الحمار والحكيم
شاهر الشريدة
كاتب أردني
نيسان ـ نشر في 2015-12-27 الساعة 13:47
فيه قصة قديمة بتقول:
كان فيه سلطان، عنده حمار غالي عليه، فطلب من أحكم الحكماء عنده، أنه يعلم الحمار القراية والكتابة وإلا بعدمه.
وافق الحكيم وقال أمرك يا مولاي، لكن بدك تصبر عشر سنوات لتشوف نتائج تعليمه. انبسط السلطان، وأمر بالاموال للحكيم، وتوفير كل طلباته ليعلم هالحمار.
ولما عرفوا باقي الحكماء والناس بالقصة، قالوا للحكيم: يا زلمة انتا مجنون، كيف بدك تعلم حمار يقرا ويكتب؟ فجاوبهم: من هون لعشر سنين، يا بموت انا، يا بموت السلطان، يا بموت الحمار.
هيك سياسة الوزارات والدوائر الرسمية عندنا بالأردن، من اصغر موظف لرئيس الحكومة، كله ماشي بمبدأ بكرا بتتغير الظروف. لما المواطن براجع بمعاملة، بقولوله تعال بكرا، بينهم وبين انفسهم بقولوا، من هون لبكرا بفرجها الله.
ولما بدهم يفتحوا شارع بقولوا السنة الجاية، ولسان حالهم بقول، من هون للسنة الجاية بفرجها الله. ولما بدهم يعملوا مدرسة أو مستشفى بقولوا بعد سنتين، ومن هون لبعد سنتين بفرجها الله. بفرجها الله يعني تغيير الظروف، اما الموظف بكرا بغيب، أو بتحججوا بالميزانية وتغيير الأنظمة والقوانين، أو بتتغير الحكومة.
وبتظل الوعود بلا تنفيذ إلى أجل غير مسمى، تايفرجها الله.
#طافح