في ذكرى السابع من أكتوبر المجيد .. كيف هزّ 'اليوم الحمساوي' أركان المشروع الصهيوني؟
نيسان ـ نشر في 2025-10-07 الساعة 12:21
نيسان ـ إبراهيم قبيلات .. تمر اليوم ذكرى السابع من أكتوبر، ذلك اليوم المجيد الذي هزّ أركان الرواية الصهيونية التي كانت قد سيطرت لعقود على مفاصل العالم السياسية والاقتصادية والإعلامية والأكاديمية.
كان من الصادم حقا اكتشاف عدد الجامعات العالمية المرموقة التي كانت مرتبطة بشراكات استراتيجية مع المؤسسات الأكاديمية الصهيونية. هذه الشراكة لم تكن تقليدية، بل كانت أشبه بنسيج متشابك من اللحم والدم، يضم الأموال والعلوم والإمكانيات في شتى المجالات.
وجاء السابع من أكتوبر ليمثل نقطة تحول فاصلة، بدأت تدريجيا في إنهاء هذه الهيمنة. اليوم، لا يحتاج المرء سوى إلى النظر إلى ما تواجهه الحكومة الإيطالية اليمينية المتطرفة من ضغوط جراء الانزياح الواضح للشارع الإيطالي كله لصالح القضية الفلسطينية. وفي إسبانيا، نشهد تحولا لافتا جعلها من أبرز المناصرين للفلسطينيين على الساحة الدولية.
وليس هذا فحسب، فإن التحولات الجوهرية والعميقة التي تشهدها المجتمعات الغربية، وخاصة الرأي العام الأمريكي، تستحق التوقف والدراسة. فالتغير الجارف في الشارع الأمريكي، المناهض للوبي الصهيوني، لم يعد ظاهرة هامشية، بل تحول إلى تيار رئيسي.
ويبدو أن عقلاء الصهاينة يدركون هذه التحولات، لكن المجتمع داخل الكيان دخل منذ عقدين في منعطف يميني متطرف، أعماه عن رؤية أي شيء سوى فكرة واحدة ثابتة: القتل والتدمير لكل ما هو عربي، بغض النظر عن العواقب، وذلك في سياق سعي محموم لتحقيق نبوءات دينية متطرفة.
لم يكن السابع من أكتوبر انتصارا عسكريا للفلسطينيين وحسب، بل كان انتصارا على جميع المستويات، ولا تزال مؤشرات هذا الانتصار في حالة تمدد مستمر.
وبالطبع، لا يمكن إنكار الكارثة الإنسانية غير المسبوقة التي حلّت بغزة، والتي لا يمكن تعويضها. إلا أن هذه المعاناة نفسها تحولت إلى وقود يغذي المعركة ويكشف زيف ادعاءات الخصم.
فالدولة الصهيونية تترنح على حافة الانهيار. وهذا ليس مجرد تحليل، بل هو اعتراف من الداخل. فإيهود باراك، رئيس الوزراء ووزير الدفاع الأسبق، صرّح بأن "إسرائيل التي عرفناها والرؤية الصهيونية تنهاران"، داعياً الإسرائيليين إلى "تأمل الواقع". بل إنه أبدى مخاوفه من زوال إسرائيل قبل حلول الذكرى الثمانين لتأسيسها.
وفي نفس السياق، ذهب المحلل السياسي الإسرائيلي موشيه فريدمان إلى وصف الصهيونية بأنها "في النزع الأخير"، معتبراً رئيس الوزراء الحالي "آخر ملوك إسرائيل".
أما مجموعة "قادة من أجل أمن إسرائيل"، التي تضم مئات المسؤولين الأمنيين السابقين، فقد وجهت رسالة تحذيرية لحكومة الحرب مفادها أن "أمن إسرائيل ومصالحها الاستراتيجية في خطر". هذا بالإضافة إلى تنبؤات العديد من المؤرخين والمحللين الإسرائيليين، مثل الراحل رون بونداك وبيني موريس، بمستقبل مرعب ينتظر الكيان.
