زقاق السياسة العربية

نيسان ـ الضيق السياسي العربي اليوم مثل شارع رئيسي صار «زقاق». ندخل على أمل «أفق عربي»، فنصطدم بلافتة: «الطريق مغلق مؤقتًا لأسباب دائمة». وإذا سألت شرطي المفترق العربي: وين المخرج؟ بهز كتفيه: «إمشِ.. يمكن يطلع لك دوّار ثاني».
الحوار الوطني العربي يشبه مائدة عشاء عربية طويلة: الشوك أكثر من الصحون، والكراسي مرتبة كي لا يجلس العربي بجانب العربي. والبيان الختامي العربي يقول: «اتفق الحضور على أهمية الاتفاق».
أحزاب عربية تتكاثر بالتصاريح وتتناقص عند صناديق الاقتراع العربية؛ برامج انتخابية عربية مكتوبة بنفس الخط العربي نفس المفردات العربية، الفرق بالألوان فقط. نطالب بتجديد الدم العربي فيأتينا «تدوير دم عربي».
الشعوب العربية عندها رئتان.. إن رفعت صوتك العربي قيل «ضجيج»، وإن خفضته قيل «لم نسمعك يا عربي»، وإن تكلمت بالوسط قيل «نحن في فترة الصمت العربي».
الإعلام العربي مرآة محلات: يخفّفك عشرة كيلو عربية ويطوّل قامتك العربية، لكن أول ما تطلع على الشارع العربي ترجع لشكلك الحقيقي.
«اللجان العربية» مسلسلات رمضانية عربية: جزء أول ضجة، ثانٍ إعلانات عربية، ثالث تُعرض فيه الحلقات المفقودة العربية بوقت لا يشاهده أحد.
نحب كلمة «الأفق العربي» لأنها بعيدة وصالحة لعناوين من نوع «أفق ما بعد الأفق العربي». بينما الواقع العربي يحتاج شقّ شباك عربي صغير في جدار عربي حتى يدخل الضوء العربي.
والاقتراح الساخر: بدال «نفق استراتيجي عربي» تحت جبال الواقع العربي، بدنا «فتحة تهوية عربية» قانونية وسياسية وإعلامية. مساحة عربية نحكي فيها «ليش؟» من غير ما تتحوّل كل كلمة عربية وكل رأي عربي إلى قضية عربية.