اتصل بنا
 

عباس: لن يكون لحماس دور في مستقبل غزة

نيسان ـ نشر في 2025-09-25 الساعة 18:27

عباس: لن يكون لحماس دور في
نيسان ـ قال رئيس دولة فلسطين محمود عباس، إن السلام لن يتحقق، ما لم تتحقق العدالة، ولن تكون هناك عدالة ما لم تتحرر فلسطين.
وخاطب سيادته، ملوك ورؤساء وقادة العالم، في الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، في كلمة مسجلة، اليوم الخميس، "نريد أن نعيش بحرية وأمن وسلام كبقية شعوب الأرض، في دولة مستقلة ذات سيادة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، في أمن وسلام مع جيراننا".
وأضاف سيادته: لقد آن الأوان لأن ينصف المجتمع الدولي الشعب الفلسطيني، لينال حقوقه المشروعة في الخلاص من الاحتلال، وألا يبقى رهينةً لمزاج السياسة الإسرائيلية، التي تنكر حقوقنا الأساسية وتواصل الظلم والقهر والعدوان.
واستعرض سيادته في كلمته معاناة شعبنا جراء استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة والضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، عاصمة دولة فلسطين، مؤكدا أنّ ما تقوم به إسرائيل ليس مجرد عدوان، بل جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية موثقة ومرصودة، وستسجلها كتب التاريخ وصحف الضمير العالمي كأحد أكثر فصول المأساة الإنسانية فظاعةً في القرنين العشرين والحادي والعشرين.
وجدد الرئيس تأكيده على ضرورة الوقف الفوري والدائم للحرب في غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية دون شروط من خلال منظمات الأمم المتحدة بما فيها وكالة الأونروا، ووقف استخدام التجويع كسلاح، والإفراج عن جميع الرهائن والأسرى من الجانبين، والانسحاب الكامل للاحتلال من قطاع غزة، وضمان بقاء سكان قطاع غزة في أرضهم دون تهجير، وتنفيذ خطة التعافي وإعادة الإعمار في كل من غزة والضفة.
وشدد الرئيس على ضرورة تولي دولة فلسطين مسؤولياتها كاملة، بدءاً باللجنة الإدارية لقطاع غزة، التي يرأسها وزير في الحكومة الفلسطينية، لإدارة شؤون القطاع لفترة مؤقتة، والربط مع الضفة الغربية، وكل ذلك بدعم عربي ودولي لحماية المدنيين في غزة، ودعم القوات الفلسطينية تحت مظلة الأمم المتحدة، ولا يكون بديلاً عنها.
وقال سيادته: قطاع غزة جزء لا يتجزأ من دولة فلسطين، ومستعدون لتحّمل كامل المسؤولية عن الحكم والأمن فيه، ولن يكون لحماس دور في الحكم، حيث يتوجب عليها وغيرها من الفصائل تسليم سلاحها للسلطة الوطنية الفلسطينية في إطار عملية التوجّه لبناء مؤسسات الدولة الواحدة، والقانون الواحد، وقوات الامن الشرعية الواحدة، مجددا التأكيد على أننا لا نريد دولةً مسلحة.
وأكد سيادته رفض مخططات التهجير وضرورة وقف الاستيطان وإرهاب المستوطنين وسرقة الأرض والممتلكات الفلسطينية تحت مسميات الضم، ووقف الاعتداءات على الوضع التاريخي والقانوني في الأماكن المقدسة، والتي تشكل جميعها أعمالا أحادية تقوض حل الدولتين في غزة والضفة والقدس.
وطالب الرئيس بالإفراج عن أموال الضرائب الفلسطينية التي تحتجزها إسرائيل دون حق، ورفع الحواجز والحصار الاقتصادي عن المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية، ودعم الجهود الوطنية في الإصلاح، وإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية خلال عام بعد انتهاء الحرب.
وفي هذا الشأن، أشار سيادته إلى أن دولة فلسطين بدأت إجراءات عملية بتكليف لجنة صياغة الدستور المؤقت التي تنهي أعمالها خلال ثلاثة شهور، للانتقال من السلطة للدولة. وقال: "نريد دولةً ديمقراطيةً عصرية، تلتزم بالقانون الدولي وبسيادة القانون والتعددية والانتقال السلمي للسلطة وتحرص على تمكين المرأة والشباب".
وأعلن السيد الرئيس الاستعداد للعمل مع الرئيس الاميركي دونالد ترمب، ومع المملكة العربية السعودية وفرنسا والأمم المتحدة وجميع الشركاء، لتنفيذ خطة السلام التي أقرت في المؤتمر المنعقد في 22 سبتمبر، بما يفتح الطريق نحو سلام عادل وتعاون إقليمي شامل.
وحث الرئيس جميع الدول التي لم تعترف بدولة فلسطين أن تقوم بذلك، مطالبا بدعم حصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.

