اتصل بنا
 

جرحى الحرب السوريون .. الرحلة الطويلة

نيسان ـ نشر في 2015-12-27 الساعة 13:32

x
نيسان ـ

تقرير صادر عن أطباء بلا حدود

دفعت خمس سنوات من الحرب وغياب الاستقرار السياسي ونقص المرافق الطبية بالكثير من جرحى الحرب السوريين إلى خوض رحلة طويلة تبدأ بعمليات جراحية إسعافية وتختتم بإعادة التأهيل، وذلك في سبيل إعادة بناء أجسادهم وعقولهم. جاء هذا في تقرير جديد صدر عن منظمة أطباء بلا حدود في الأردن بتاريخ 20 ديسمبر/كانون الأول 2015.

والتقرير الذي يحمل عنوان "الحياة من بعد الحطام: رحلة جرحى الحرب السوريين لإعادة بناء أجسادهم وعقولهم في الأردن" يسلط الضوء على التحديات التي تواجه توفير العلاج للجرحى السوريين ويعرض أمثلة عن الأضرار التي يخلفها العنف اليومي على كثير من الرجال والنساء والأطفال، كما يقدم شرحاً عن تطوير برنامجٍ فريدٍ بالتعاون مع وزارة الصحة يضم مشروعاً للجراحة الطارئة في مستشفى الرمثا الحكومي في لواء الرمثا شمال الأردن، وكذلك مشروعاً لتقديم الرعاية الطبية ما بعد الجراحة في مخيم الزعتري للاجئين.

وفي هذا السياق، يقول أحد جراحي منظمة أطباء بلا حدود: "لقد عالجت أطفالاً رضعاً من إصابات شظايا في كامل الدماغ وأطفالاً يعانون من إصابات ناجمة عن ألغام أرضية وأمهات وشابات فقدن ذراعاً أو ساقاً وما يصل إلى عشرة كيلوغرامات من أنسجة الجسم". هذا ويتابع الفريق الطبي بعضاً من أكثر الإصابات شدة التي يعاني منها أشخاص نجحوا في عبور الحدود وسمحت لهم السلطات الأردنية بدخول البلاد، لكن مقابل كل مريض تعالجه الفرق الطبية، هناك المئات الآخرون بحاجة إلى العلاج في سوريا.

وتدعو المنظمة في تقريرها المجتمع الدولي إلى تأمين دعم مستمر للاستجابة الطبية والإنسانية لجرحى الحرب السوريين في الأردن، كما تدعو الحكومة الأردنية للاستمرار في السماح لجرحى الحرب الذين تعد حالاتهم خطيرة بدخول البلاد، في حين يؤكد التقرير على أولوية تعزيز الرعاية طويلة الأمد بقصد الشفاء والتخفيف من الإصابات.

كما تشدد منظمة أطباء بلا حدود على الحاجة الملحة إلى تسهيل لمّ شمل عائلات جرحى الحرب التي تشتتت بين سوريا والأردن، خاصةً وأن 29 بالمئة من الأطفال الذين يخضعون للعلاج الطبي في المرافق التابعةلأطباء بلا حدود ليس هناك من يرافقهم.

وتقول نور ذات الخمسة وعشرين عاماً والتي تعرضت لإصابة في يوليو/تموز 2015: "سمعنا فجأة صوت طائرة ما لبثت أن قصفت منزلنا، وآخر ما أتذكره عن زوجي أنه كان مستلقياً على الأرض إذ بدا وكأنه نائم، فيما كان أطفالي يصرخون ’أمي.. أمي‘ لكني لم أستطع الوصول إليهم. جاء الناس لمساعدتنا وأخذوني إلى المستشفى الميداني في درعا وانتهى بي المطاف في مستشفى الرمثا. أخبرت الطبيب قبل دخولي غرفة العمليات بأنني حامل ورجوته أن يعتني بنا. وعلمت بعد أيام من إدخالي إلى المستشفى أن زوجي وابني الصغير قد فارقا الحياة وأن ابنتي كانت موجودة في مستشفى آخر في عمان".

هذا وقد وصل خلال العامين الماضيين ما يربو عن 1.963 جريحاً إلى غرفة الطوارئ في مستشفى الرمثا، وكان نحو 75 بالمئة منهم يعانون من إصابات خطيرة ناتجة عن انفجارات. وقد أفاد 63 مريضاً بينهم 19 طفلاً عالجتهم فرق أطباء بلا حدود في الأردن مؤخراً بأنهم كانوا ضحايا البراميل المتفجرة، فيما أفاد آخرون بأنهم أصيبوا جراء استخدام أسلحة محرمة كالقنابل العنقودية والألغام الأرضية المنتشرة في الحقول. وهؤلاء هم ضحايا العنف والخروقات العديدة للقانون الإنساني الدولي التي يتسم بها الصراع القائم في سوريا.

يشار إلى أن أكثر من أربعة ملايين سوري قد لجؤوا إلى البلاد المجاورة بما فيها الأردن منذ بدء النزاع في بلادهم. وتعمل منظمة أطباء بلا حدود في الأردن منذ أغسطس/آب 2006 من خلال برنامج الجراحة التقويمية الواقع في عمان. كما تعمل المنظمة منذ عام 2013 على دعم اللاجئين والمرضى بفضل برنامج الجراحة الطارئة للإصابات البالغة في الرمثا، ومرفق خاص بتقديم الرعاية الطبية ما بعد الجراحة في مخيم الزعتري، بالإضافة إلى مستشفى للأم والطفل وعيادتين للأمراض غير السارية في محافظة إربد تسعى من خلالها إلى دعم اللاجئين السوريين المقيمين في المجتمعات المستضيفة وكذلك الأسر الأردنية التي تحتاج إلى هذه الخدمات.

نيسان ـ نشر في 2015-12-27 الساعة 13:32

الكلمات الأكثر بحثاً