إيران ليست عنوان للوحدة أو محاربة الإرهاب
أسامة شحادة
كاتب مختص في شؤون الحركات الاسلامية
نيسان ـ نشر في 2015-12-26 الساعة 11:14
صدمت أخبار زيارة د. هايل عبد الحفيظ وزير الأوقاف الاردني الشارع الأردني، والذي يتحسس من كل ما له صلة بإيران بسبب عدوانها الإجرامي والطائفي ضد شعوب العراق وسوريا ولبنان والبحرين واليمن والكويت وغيرها من دول أفريقيا التي تهرب إليها السلاح لصالح مجموعات شيعية وإرهابية كجماعة بوكو حرام!
ونحن في الأردن طالنا جانبا من هذه العدوانية الإيرانية عبر تهريب وتخزين الحرس الثوري الإيراني كميات مهولة من المتفجرات في منطقة ثغرة عصفور لتكون في خدمة الخلايا الإيرانية النائمة أو عملائها من الداخل والخارج في المستقبل.
مبرر الزيارة هو المشاركة في مؤتمر الوحدة الإسلامية! والحقيقة أن الإنسان يحتار فيما يعجب أكثر. هل يعجب من الصلف والوقاحة الإيرانية التي تفتت المسلمين في كل بلد ومدينة وحي ومسجد من خلال نشر التشيع وإحياء الخلافات والنزاعات الطائفية، حيث تصر إيران على فصل الشيعة عن بقية المسلمين عبر المطالبة بمساجد خاصة كما حاولوا في الأردن- ودوائر أوقاف شيعية خاصة ومحاكم شيعية خاصة .... الخ ، وأيضا إيران تقود حربا طائفية لإبادة وتهجير السنة في العراق وفي سوريا ثم تتحدث عن الوحدة الإسلامية!
أم العجب في قبول شخصيات وعلماء وجماعات ودول عربية وإسلامية لهذه الوقاحة والصلف الإيراني بالمشاركة في مثل هذه المسرحيات والميلشيات الإيرانية والشيعية ماضية في قتل الأبرياء!
يا سماحة الوزير ليست إيران وقم عنوانا للوحدة الإسلامية، وكيف تكون وأساس سياستها مخالفة لنا في كل التوجهات كما تنص على ذلك رواياتهم في كتبهم المعتمدة.
يا سماحة الوزير أنت تعلم أن الشيعة يعتبرون الإيمان بأئمة الشيعة من أركان الإيمان التي يكفر من ينكرها، وعلي هذا فكل المسلمين من غير الشيعة كفارا، فعن أي وحدة إسلامية يتحدثون وهم يكفروننا علانية!
*
في الزيارة التقي الوزير بممثل المرشد الإيراني بشؤون الحج لبحث مكافحة الإرهاب!
إيران التي تصنع الإرهاب وتصدره عبر تاريخها باسم تصدير الثورة، تصبح اليوم تستشار في مكافحة الإرهاب. إيران التي تمارس الإرهاب علنا في عدد من الدول الصديقة للأردن كالكويت والبحرين والعراق واليمن نبحث معها محاربة الإرهاب!
إيران التي احتضنت تنظيم القاعدة منذ ٢٠٠٣ ورعت تنظيم داعش في سوريا على الأقل تصبح شريكة للأردن في محاربة الإرهاب!
إيران يا سماحة الوزير لم تجنب مكة المكرمة شرور إرهابها فنفذت فيها عمليات إرهابية قتلت فيها مئات الحجاج الأبرياء، وفي موسم الحج الفائت دخل عدد من المسؤولين الإيرانيين بجوازات مزورة! وأصابع الاتهام من كثير من الحجاج تشير إليهم بالتسبب بشكل متعمد في قتل أكثر من ألف حاج عند جسر الجمرات من خلال الاخلال بتنظيم المرور.
إن مما يجب الانتباه إليه حاليا على صعيد سياسة إيران هو سعيها الدؤوب لتحسين صورتها عند جمهور المسلمين بعد انفضاح كذبها وطائفيتها وإجرامها، وذلك من خلال إعادة تطبيع العلاقات مع الدول والجماعات الإسلامية والشخصيات العامة عبر دعوتهم لمؤتمرات ومناسبات في إيران كمثل مؤتمر الضرار هذا، أو عبر مشاركة ممثلي إيران في فعاليات الدول الإسلامية والحركات الإسلامية كمشاركة السفير الإيراني في المولد النبوي الذي نظمته حركة النهضة التونسية، أو عبر التصريحات المؤيدة أو والمشيدة بإيران وما يلحق بها كمثل نعي حركة حماس للمجرم سمير القنطار أو ما نسبته وكالة فاس لسماحة الوزير من أن إيران وقم منارة للفكر الإسلامي!
فمتى نتعامل مع إيران بشفافية وصدق ولا نسبغ عليها التبجيل الكاذب ولا نجاريها في وقاحتها علي الأقل إذا عجزنا عن رد عدوانها وإجرامها؟