اتصل بنا
 

هل تكون جمعة الإخوان جامعة؟

نيسان ـ نشر في 2015-04-27

x
نيسان ـ

لا لن تكون جامعة، بل إنها منذورة للفرقة والتشرذم، ففي الوقت الذي أزمعت الجماعة الأم على الاحتفال بالذكرى السبعين لاشهار جماعة الاخوان المسلمين في الاردن، راحت الجمعية الوليدة تناكفها، بتأييد صريح وواضح من وزارة الداخلية، ومختلف مؤسسات الدولة.

تعرضت الجماعة قبل حركة الذنيبات لهزة تنظيمية أخرى، كان ذلك بنشوء مبادرة زمزم التي تزعمتها كوادر من مدينة اربد، على رأسها الدكتور رحيل الغرايبة.

المشكلة الكبيرة أن هذه الانشقاقات، إن صحت التسمية، أخذت طابعا إقليميا، تغلب على من بقي في الجماعة الأولى الأصول الفلسطينية، بينما كل الذين خرجوا سواء بالمبادرة أو بالترخيص الجديد، هم من أصول اردنية، ويجاهرون بأن في الجماعة تنظيما سريا يتفاهم مع حركة حماس.

بهذه الدرجة من التصريح، تتعدّى الامور كل محطات ومنافذ العودة للبيت الواحد، فمن أهم ما كان يدعم الجماعة بالخزان الجماهيري، هو عدم تمييزها بين الاصول والمنابت بين عضو وآخر من أعضائها ما دام دينه الاسلام، وبرنامج الدعوي إخواني.

أما وقد وصلت الامور إلى ما وصلت اليه من الفرقة والانقسام، بات من المحتم ان الجماعة ستخسر كل من تحصن بها كجهة دعوية، غير إقليمية، ولا فرق بين أعضائها الا بالتقوى، وستخسر البلد حزبا كبيرا، أهم ما كان يتصف به، هو الوسطية والاعتدال، كما أنه كان صمام أمان للوحدة الوطنية، لعدم انزلاقه على مدى عشرات السنين ومنذ تأسيسه، الى منحدرات الصراع على الهوية.

للراقصين فرحا، بما ينشر الاخوان على حبال غسيلهم، ندعوهم أن يتمهلوا قليلا، فهذه هي البيئة المناسبة لتفريخ التنظيمات المتطرفة، التي سيكون عمادها المجموعات غير المنضبطة بخط الاخوان المسلمين وتنظيمهم. وحينها لن ينفع الندم، ولن يكون سقف الاحتجاج مقاطعة الانتخابات.

نيسان ـ نشر في 2015-04-27

الكلمات الأكثر بحثاً