وأعرب سيادته عن تقديره لجميع الشعوب والمنظمات حول العالم التي تظاهرت دعماً لحقوق الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال، ولوقف الحرب والتدمير والتجويع، واكد رفضه الخلط بين التضامن مع القضية الفلسطينية ومسألة معاداة السامية، التي نرفضها انطلاقاً من قيمنا ومبادئنا.
وختم سيادته كلمته مخاطبا أبناء شعبنا في الوطن والمنافي والشتات: "إنّ الجراح مهما نزفت، وإنّ المعاناة مهما طالت، فإنها لن تكسر فينا إرادة الحياة والبقاء. سيبزغ فجر الحرية، وسيرفرف علم فلسطين عالياً في سمائنا، رمزاً للكرامة والصمود والتحرر من نير الاحتلال".
وأضاف: "فلسطين لنا، والقدس درّة قلوبنا وعاصمتنا الأبدية، لن نغادر وطننا، ولن نرحل عن أرضنا، وسيبقى شعبنا متجذرا كالزيتون، ثابتاً كالصخر، ينهض من تحت الركام ليبني من جديد، ويرسل من أرضه المباركة رسائل الأمل، وصوت الحق، وجسور السلام العادل، لشعوب منطقتنا وللعالم بأسرة".
فيما يلي نص كلمة السيد الرئيس:
سعادة أنالينا بيربوك رئيس الجمعية العامة،
معالي أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة،
أصحاب الفخامة والسمو ورؤساء الوفود،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أتحدث إليكم اليوم، بعد مرور قرابة عامين يواجه فيها شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة حرب إبادة جماعية وتدمير وتجويع وتهجير تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي، قتلت وجرحت خلالها أكثر من مائتين وعشرين ألف فلسطيني، غالبيتهم من الأطفال والنساء والشيوخ العزّل، وشرّدت مئات الآلاف، ومنعت وصول المواد الغذائية والطبية، وتسببت في تجويع مليوني فلسطيني.
وفرضت حصاراً خانقاً على شعب بأكمله، ودمرت أكثر من 80 بالمائة من البيوت والمدارس والمستشفيات والكنائس والمساجد والمرافق والبنية التحتية.
إنّ ما تقوم به إسرائيل ليس مجرد عدوان، بل جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية موثقة ومرصودة، وستسجلها كتب التاريخ وصحف الضمير العالمي كأحد أكثر فصول المأساة الإنسانية فظاعةً في القرنين العشرين والحادي والعشرين.
وفي الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، عاصمة دولة فلسطين، تمضي الحكومة الإسرائيلية المتطرفة في تنفيذ سياساتها الاستعمارية، عبر التوسع الاستيطاني غير القانوني، ووضع مشاريع لضم المستوطنات، كان آخرها خطة البناء في (E1) التي تقسم الضفة الغربية إلى قسمين، وتعزل القدس المحتلة عن محيطها، وتقوض خيار حل الدولتين، في انتهاك صارخ للقانون الدولي ولقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وعلى رأسها القرار 2334.
هذا علاوةً على إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي عن خطة ما يسميه "إسرائيل الكبرى" التي نرفضها ونستنكرها أشد استنكار، والتي تشمل التوسع في دول عربية ذات سيادة، فضلا عن الهجوم الغاشم على دولة قطر الشقيقة والذي ندينه ونعتبره تصعيداً في غاية الخطورة وانتهاكاً صارخاً للقانون الدولي ويتطلب تدخلاً حاسماً وإجراءات رادعةً لمثل هذه المخططات التوسعية.
وبدعم رسمي وتسهيلات متزايدة، يتنامى إرهاب المستوطنين، الذين يحرقون البيوت والحقول، ويقتلعون الأشجار، ويهاجمون القرى، ويعتدون على المدنيين الفلسطينيين العزّل، بل ويقتلونهم في وضح النهار تحت حماية جيش الاحتلال الإسرائيلي.
إلى جانب ذلك، لم تسلم الأماكن الدينية الإسلامية والمسيحية في القدس والخليل وباقي أنحاء الضفة الغربية وقطاع غزة من الاعتداءات والانتهاكات، التي طالت حرمة المساجد والكنائس والمقابر، في تعد سافر على الوضع التاريخي والقانوني القائم، وفي مخالفة صريحة لأحكام القانون الدولي.
ورغم كلّ ما عاناه شعبنا، فإننا نرفض ما قامت به حركة حماس في السابع من أكتوبر من أعمال استهدفت المدنيين الإسرائيليين، وأخذهم رهائن، لأنّ هذه الأفعال لا تمثل الشعب الفلسطيني ولا نضاله العادل من أجل الحرية والاستقلال.
وقد أكدّنا – وسنظل نؤكد – أنّ قطاع غزة جزء لا يتجزأ من دولة فلسطين، وأننا مستعدون لتحّمل كامل المسؤولية عن الحكم والأمن فيه، ولن يكون لحماس دور في الحكم، حيث يتوجب عليها وغيرها من الفصائل تسليم سلاحها للسلطة الوطنية الفلسطينية في إطار عملية التوجّه لبناء مؤسسات الدولة الواحدة، والقانون الواحد، وقوات الامن الشرعية الواحدة، مجددين التأكيد على أننا لا نريد دولةً مسلحة.
السيدات والسادة،
جراحنا عميقة، وكارثتنا كبيرة، ولا يزال سبعة ملايين من الفلسطينيين يعيشون ويلات النكبة والتهجير منذ العام 1948، ولا يزال شعبنا في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، وقطاع غزة، يعيش مآسي العدوان والاحتلال الاسرائيلي منذ عشرات السنين.
سنوات يعيشها شعبنا تحت الاحتلال والقتل والاعتقالات والاستيطان وسرقة الأموال والممتلكات والأرض، ولازالت مستمرةً دون رادع أو حسيب.
سنوات من القهر والحرمان وحماية المحتل وتمكينه بدلاً من حماية الشعب الواقع تحت الاحتلال، والمزيد من الانتهاكات لحقوق شعبنا الفلسطيني في تقرير مصيره في الحرية والكرامة والاستقلال والسيادة على أرض دولة فلسطين المحتلة منذ العام 1967، بما فيها القدس الشرقية.

