اتصل بنا
 

موحدون ضد الإرهاب الإيراني

رئيس وحدة الدراسات الإيرانية في مركز أمية للبحوث والدراسات الاستراتيجية

نيسان ـ نشر في 2015-12-23 الساعة 22:15

نيسان ـ

لماذا تشكل التحالف الإسلامي لمواجهة الإرهاب ؟ ولماذا لم يضم دولاً كإيران والعراق وسورية على اعتبار أن هذه الدول تعتبر نفسها على خط الجبهة لمحاربة الإرهاب؟ .

لاشك بأن الهدف وراء إنشاء التحالف الإسلامي هو مكافحة الإرهاب ، وردم الخلافات والانشقاقات في العالم الإسلامي نتيجة ما أثخنته جراحات الإرهاب في جسد الأمة. ولا شك أيضاً بأن هذا التحالف سيزيد من التماسك الإسلامي في وجه خنجر الإرهاب الذي طعن خاصرة الأمة ، وأسال دماء أبناءها ، ومنح القوى الدخلية فرصة النفوذ لداخلها,وتسبب في وهنها، و سلب مكتساباتها ، واستنزف مقدراتها .

لكن ماذا عن إيران وعصابتها ؟ الخبر المفزع لولي الفقيه ، أنه لامكان له ولعصابته في هذا التحالف ، لا من قريب ولا بعيد ، لكن لماذا ؟ لأن إيران باختصار وليس بين مزدوجين دولة إرهاب من الطراز الرفيع ؛ لا إل لها ولا ذمة ، وهي دولة مارقة على القانون والنظام وحتى الأخلاق، وطبعاً ليست صادقة كما تعلن مراراً وتكراراً ، ولم تتحمل مسؤولياتها في محاربة الإرهاب ؛ فإيران لم تقم بإنهاء عدوانها على سورية ، ولم توقف دعم مليشيات الموت وخلايا الخراب في العراق واليمن والبحرين والكويت … . ، وفي غير ذلك فإن إيران لا يمكنها أن تدعي محاربة الإرهاب ؛ لأنها أم الإرهاب ومؤسسه في المنطقة دون مواربة .

تسعى إيران حثيثاً لتعزيز تحالفاتها وبناءها مجدداً رداً على إنشاء التحالف الإسلامي,ولكنها لاتدري أن تلك التحالفات أوهن من بيت العنكبوت لأنها بنيت على باطل ,أما السبب في نقد إيران للتحالف لأن مجرد تشكيله بدونها يعني أن هذه الدولة باتت خارج الحسابات الإقليمية حيث باتت إلى جانب أختها إسرائيل داعمة للإرهاب .

وقد ترجمت دولة ولي الفقيه ذلك عندما عبرت عن رفضها لمجرد إنشاء هذا التحالف، واستشاطت غيظاً فقامت باتهام السعودية وبعض دول التحالف بالإرهاب . النقطة الثانية اتهام طهران المتكرر أن ما دفع بالسعودية للإعلان عن تشكيل الائتلاف الحالي- الذي يضم دولاً من افريقيا ودولاً عربية – هو وجود نوايا خبيثة ؛ منها إيجاد الموانع أمام الائتلاف الإيراني الروسي السوري العراقي الذي يقاتل نيابة عن العالم ضد الإرهاب والتكفير، مستبعدة انضمام الدول التي وصفتها بالحرة إلى الائتلاف السعودي، ومراهنة في الوقت نفسه أن السعودية ستواجه صعوبة كبيرة للاستمرار في بناء مثل هذا الائتلاف ،ولن تتمكن من تحقيق أدنى هدف يذكر له حسب وجهة النظر الإيرانية

لا شك بأن أسمى أهداف التحالف الإسلامي يجب أن تركز على محاربة الإرهاب عموماً؛ ومواجهة إيران ومشاريعها التخريبية الإرهابية ، لهذا استبقت طهران ذلك ، وسعت لمسابقة الخطى لتعزيز تحالفاتها الواهنة ، في الوقت الذي يدرك فيه النظام الإيراني بأنه لن يقدر على تشكيل تحالف مضاد قابل للديمومة والاستمرار لأن أطرافه المقترحة تعتبر مثالاً للدول الفاشلة والمتهمة نفسها بالإرهاب، وأن هذا التحالف المكوّن من إيران والعراق والنظام السوري وروسيا هو أوهن من بيت العنكبوت ، لأن سنة الحياة تؤكد أن ما بني على باطل فهو باطل ، وأن دولة الظلم ساعة .

