الطفر يليق بك
شاهر الشريدة
كاتب أردني
نيسان ـ نشر في 2015-12-23 الساعة 20:14
لما كنت بالجامعة كان فيه بنت حلوة كتير، حنطية، لونها من لون حبة القمح، جمالها ناعم مثل الحرير، لحن كلامها أعذب من معزوفات بيتهوفن.
حطيت عيني عليها،لكن ما كنت قادر ابادر واحكي معها، لأنه كان عندها صاحب، كنت اشوفهم دايما مع بعض، وطول ماهي قاعدة بالمكتبة، اظل صافن فيها واستنى فرصة لاحكي معها، لكن للاسف دايما هالشب ملزق فيها.
وباحدى الايام،كنت ماشي بشارع بالجامعة بطريقي لكلية الحقوق، واذا بهالبنت ماشية بنفس الشارع بمواجهتي، اجت عيني بعينها، وظليت مبحلق فيها وماشي باتجاهها.
ارتسمت ع وجهها ابتسامة عريضة بعرض احلامي، واشرتلي بايدها من بعيد، قلبي خفق، وقلت لحالي يا ولد، فرصتك و لاحت.
وكل ما نقرب باتجاه بعض اكثر افرح اكثر، ونقلت دفتر المحاضرات من ايدي اليمين لايدي اليسار عشان استعد للمصافحة الحارة المنتظرة بعد انتظار ايام واسابيع.
كانت لحظات خذلان لا ع البال ولا ع الخاطر، وضاعت احلامي برمشة عين، وصارت حياتي كلها اضيق من المسافة اللي بيني وبينها لما مرت جنبي.
انخذلت، لأنها لما وصلت لعندي زاحت عني فجأة وكملت طريقها، ولما انتبهت عليها اشوف ليش عملت هيك، اتاري صاحبها كان وراي.
هالبنت مثلها مثل حكومتنا، كلامها ولا اعذب، وبنسمع منها حكي ناعم ولا اروع، وبتعيشنا باحلام ولا اجمل، وبتبتسملنا ابتسامة كلها خبث ومكر، وبلحظة بتقتل املنا من حيث لا ندري.
اعطونا عطلة، وعملولنا اغنية، وصورو لنا اياه انه يوم وطني، ولبسونا اللي ع الحبل، واشترينا مكسرات، وعملنا مناسف، فرحانين بأنهم بدهم يعدونا، وفجأة رفعوا سعر اسطوانة الغاز ورسوم ترخيص السيارات.
ومن ثلاث اسابيع واحنا بنتحزر، عدلوا قرار رفع رسوم الترخيص أو لا.
يخلف على ابو زهير
يخلف عليك بهالمقلب