السيدات والسادة،
نقولها اليوم بوضوح: لن يتحقق السلام، ما لم تتحقق العدالة، ولن تكون هناك عدالة ما لم تتحرر فلسطين.
نريد أن نعيش بحرية وأمن وسلام كبقية شعوب الأرض، في دولة مستقلة ذات سيادة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، في أمن وسلام مع جيراننا. نريد دولةً مدنيةً عصرية، خاليةً من العنف والسلاح والتطرف، تحترم القانون وحقوق الإنسان، وتستثمر في الإنسان والتنمية والتكنولوجيا والتعليم، لا في الحروب والنزاعات.
وقد آن الأوان لأن ينصف المجتمع الدولي الشعب الفلسطيني، لينال حقوقه المشروعة في الخلاص من الاحتلال، ولا يبقى رهينةً لمزاج السياسة الإسرائيلية، التي تنكر علينا حقوقنا الأساسية وتواصل الظلم والقهر والعدوان.
نحن ماضون في طريقنا، وسنواصل النضال السلمي والقانوني والدبلوماسي من أجل نيل حقوقنا.
وفي الختام نقول لأبنائنا وبناتنا في الوطن، وفي المنافي والشتات: إنّ الجراح مهما نزفت، وإنّ المعاناة مهما طالت، فإنها لن تكسر فينا إرادة الحياة والبقاء. سيبزغ فجر الحرية، وسيرفرف علم فلسطين عالياً في سمائنا، رمزاً للكرامة والصمود والتحرر من نير الاحتلال.
فلسطين لنا، والقدس درّة قلوبنا وعاصمتنا الأبدية، لن نغادر وطننا، ولن نرحل عن أرضنا، وسيبقى شعبنا متجذراً كالزيتون، ثابتاً كالصخر، ينهض من تحت الركام ليبني من جديد، ويرسل من أرضه المباركة رسائل الأمل، وصوت الحق، وجسور السلام العادل، لشعوب منطقتنا وللعالم بأسرة.
وفا

نيسان ـ نشر في 2025-09-25 الساعة 18:27

الكلمات الأكثر بحثاً