فعلا فاضيين
ابراهيم عبدالمجيد القيسي
صحفي وكاتب عمود يومي في جريدة "الدستور"
نيسان ـ نشر في 2025-10-11 الساعة 09:48
نيسان ـ ما أن انتشر خبر المبادرة الطيبة، المنسوبة لوزير الداخلية، بشأن التجمعات والاستعراضات والمواكب الاجتماعية، وما ارتبط بها من أعباء على الناس والدولة.. حتى (لقلولهم سالفة)، أعني المتفرغين من اي عمل «فاضيين الأشغال»، ووصلتني الموجة من الانتقادات على هيئة اتصالات تتقصى رأيي الشخصي حولها..
رأيي الشخصي تتضمنه مقالاتي منذ أكثر من 20 عاما حتى اليوم، حيث انتقدنا هذه الظواهر الاجتماعية الفائضة عن الحاجات والمتجاوزة للمنطق، والتي تفعل فعلها السيئ في شوارع المدن، وتزعج الآخرين كلهم..
وقد كتبنا كثيرا عن «ثقافة الصالات»، وكلفتها على الناس، وعن المواكب التي تخطف طرقات بعض المناطق وتتسبب في أزمات سير خانقة، وكذلك كتبنا عن الذين يجتمعون بالعشرات والمئات في الصواوين والقاعات، ويتعرض أهل الفقيد لمصيبة مالية، وديون فوق مصيبة فقدهم لشخص من عائلتهم.. وقلنا عن «هالجاهات» التي لا تنتهي، وكرست «العمل المسرحي» كثقافة مقدسة اجتماعيا، فالناس يتواعدون ليجتمعوا في شارع ما، ويصنعون موقف سيارات في شارع غالبا ما يكون حيويا، ثم ينطلقون إلى وجهتهم، يجلسون على مقاعد قد تكون وثيرة، او «كراسي سامبا»، فيظهر خطيب من جهة العريس، يلقي ديباجته المتكلفة، ثم يجلس، فيقوم خطيب من جهة العروس، ويتلو خطبته، وكل الحاضرين يعلمون يقينا، أن الجماعة كتبوا الكتاب، واتفقوا على كل شيء.
هذا بعض ما كتبته انتقادا لهذه «المظاهر» على مسرحنا الاجتماعي، إن أكبر وأهم دعم لمن تحب أن تبسّط له الحياه، وتعفيه من الالتزامات المادية والمعنوية الزائدة، والتي تتعارض مع المنطق..
ربما اثارت شهية بعضهم، مبادرة الدولة التي طرحها وزير الداخلية، على هيئة نصائح واقتراحات للمعنيين من المجتمع قبل المؤسسات الإدارية، علما أن كل أفكارها مطلوبة بالنسبة لنا جميعا، فكلنا نعلم ان المجتمع تضاعف حجمه عدة مرات، وأن أخبار الزواج والموت، يومية، وان أوقات «أصحاب الواجب» ونقودهم ايضا، لا تكفيان لتلبية مثل هذه الدعوات الغارقة بالتكلف.. وكلنا أمسينا نرفض هذه الثقافة وننصح الناس بتقليصها وعقلنتها..
ربما ما كان للوزير أن يترجم الاقتراح في اعداد واشتراطات، فقد اعتبرها بعضنا، بأنها شؤون شخصية، فهناك من يريد أن يعزم الأردن كلها على حفلة عيد ميلاد بنته.. وهناك من يعتقد أن حصول ابنه على معدل 67 في التوجيهي مناسبة قومية، ويريد ان يدشن مهرجانات من الافراح وإطلاق الفتاشات والألعاب النارية، ويريد ان (يولعها) في الدنيا كلها، ومثلهم كذاك حين فقدان عزيز، يريد أن تتشح كل الدنيا بالحِداد والحزن حتى يوم الدين.. كلهم أحرار فيما يريدون، لكن يجب تغليظ العقوبات على من يغلق طريقا او ينشر الضوضاء عن طريق المواكب، تماما كما تفعل الدولة مع مطلق النار ابتهاجا، واستقبال شكاوى الناس بخصوص من يدشن فرحا مفاجئا، لنجاح او عيد ميلاد، فيزعج جيرانه ويسرق صفاءهم ووقت نومهم وراحة بالهم في بيوتهم..
