اتصل بنا
 

كيف يمكن حماية الاردن من المشروع الصهيوني ؟

نيسان ـ نشر في 2025-09-17 الساعة 11:35

نيسان ـ أخطر ما تسمع من خطاب سياسي عصابي أردني واهم ، و يظن أنه يمكن حماية و الحفاظ على البلد و الدولة ، و الاستقلال والسيادة من دون أعتبار أن إسرائيل تشكل خطرا وجوديا على الاردن ، و ركن خيار المواجهة مع إسرائيل جانبا .
في مواجهة إسرائيل ليس الموضوع إعلان حرب وفتح جبهة عسكرية ، و لكن التخفيف من التزام في إتفاقية السلام "وادي عربة " وضغوطات الاتفاقات الاقتصادية و التجارية .
إسرائيل تحرك علنا سياسة معادية للأردن. و اليوم ، اسرائيل في حالة انفلات غرائزي ، و لا تجد من يلجمها إقليميا و دوليا ، و تفتح حروبا على 9 جبهات عربية و اقليمية .
و نتنياهو يهدد بازالة الشرق الاوسط . و يفتح فصلا توراتيا يحمل أسم "سفر ترامب ونتنياهو" . و تغيير الشرق الاوسط بأبعاد توراتية ، و نتنياهو قال : أنه ينفذ مهمة روحية ووصية الالهية لإقامة إسرائيل الكبرى .
شهية اسرائيل العدوانية و التوسعية مفتوحة على كل الجبهات . و لربما أن نتنياهو لا يجد أكثر من اليوم واقعية في تحقيق حمله في اسرائيل الكبرى، و المضي في مشروع اطروحته للتوسع نحو" الضفة الشرقية من أرض إسرائيل " .
أوساط سياسية أردنية مازالت عاجزة عن صياغة مشروع مقاومة ومناهضة اردنية للمشروع الاسرائيلي . و مازلوا ينظرون الى العلاقة مع الغرب و امريكا بثقة و شراكة و تحالف ، و بصيغ براغماتية ، و التعلق في قشة السلام الترامبي و حل الدولتين .
و لو افترضنا أن صيغة السلام تم تحريكها ، فصفقة القرن الترامبية لا تطمح أقل من خلق سياق فعلي لحل عقدة الجغرافيا الاسرائيلية ، و توسع إسرائيل شرق النهر .
و تبدأ بالتوطين السياسي للاجئين الفلسطينين في الاردن ، والتهجير القسري لفلسطيني الضفة الغربية و القدس ، وضم القدس و الضفة الغربية و الاغوار الاردنية الى اسرائيل .
و في كل مفردات السلام الترامبي لا يأخذ بالاعتبار غير مصالح اسرائيل الحدودية و الامنية و المائية و الاقتصادية .
في العلاقة مع اسرائيل ، يبدو أن القادم يخرج من مربع التوتر و الضغوط على الاردن ، و لربما ان دول الاقليم دون استثناء تنتظر تصعيد اسرائيلي على مستوى العدوان و الاحتلال و انتهاك السيادة .
قبل و بعد ، فان السؤال الاكبر و الابرز ، كيف يمكن حماية الاردن من المشروع الصهيوني ؟
لربما ، ثمة فرصة سانحة و حية ، و أكثر من أي وقت مضى لمواجهة جدية مع اسرائيل .
النخبة السياسية القائمة يشوب عورتها كثير من النقد ، وخاصة ما يعتيرها من ذاتية و ضيق أفق، و عجز سياسي و انعدام للارادة السياسية ، و عدم إدراك للمشهد استراتيجيا .
و أردنيا ، بحاجة الى بديل يخرجنا من العجز و الموت السياسي ، والانتقال الى نموذج ديمقراطي اجتماعي ، و تمكين القوى البيروقراطية الوطنية ، و تكوين نخب سياسية ، و إقفال مشهد الاحزاب البائس و العدمي .
و النظر الى المصالح الاستراتجية للدولة الاردنية دون قيود و ببصيرة أوسع ، ما يفرضها الواقع الفاعل و موازين القوى المتحركة .

نيسان ـ نشر في 2025-09-17 الساعة 11:35


رأي: فارس الحباشنة

الكلمات الأكثر بحثاً