حينما تُكتم الإشعارات

نيسان ـ هل تعرف يا صديقي ما الفرق بين «أمنية» و»حلم»؟
الأمنية مثل رسالة تُرسلها للسماء دون عنوان، والحلم على الأقل له رقم تتبع! الأمنيات تُولد وهي تعلم أنها ستُدفن في درج القلب بلا جنازة، ومع ذلك نُربيها ونغني لها قبل النوم.
نحن قومٌ نؤمن بالمعجزات أكثر مما نؤمن بالمواعيد. نُؤجل سعادتنا حتى يتحقق شيء ما ثم لا يتحقق، فنؤجلها مرة أخرى كأننا نحجز موعداً مع القدر في دائرة حكومية لا تعمل إلا يوم الثلاثاء من كل سنة كبيسة.
أمنية
الزواج العمل البيت السفر الشهرة حتى السلام الداخلي صار أمنية صعبة كإشارة مرور خضراء في وسط عمان ساعة الذروة.
تسأل نفسك: «ليش ما صار؟»، فيأتيك الجواب من الكون بصوت بيروقراطي: «راجع بعدين، لسه المعاملة قيد الدراسة.»
لكننا لا نتعلم!
نعود ونزرع أمنية جديدة كل صباح، ونسقيها بكوب من الأمل، ثم نغضب لأنّها لم تُثمر. وكأننا زرعنا ورداً في صحراء، ثم غضبنا لأن الرمال لم تتعطر!
ربما المشكلة ليست في الأمنيات، بل فينا نحن الذين ننتظر أن يطرق الحلم الباب، بينما نكون منشغلين في تصفح هواتفنا.
وفي النهاية، يا صاحبي، كل أمنية لا تتحقق ليست خسارة إنها تدريب مجاني على الصبر، أو كما نقول بالدارج:
«يبدو أنها بالخط الصغير اللي تحت شروط الاستخدام.»