اتصل بنا
 

مركز “التنسيق” في “كريات غات” وصاية أمريكية على قطاع غزة!

نيسان ـ نشر في 2025-10-27 الساعة 10:17

نيسان ـ طائرات أمريكية مسيرة تجوب سماء قطاع غزة على مدار الساعة بحجة مراقبة التزام جميع الأطراف باتفاق وقف إطلاق النار، فيما تتشكل دوائر من الضباب والشك حول الخطط التي أعلنتها واشنطن بخصوص قطاع غزة في ظل تغييب أي تمثيل فلسطيني حقيقي في إدارة الشأن الإنساني أو السياسي في القطاع.
هذا الكشف تزامن مع إعلان القيادة المركزية الأمريكية عن بدء عمل ما يُعرف بـ”مركز التنسيق المدني-العسكري” في فلسطين المحتلة، وهو مقر يهدف، ما أعلن إلى متابعة تنفيذ اتفاق وقف النار وتسهيل تدفق المساعدات الإنسانية.
وبحسب ما رشح من معلومات فأن واشنطن تسعى لإعادة تموضعها في المنطقة عبر هذا المركز، الذي سيكون محاولة لإدارة مرحلة ما بعد الحرب من موقع الوصي والمتحكم بأولويات تركز على أمن الاحتلال بدلا من حماية المدنيين الفلسطينيين الذين يتعرضون لإبادة جماعية منذ عامين، ويعانون من الحصار وعدم دخول المساعدات بكافة أنواعها وأشكالها إلى القطاع بحسب الاتفاق الذي وقعه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
مبدئيا سيتواجد نحو 200 جندي أمريكي في “كريات غات”، جنوب تل أبيب، وهو ما يؤكد ​بأنه ليس مقرا للتنسيق كما أدعي، فبدل أن يكون هذا المركز أداة لضمان حماية المدنيين أو مراقبة وقف النار، يبدو أنه سيبقي غزة ضمن معادلة السيطرة الأمنية التي تضمن لدولة الاحتلال تفوقها العسكري والسياسي وغسيل لجميع جرائمها ومحاولة لإخفائها بستار إنساني زائف.
وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، أعلن بأن العمل جار لإنشاء “قوة دولية للمحافظة على الاستقرار في قطاع غزة”، وأن هذه القوة يجب أن تتكون من الدول التي “تشعر إسرائيل بارتياح تجاهها”، وهو ما يعني استبعاد تركيا من هذه المعادلة وإدخال دولة عربية تثير الشكوك والقلق في كل مكان تدخله.
كما أن تصريحات جاريد كوشنر صهر ترامب في مؤتمر صحافي عقد في دولة الاحتلال كشف فيه أن الإعمار والمساعدات لن تصل إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وهو ما يعني أن أكثر من 60% من مساحة القطاع ستبقى محرمة من التعمير ومن المساعدات وستبقى محاصرة.
السيناريو المعلن حاليا والمطروح هو أقرب إلى الوصاية الأمريكية، كما حدث في البوسنة والهرسك وفي العراق وغيرها حيث انتهت ​إلى حروب أهلية وتقسم غير عادل للبلاد. وعلى ما يبدو أن واشنطن وتل أبيب تفكران بشيء من هذا القبيل عبر إنشاء عصابات وعملاء في بعض البؤر في غزة وتوفير الحماية لها .
الولايات المتحدة الأمريكية كما هو معروف تاريخيا، لا تنهي أي صراع من جذوره وإنما تبقي بعض نقاط الاشتعال حتى تجد لنفسها موطئ قدم وتبقي المنطقة بحاجة إلى تدخلها، هي فقط تدير الأزمات التي تفتعلها بما يحقق مصالحها .
ويبدو أنها ستدير المنطقة العربية وقطاع غزة بهذه الطريقة، ولن يوقفها عن ذلك إلا ضغط شعبي على الحكومات لدفعها لأخذ موقف يمنع انزلاق المنطقة نحو حروب أهلية وإقليمية وانقسامات لا تتوقف عن التكاثر.

نيسان ـ نشر في 2025-10-27 الساعة 10:17


رأي: علي سعادة

الكلمات الأكثر بحثاً