن ستين بالمائة من الرجال العاملين يُنفقون على مائة بالمائة من النساء، ولا يقول إن أربعين بالمائة من النساء العاملات — اللواتي حللن مكان العاطلين عن العمل (أي الـ40% الباقية) — يوجّهن دخلهن لأنفسهن أو لأسر بعينها، بينما تبقى أسر أخرى بلا رجلٍ يعمل ولا امرأة، فريسةً لفقر مضاعف، بل مدقع. هذه ليست مساواة، بل فجوة تُعمّق جراح المجتمع وتُثقل كاهل الرجال أكثر فأكثر.
الرجل لم يفقر لأنه عاجز، بل لأنه مؤتمن. لم تُفرغ جيوبه لأنه مُسرف، بل لأنه حامٍ وسند ومعيل. والظلم كل الظلم أن تُقاس تضحياته بمسطرةٍ محايدة ظاهرًا، منحازة باطنًا، ثم يُقال له: "أنت الأضعف حالًا"! أي قلبٍ بارد يغفل أن قوامة الرجل لم تكن يومًا ترفًا، بل تضحية متواصلة تصب في بقاء المجتمع نفسه؟
يجب أن نكون صادقين وواقعيين. نعم، النساء شريكات في البناء، ولكن الرجال هم الوقود الذي أبقى العجلة دائرة، والكتف التي حملت أثقال المجتمع، واليد التي امتدت لتنقذ وتُعيل. ليس عيبًا أن يُنصفوا، وليس ضعفًا أن يُعترف بفضلهم. لا تجعلوا من التضحية رجسًا، ولا من القوامة جريمة، ولا من رجولة الرجال شماعة لأوهام المساواة القسرية. إن إنصاف الرجال ليس خصمًا من النساء، بل إنصاف للحياة نفسها. فلتقفوا لحظة، وتقولوا بصدق: شكرًا أيها الرجال على ما حملتموه عنا جميعًا.
كفى عبثًا بالأرقام، وكفى تضليلًا بعباراتٍ جوفاء! لن تُسقطوا رجولة الرجل بجدول إحصائي، ولن تمحوا تاريخه بتقرير صُنع على مقاس أجندات غريبة. الرجل الأردني، والعربي عمومًا، ظلّ يكدّ ويدفع ثمن بقاء أسرته، حتى حين خذلته الدولة وخذلته القوانين. لن يقبل بعد اليوم أن يُختزل في خانة "الأضعف حالًا". لقد حان الوقت لقول الحقيقة بلا مواربة: أنتم تفرغون جيوبه بقوانين جائرة، وتفرضون أجندات لا تلائم ثقافتنا ولا تشريعاتنا، ثم تشمتون به في تقاريركم. هذه ليست عدالة، بل قهر، ولن يطول صمت الرجال إلى الأبد.
نيسان ـ نشر في 2025-08-30 الساعة 21:37
رأي: فراس عوض كاتب


