اتصل بنا
 

مجوهرات اللوفر المسروقة.. بين الضياع الدائم وصدفة الاكتشاف

نيسان ـ نشر في 2025-10-25 الساعة 12:10

مجوهرات اللوفر المسروقة.. بين الضياع الدائم
نيسان ـ شهد متحف اللوفر، أحد أشهر المتاحف في العالم، حادثة سطو فريدة يوم 19 أكتوبر الحالي، أسفرت عن سرقة ثماني قطع مجوهرات لا تُقدَّر بثمن، من بينها تاج الإمبراطورة أوجيني، الحادثة أثارت اهتمام العالم وأدخلت الشرطة الفرنسية والسلطات الدولية في سباق للقبض على اللصوص.
تعود أهمية القطع المسروقة إلى قيمتها التاريخية والفنية الفريدة، إذ تشمل تاجا من الياقوت، عقدا وحلقة مرتبطة بملكات فرنسا في القرن التاسع عشر، طقما فاخرا من الأقراط والعقد للإمبراطورة ماري-لويز، "بروش" من الألماس، وتاج الإمبراطورة أوجيني مع بروش على شكل فيونكة، هذه المجوهرات، المصنوعة ببراعة منذ قرون، تمثل جزءا من التراث الفرنسي والثقافي العالمي.
ووفقا للخبراء، يصعب استرداد الأعمال الفنية المسروقة، حيث تشير الدراسات إلى أن نسبة الاستعادة تقل عن 10٪ من الحالات، مع العلم أن هناك بين 50,000 و100,000 عمل فني يُسرق سنويا حول العالم، معظمها من أوروبا، وفقا لـ theconversation.
وعلى الرغم من قيمة هذه القطع، فإن السوق الشرعي لا يمكن أن يكون طريقاً سهلاً للربح بالنسبة للسرقات الفنية، فاللوحات والأعمال الفنية لا يمكن بيعها رسميا دون إثبات ملكية قانونية، ولا يقبل أي تاجر أو دار مزادات محترمة التعامل مع مسروقات. إلا أن المجوهرات الذهبية والأحجار الكريمة، كما في حالة سرقة اللوفر، يمكن تسييلها بسهولة أكبر من خلال السوق السوداء أو بائعين غير أمناء. حتى إذا تم بيعها بجزء من قيمتها الحقيقية، فإن ثمنها قد يصل إلى ملايين الدولارات.
وتشير التجارب السابقة إلى أن بعض الأعمال الفنية المسروقة قد تنتهي عن طريق الصدفة في أيدي جامعي تحف أو تاجر لا يعلم قيمتها الحقيقية، ففي الستينات في نيويورك، سرق موظف في متحف غوغنهايم لوحة لمارك شاغال، ولم يُكتشف فقدها إلا بعد سنوات، وعندما اشتراها جامعو تحف من معرض، تعرف عليها موظف سابق في المزاد، ما أدى إلى استرجاعها بعد تسوية قانونية.
يُذكر أن معظم جرائم سرقة المتاحف تنجم عن فرص متاحة أكثر من كونها مخططات معقدة، وغالبا ما تحدث في وحدات التخزين أو أثناء النقل. فمعظم متاحف العالم لا تعرض كل محتوياتها، إذ يبقى أكثر من 90٪ من مجموع المتحف مخزنا بعيدا عن أعين الجمهور، ما يزيد من احتمالية السرقة الداخلية.
وفي حالة سرقة اللوفر، لم يكن الهدف لوحات، بل مجوهرات مرصعة بالجواهر الثمينة، ما يجعل احتمال تسييلها أكبر مقارنة باللوحات الفنية، حتى في السوق السوداء أو عبر الإنترنت المظلم. ورغم أن اللصوص ارتكبوا خطأً بترك أدلة مثل التاج الملقى والسترة المهجورة، فإن الجرأة في تنفيذ السرقة جعلت الحادثة محط اهتمام عالمي، وضمنت متابعة دقيقة من الشرطة الفرنسية والمحققين الدوليين في السنوات القادمة.
وتأتي هذه السرقة في سياق يسلط الضوء على سوق الفن والجواهر المسروقة، ويطرح تساؤلات حول أمن المتاحف العالمية والطرق القانونية لاسترداد الممتلكات التاريخية والثقافية.

نيسان ـ نشر في 2025-10-25 الساعة 12:10

الكلمات الأكثر بحثاً