أما تطبيل إيران وإدعاءاتها التي تزعم بأن الائتلاف الاسلامي الجديد هو لمحاربة جبهة المقاومة وعلى رأسها إيران ، وأنه يأتي في إطار التخويف من الإسلام ، كما أن الغرض من ضم لبنان إلى الائتلاف المذكور هو في الحقيقة لإيجاد انشقاقات وخلافات داخل لبنان بين المقاومة والنظام والضغط على المقاومة الإسلامية المتمثلة بحزب الله، ليشكل وبصورة غير مباشرة ضغطاً على إيران هو أمر مثير للضحك والسخرية أيضاً ، لأن إيران وحلفائها ومليشياتها هي المتهمة أساساً بالإرهاب، وبث الفوضى والخراب في الإقليم، وأن محور المقاومة المزعوم هو البيدق بيد الولي الفقيه لشن حروب الوكالة، خدمة لإيران ومصالحها. وأن مشهد الموقف الدموي والإرهاب في سوريه والعراق واليمن .. يشير إلى بوصلة واحدة مصدره إيران. و هذه السياسات بالتأكيد ستعجل في نهاية حكم ولي الفقيه، لأن دول الظلم والإرهاب حتماً إلى زوال ، وهذا وعد إلهي لا نقاش عليه .
لا شك بأن الرد الإيراني على إنشاء هذا التحالف يؤكد بما لايدع مجالاً للشك أن هناك إجماعاً إسلامياً يريد أن يقول لإيران :كفاكم إرهاباً ، وكفاكم بثاً للمذهبية المقيتة؛ كفاكم تلاعباً بمصائر الشعوب تحت حجج غيبية كاذبة، كفاكم كفاكم …. ؛ وهذه السياسة الإيرانية هي التي تُفسر سرعة استجابة حتى الدول الافريقية المسلمة من خارج الإقليم ،واستعدادها لمكافحة سياسات إيران الرعناء التي عانت منها هي أيضاً .
يُدرك العالم اليوم هوية حُماة “الإرهاب ” الأ صليين. ولا يمكن أن ينخدع بما تقوله طهران . وحقاً ما يقال “شر البلية ما يضحك” حيث النظام الإيراني المتورط في صناعة الإرهاب من قمة رأسه حتى أخمص قدميه يظهر فجأة ليدعي أنه يريد أن يكون قطبًا في محاربة الإرهاب ، ويدعي بحماقة وصلف بأن التحالف الإسلامي الجديد هو تحالف سني لمحاربة الشيعة ومحور الممانعة !!!! لهذا ستجتهد لإنشاء تحالف مضاد لحماية شيعة العالم ؛ فطهران لم تدرك لغاية الآن أن تحالفاتها مشبوهة و منتهية الصلاحية، ومفضوحة في أهدافها وتوجهاتها، وهي تضم دولاً وتنظيمات متناقضة ومتخاصمة في الأهداف، والأكثر من ذلك أن البعض منها غذى الإرهاب الإقليمي والدولي بالمال والسلاح والخبرات منذ سنوات. إذاً كيف يصح أن تنقلب هذه الدول بين ليلة وضحاها إلى دول محاربة للإرهاب.. ما يعني أن دعايات طهران الرخيصة ضد التحالف الإسلامي لا يعدو عن كونه تظاهرة دعائية ، يجري فبركتها بأسلوب رخيص، غرضه إبعاد الإرهاب عن نفسها؛ في وقت لازال المحور الإيراني يوفر كافة مستلزمات الإرهاب ودعمه في المنطقة .

والسؤال الملح ماذا فعلت الدول الغربية والولايات المتحدة والمجتمع الدولي عموماً لمحاربة الإرهاب الإيراني لغاية الآن ؟ وأين هي من مسئولياتها القانونية والأخلاقية .

نيسان ـ نشر في 2015-12-23 الساعة 22:15

الكلمات الأكثر بحثاً