اتصل بنا
 

اللعبة انتهت

نيسان ـ نشر في 2025-09-24 الساعة 08:37

نيسان ـ أهدر «الفيفا» أكثر من ثلاثة وعشرين شهرًا في التسويف والمماطلة بشأن قرار إيقاف «إسرائيل» عن المشاركة في البطولات العالمية لكرة القدم. إن هذا السلوك يتناقض تمامًا مع ادعاءاته بأن كرة القدم وسيلة تجمع العالم وتنشر السلام، وهو مثال صارخ على نفاقه، خاصة بعد أن سارع إلى إيقاف روسيا عن المشاركة في البطولات الدولية عقب أسبوع واحد فقط من غزوها لأوكرانيا- كريم زيدان ، صحفي رياضي.
قبل أيام، أُلغيت المرحلة النهائية من «طواف إسبانيا للدراجات» بسبب مظاهرات حاشدة اجتاحت شوارع مدريد، شارك فيها أكثر من مئة ألف محتجّ ضد مشاركة فريق «إسرائيل- بريميير تك». احتشد المتظاهرون بكثافة عند خط النهاية ومنصة التتويج.
أصبحت مشاركة الفرق الصهيونية في البطولات الرياضية تواجه استهجانًا واسعًا من الجماهير؛ فالهتافات المناصرة لفلسطين تتعالى في المدرجات، وأصوات الرفض تلاحق لاعبي الكيان في كل ساحة، حتى إن الأمر يتطور أحيانًا إلى اشتباكات بالأيدي بين مناهضيه ومؤيديه خارج الملاعب.
قبل عام من انطلاق مونديال كرة القدم في الولايات المتحدة والمكسيك، أُطلقت حملة Game Over Israel – «اللعبة انتهت لإسرائيل»، وهي مبادرة مدنية تدعو إلى مقاطعة المنتخب الإسرائيلي وأنديته ولاعبيه محليًا ودوليًا. تقود الحملة اللجنة الأمريكية العربية لمكافحة التمييز (ADC)، وانضمت إليها روابط جماهيرية ومنظمات حقوقية ونقابات عمالية. ومن أبرز سفرائها النجم الإنجليزي غاري لينيكر، وأسطورة الكرة الفرنسية إريك كانتونا، والممثل الإيرلندي ليام كننغهام. وقد لاقت الحملة صدى عالميًا واسعًا بعدما ظهرت على لوحة إعلانات ضخمة في ساحة تايمز سكوير بنيويورك، فيما تواصل أنشطتها وتوسيع حضورها عبر الوسم #gameoverisrael .
وتسعى الحملة في مرحلتها الأولى إلى كسب تأييد اتحادات كرة القدم في بلجيكا وإنجلترا وفرنسا واليونان وإيرلندا وإيطاليا والنرويج واسكتلندا وإسبانيا، وهي دول عُرفت بانتقادها العلني لسياسات الكيان في حرب غزة، وذلك بهدف الدفع نحو حظر مشاركتها في كأس العالم المقبلة.
وبات فرض حظر رياضي دولي على الكيان مسألة وقت، مع تصاعد الحملات الشعبية واتساع رقعة الاحتجاجات والغضب العالمي، وتزايد اعتراف الدول بفلسطين. وقد جاءت اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، التي انطلقت أمس وجعلت من غزة محور أعمالها، لتؤكد هذا المسار المتصاعد.
ومن أبرز قرارات القمة العربية الإسلامية التي انعقدت مؤخرًا في الدوحة، الدعوة إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة لإسقاط عضوية الكيان. ورغم أن هذا المسعى سيصطدم حتمًا بالفيتو الأمريكي، فإن واشنطن لا تستطيع منع الدول من الانخراط في الدعوى التي رفعتها جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية متهمة الكيان بارتكاب جرائم حرب او من معاقبة الاتحادات الدولية للكيان.
إن هذا الزخم الشعبي والدبلوماسي يضاعف الضغوط على «الفيفا»، التي تواصل تجاهل مطالب الاتحاد الفلسطيني وعدد من الاتحادات الأخرى بإسقاط عضوية الكيان، متذرعة بشعار «فصل الرياضة عن السياسة» وأن الرياضة وُجدت لتوحّد لا لتفرّق. غير أن هذه الذريعة باتت واهية ومكشوفة، إذ لم تتردد الفيفا في إقصاء روسيا بعد أسبوع واحد فقط من حربها على أوكرانيا، بينما تواصل التغاضي عن الجرائم الموصوفة بالإبادة الجماعية في غزة.
وقد دعا رئيس الوزراء الإسباني صراحة إلى فرض حظر رياضي دولي على الكيان، فيما أكد مسؤولون إسبان أن بلادهم قد ترفض خوض أي مباراة ضده إذا جمعتهما بطولة كأس العالم، رغم أن التأهل لم يُحسم بعد لأي من الطرفين. أما النرويج، فقد اختارت مسارًا مختلفًا للتعبير عن موقفها، إذ أعلنت أنها ستخصّص عائدات مباراتها المؤهلة للمونديال ضد الكيان، المقررة في 11 أكتوبر المقبل، لصالح منظمة إنسانية تقدم المساعدات لغزة.
ولعل المشهد الأكثر سخرية أن نرى الكيان الصهيوني يُتوَّج ببطولة كأس العالم المقبلة، لا بفضل إنجاز رياضي، بل بعد انسحاب جميع الفرق رفضًا لمواجهته!

نيسان ـ نشر في 2025-09-24 الساعة 08:37


رأي: اسماعيل الشريف

الكلمات الأكثر بحثاً