والساخر في الأمر أن نتنياهو وحاشيته من الوزراء، وكذلك الأغلبية الطاغية من المتطرفين في الكيان، لا يزالون عاجزين عن رؤية هذه الحقائق. وإن كان هذا غير عقلاني، فهو أيضاً متوقع؛ فمنطق الانهيار يبدأ دوماً من الداخل، وهم بسياساتهم هذه يضعون المعول الأول في هدم كيانهم بأيديهم.
كان من الصادم حقا اكتشاف عدد الجامعات العالمية المرموقة التي كانت مرتبطة بشراكات استراتيجية مع المؤسسات الأكاديمية الصهيونية. هذه الشراكة لم تكن تقليدية، بل كانت أشبه بنسيج متشابك من اللحم والدم، يضم الأموال والعلوم والإمكانيات في شتى المجالات.
وجاء السابع من أكتوبر ليمثل نقطة تحول فاصلة، بدأت تدريجيا في إنهاء هذه الهيمنة. اليوم، لا يحتاج المرء سوى إلى النظر إلى ما تواجهه الحكومة الإيطالية اليمينية المتطرفة من ضغوط جراء الانزياح الواضح للشارع الإيطالي كله لصالح القضية الفلسطينية. وفي إسبانيا، نشهد تحولا لافتا جعلها من أبرز المناصرين للفلسطينيين على الساحة الدولية.
وليس هذا فحسب، فإن التحولات الجوهرية والعميقة التي تشهدها المجتمعات الغربية، وخاصة الرأي العام الأمريكي، تستحق التوقف والدراسة. فالتغير الجارف في الشارع الأمريكي، المناهض للوبي الصهيوني، لم يعد ظاهرة هامشية، بل تحول إلى تيار رئيسي.
ويبدو أن عقلاء الصهاينة يدركون هذه التحولات، لكن المجتمع داخل الكيان دخل منذ عقدين في منعطف يميني متطرف، أعماه عن رؤية أي شيء سوى فكرة واحدة ثابتة: القتل والتدمير لكل ما هو عربي، بغض النظر عن العواقب، وذلك في سياق سعي محموم لتحقيق نبوءات دينية متطرفة.
لم يكن السابع من أكتوبر انتصارا عسكريا للفلسطينيين وحسب، بل كان انتصارا على جميع المستويات، ولا تزال مؤشرات هذا الانتصار في حالة تمدد مستمر.
وبالطبع، لا يمكن إنكار الكارثة الإنسانية غير المسبوقة التي حلّت بغزة، والتي لا يمكن تعويضها. إلا أن هذه المعاناة نفسها تحولت إلى وقود يغذي المعركة ويكشف زيف ادعاءات الخصم.
فالدولة الصهيونية تترنح على حافة الانهيار. وهذا ليس مجرد تحليل، بل هو اعتراف من الداخل. فإيهود باراك، رئيس الوزراء ووزير الدفاع الأسبق، صرّح بأن "إسرائيل التي عرفناها والرؤية الصهيونية تنهاران"، داعياً الإسرائيليين إلى "تأمل الواقع". بل إنه أبدى مخاوفه من زوال إسرائيل قبل حلول الذكرى الثمانين لتأسيسها.
وفي نفس السياق، ذهب المحلل السياسي الإسرائيلي موشيه فريدمان إلى وصف الصهيونية بأنها "في النزع الأخير"، معتبراً رئيس الوزراء الحالي "آخر ملوك إسرائيل".
أما مجموعة "قادة من أجل أمن إسرائيل"، التي تضم مئات المسؤولين الأمنيين السابقين، فقد وجهت رسالة تحذيرية لحكومة الحرب مفادها أن "أمن إسرائيل ومصالحها الاستراتيجية في خطر". هذا بالإضافة إلى تنبؤات العديد من المؤرخين والمحللين الإسرائيليين، مثل الراحل رون بونداك وبيني موريس، بمستقبل مرعب ينتظر الكيان.
والساخر في الأمر أن نتنياهو وحاشيته من الوزراء، وكذلك الأغلبية الطاغية من المتطرفين في الكيان، لا يزالون عاجزين عن رؤية هذه الحقائق. وإن كان هذا غير عقلاني، فهو أيضاً متوقع؛ فمنطق الانهيار يبدأ دوماً من الداخل، وهم بسياساتهم هذه يضعون المعول الأول في هدم كيانهم بأيديهم.


