اتصل بنا
 

الغضب الشعبي والرسمي الأردني مبرر ومطلوب

نيسان ـ نشر في 2025-09-19 الساعة 10:41

نيسان ـ ليست عملية مفاجأة أبدا، فحالة الغضب الأردني لما يجري في قطاع غزة والضفة الغربية و الاعتداءات الصهيونية على الوطن العربي والتي طالت عواصم عربية، ستؤدي إلى مثل عملية اليوم على جسر الملك حسين، وفي أماكن أخرى من عالمنا العربي.
مشاعر الشارع العربي بشكل عام تمور بين مد وجزر، مشحونة بغضب قد يبدو ساكنا وهادئا لكنه في حقيقته بركان قد ينفجر في أية لحظة، وأي حكومة عربية تنكر ذلك فهي تخدع نفسها وتلعب بالنار وتمر بحالة من ضعف الإدراك.
وقد يكون أحد أسباب أن هذا الغضب غير الظاهر والخفي، وهو ينتظر لحظة الانفجار، هو غياب القنوات التي يجب أن يظهر من خلالها هذا الغضب، وهذه القنوات تتعلق بشكل عام في حرية التعبير والتظاهر ومقاطعة كل ما يتعلق بهذا العدو الفاشي المنبوذ والمارق، وفي فتح مساحة لمختلف الآراء على القنوات الرسمية وشبه الرسمية والصحفية والإعلامية لتعبر عن نفسها بدلا من آراء مستهلكة لأشخاص غير مؤثرين بتاتا في توجيه الرأي العام رغم أن الفضائيات تلك تزعم بأن نسبة المشاهدة لهذه البرامج مرتفعة، وهذا الأمر قد لا يكون صحيا لأنه خادع فنسب المشاهدة لا يعني بالضرورة أن المشاهد مقتنع بما يسمع.
فثمة ما يزعم بأنهم “مؤثرون” يتابعهم الآلاف من الناس لكن لا يوجد لهم أي تأثير ولو بنسبة 1% على القضايا الوطنية المحلية والعربية.
وقد يكون غياب الأحزاب الحقيقية في الوطن العربي أحد أسباب هذا الغضب المكبوت، فالأحزاب في وطننا العربي تتحرك فقط في المساحة التي تمنحها لها الحكومات والأنظمة وتكتفي بدور بروتوكولي، وهي غير قادرة على كسب ثقة الشارع.
أهمية الحريات وفتح قنوات التعبير في أنها تكشف حقيقة مشاعر الناس وحقيقة مواقفهم، وبالتالي تجعل المسؤول في حالة وعي تام لما يجري حوله، كما أنها تساهم بشكل أو بأخر في عملية تفريغ الغضب وتسكين المشاعر.
بالطبع يجب أن يرافق ذلك موقف رسمي واضح يعبر عن الشارع وينقل مشاعره إلى العالم بكل شجاعة وثقة، ويحترم عقل المواطن ويطلعه باستمرار وبكل وضوح ودون تأخير على مستجدات ما يدور يحوله وما يؤثر به.
وقد يبدو هذا الكلام عاطفيا وركيكا لكنه الواقع دون رتوش ودون مساحيق أو فوتوشوب، وينبغي أن يقال دون تزويق ودون فائض من الإنشاء وهدر الكلام.
وغضبنا في الأردن رسميا وشعبيا هو جزء من مشاركة الهم نفسه مع فلسطين كما قال الشاعر بشارة الخوري “الأخطل الصغير” :
يا فلسطين التي كدنا لما
كابدته من أسىً ننسى أسانا.
نعم ننسى في الأردن همومنا الوطنية والشخصية حين تكون بوصلتنا فلسطين وموجهة ضد اوهام وخزعبلات “إسرائيل الكبرى” .

نيسان ـ نشر في 2025-09-19 الساعة 10:41

الكلمات الأكثر بحثاً