اتصل بنا
 

بعد وقف النار.. خشية إسرائيلية من عودة “حماس” بثوب جديد

نيسان ـ نشر في 2025-10-27 الساعة 10:15

بعد وقف النار.. خشية إسرائيلية من
نيسان ـ تكشف مقالة الكاتب الإسرائيلي يوناتان أديري التي نُشرت في صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإثنين، عن قلق استراتيجي عميق داخل المؤسسة الإسرائيلية من احتمال عودة حركة “حماس” إلى المشهد، ليس بالضرورة كحركة مقاومة مسلّحة تقاتل على الأرض، بل كقوة سياسية تمتلك شرعية جديدة، وتتكيف مع المتغيرات الإقليمية والدولية.
وحذر أديري من أن وقف إطلاق النار، رغم أنه أوقف نزيف الحرب وأعاد المختطفين؛ إلا أنه منح “حماس” فرصة نادرة لـ”إعادة إنتاج نفسها”. فالجيش الإسرائيلي – برأيه – انتصر ميدانياً لكنه يخسر استراتيجياً، فـ”حماس” قد تتجه لتغيير أدواتها لا أهدافها، أي التحول من المقاومة العسكرية المباشرة إلى العمل السياسي والدبلوماسي، تماماً كما فعل حزب الله في لبنان، وفق تقديره.
ويصف الكاتب هذه المرحلة بأنها “تطور خطير”، لأن الحركة باتت تدرك أن القوة اليوم لم تعد فقط في الميدان، بل في الشرعية الدولية والرأي العام العالمي، حيث باتت “إسرائيل” تواجه عزلة متزايدة، خاصة في أوساط الشباب الغربي.
ومن خلال المقال؛ يبدو أن المؤسسة الإسرائيلية باتت تدرك أن المعركة مع “حماس” لم تعد محصورة في الأنفاق والصواريخ، بل انتقلت إلى المجال السياسي والدبلوماسي والإعلامي.، حيث عبّر الكاتب عن خشيته من أن تنجح “حماس” في، الاندماج في مؤسسات السلطة الفلسطينية، ونيل شرعية سياسية دولية عبر الدعم التركي والقطري، وإعادة تموضعها كقوة سياسية تمثل الفلسطينيين بعد فشل الاحتلال في القضاء عليها عسكرياً.
وتعبّر هذه القراءة الإسرائيلية عن إقرار ضمني بفشل الحرب. فلو كانت “حماس” انتهت فعلاً؛ لما كان هناك قلق من إعادة إنتاجها أو “تبييضها”، كما يقول الكاتب.
ويمكن القول؛ إن ما ورد في هذا التقرير هو إقرار صريح بانتصار “حماس” في معركة الوعي والسياسة. فـ”إسرائيل” التي أنفقت عامين في حرب تدميرية غير مسبوقة على غزة، لم تستطع إنهاء الحركة، لا عسكرياً ولا فكرياً. واليوم؛ يعترف بعض كتابها بأن حماس “تتكيف” وتعيد إنتاج نفسها.
ويُثبت هذا التحول أن المقاومة ليست مجرد “تنظيم مسلح”، بل فكرة متجذرة في وجدان الفلسطينيين، قادرة على تجديد نفسها في كل مرة تتعرض فيها للضرب أو الحصار.
وحين يعترف كتّاب إسرائيليون أن الحركة قد “تحوّل النفق إلى مكتب”، فإنهم يدركون أن المعركة دخلت مرحلة جديدة: معركة الشرعية والرواية والتمثيل السياسي، حيث تتآكل مكانة الاحتلال في الرأي العام العالمي، بينما تتسع دائرة التعاطف مع القضية الفلسطينية.
إن إعادة إنتاج “حماس” ليست ظاهرة سلبية كما يصورها الاحتلال، بل هي علامة حياة لمشروع التحرر الفلسطيني، ودليل على أن المقاومة لا تموت، وأن سلاحها ما زال مشهرا في وجه العدو، وأنها تتطور وتتكيف مع الزمن، في حين تبقى “إسرائيل” غارقة في مأزقها الأخلاقي والسياسي أمام العالم.

نيسان ـ نشر في 2025-10-27 الساعة 10:15

الكلمات الأكثر بحثاً