احترنا فيكي يا «قرعة»!!.
رأيي الشخصي تتضمنه مقالاتي منذ أكثر من 20 عاما حتى اليوم، حيث انتقدنا هذه الظواهر الاجتماعية الفائضة عن الحاجات والمتجاوزة للمنطق، والتي تفعل فعلها السيئ في شوارع المدن، وتزعج الآخرين كلهم..
وقد كتبنا كثيرا عن «ثقافة الصالات»، وكلفتها على الناس، وعن المواكب التي تخطف طرقات بعض المناطق وتتسبب في أزمات سير خانقة، وكذلك كتبنا عن الذين يجتمعون بالعشرات والمئات في الصواوين والقاعات، ويتعرض أهل الفقيد لمصيبة مالية، وديون فوق مصيبة فقدهم لشخص من عائلتهم.. وقلنا عن «هالجاهات» التي لا تنتهي، وكرست «العمل المسرحي» كثقافة مقدسة اجتماعيا، فالناس يتواعدون ليجتمعوا في شارع ما، ويصنعون موقف سيارات في شارع غالبا ما يكون حيويا، ثم ينطلقون إلى وجهتهم، يجلسون على مقاعد قد تكون وثيرة، او «كراسي سامبا»، فيظهر خطيب من جهة العريس، يلقي ديباجته المتكلفة، ثم يجلس، فيقوم خطيب من جهة العروس، ويتلو خطبته، وكل الحاضرين يعلمون يقينا، أن الجماعة كتبوا الكتاب، واتفقوا على كل شيء.
هذا بعض ما كتبته انتقادا لهذه «المظاهر» على مسرحنا الاجتماعي، إن أكبر وأهم دعم لمن تحب أن تبسّط له الحياه، وتعفيه من الالتزامات المادية والمعنوية الزائدة، والتي تتعارض مع المنطق..
ربما اثارت شهية بعضهم، مبادرة الدولة التي طرحها وزير الداخلية، على هيئة نصائح واقتراحات للمعنيين من المجتمع قبل المؤسسات الإدارية، علما أن كل أفكارها مطلوبة بالنسبة لنا جميعا، فكلنا نعلم ان المجتمع تضاعف حجمه عدة مرات، وأن أخبار الزواج والموت، يومية، وان أوقات «أصحاب الواجب» ونقودهم ايضا، لا تكفيان لتلبية مثل هذه الدعوات الغارقة بالتكلف.. وكلنا أمسينا نرفض هذه الثقافة وننصح الناس بتقليصها وعقلنتها..
ربما ما كان للوزير أن يترجم الاقتراح في اعداد واشتراطات، فقد اعتبرها بعضنا، بأنها شؤون شخصية، فهناك من يريد أن يعزم الأردن كلها على حفلة عيد ميلاد بنته.. وهناك من يعتقد أن حصول ابنه على معدل 67 في التوجيهي مناسبة قومية، ويريد ان يدشن مهرجانات من الافراح وإطلاق الفتاشات والألعاب النارية، ويريد ان (يولعها) في الدنيا كلها، ومثلهم كذاك حين فقدان عزيز، يريد أن تتشح كل الدنيا بالحِداد والحزن حتى يوم الدين.. كلهم أحرار فيما يريدون، لكن يجب تغليظ العقوبات على من يغلق طريقا او ينشر الضوضاء عن طريق المواكب، تماما كما تفعل الدولة مع مطلق النار ابتهاجا، واستقبال شكاوى الناس بخصوص من يدشن فرحا مفاجئا، لنجاح او عيد ميلاد، فيزعج جيرانه ويسرق صفاءهم ووقت نومهم وراحة بالهم في بيوتهم..
احترنا فيكي يا «قرعة»!!.
نيسان ـ نشر في 2025-10-11 الساعة 09:48
رأي: ابراهيم عبدالمجيد القيسي صحفي وكاتب عمود يومي في جريدة "الدستور"


