اتصل بنا
 

لا عزاء لنا في النقابات المهنية..

نيسان ـ نشر في 2015-12-24 الساعة 19:23

x
نيسان ـ

لقمان إسكندر

في تصريحات للنقابي المهندس بادي رفايعة في صحيفة نيسان توقع رفايعة أن يطول الشرخ الذي تعاني منه التيارات السياسية والايديولوجية الناشطة في النقابات، ودعا الى تخطي الخلافات.

العارفون بأسرار (المجمع) يعرفون مسبقا أن مستوى الخلافات اعمق من ان يجري حله ببساطة، وطالما بقي حال المنطقة على ما هو عليه فعلى نشطاء العمل العام الذين كانوا يستظلون بمجمع النقابات ان يجدوا لهم مأوا اخر.

لقد ولدت الخلافات بين الإسلاميين من جهة واليسار وبعض القوميين من جهة أخرى خلال الأزمة الليبية عندما ناصر اليسار والقوميين معمر القذافي. حينها سأل البعض أيعقل أن نجد أحدا يناصر طاغية مثل القذافي على حساب شعب مسحوق؟ في حينه كانت هذه المناصرة عبارة عن نكتة لم يصدقها الكثير من الناس، لكن لاحقا تأكد الجميع من جدية اليسار في مناصرة القذافي.

ويا ليت بقي الحال على ما هو عليه، فقد اشتد مستوى الخلافات لما اندلعت الأزمة السورية وتجذرت على وقع انقلاب مصر.

منطق الحياة كلها بعد الأزمة الليبية تكّسر على وقع مناصرة ذات اليسار لخرافة الممانعة السورية ثم عودة جمال عبدالناصر بلبوس معاصر في صورة النظام المصري الراهن. في الحقيقة كان شعور اليسار بظهور عبدالناصر جديد في القاهرة مجرد (رمانة) لقلوب مليانة على الإسلاميين، فكان ما كان.

بالعودة الى النقابات المهنية الأردنية وحجم الانحدار الواسع في أدائها العام، فإن التوقع بعودة النقابات الى ما كانت عليه الأمور في العقد الأول من القرن الحالي هو الآخر توقع مبني على خرافة، طالما ما زال الشق بين اليسار من جهة والإسلاميين من جهة أخرى يتسع حد الطلاق البائن بينونة كبرى.

النقابات لن تعود، والاستثمار الذي تحقق للرسميين على وقع الخلاف سابق الذكر يتعزز يوما بعد يوم.

نيسان ـ نشر في 2015-12-24 الساعة 19:23

الكلمات الأكثر بحثاً