إعجاز مذهل في عالم زواج الدبابير.. سرّ لا يعرفه الكثيرون!

نيسان ـ من أغرب ما توصّل إليه العلماء في عالم الحشرات هو ملكة الدبابير، هذا الكائن العجيب الذي يحمل في جسده نظامًا دقيقًا لا يمكن وصفه إلا بأنه إعجاز إلهي مذهل.
في فصل الخريف، وقبل لحظة التكاثر، تبدأ الملكة رحلتها الفريدة في السماء، ترقص في الهواء بين أسراب الذكور، لكن ليس عبثًا…
فكل ذكر من هؤلاء يطلق عطرًا خاصًا به، ليس مجرد رائحة، بل توقيع وراثي كيميائي يعكس صحته وجيناته ومناعته.
وهنا تحدث المعجزة!
الملكة — وهي في الجو — لا تنجذب لأي رائحة عشوائية، بل تشمّ الفيرومونات الصادرة من الذكور وتُحلِّلها بطريقة غريزية لا يُمكن للعقل البشري أن يتخيلها.
فكل ذَكر يُفرز تركيبة فريدة من المواد الكيميائية تخبر الملكة عن قوته الجينية، وصحته المناعية، وقدرة نسله على البقاء.
تتبع الملكة الرائحة الأقوى، والأكثر انسجامًا مع صفاتها، وكأنها تفهم لغة الجينات دون أن تدرسها!
وحين تجد الذكر المثالي، تندفع نحوه في الهواء، وتحدث لحظة التزاوج العجيبة — تمتزج فيها الحياة بالموت؛
إذ يموت الذكر بعدها مباشرة بعدما يؤدي مهمته المقدّرة، بينما تحتفظ الملكة بالحيوانات المنوية داخلها بأعجوبة، في عضو صغير يحفظها حيّة طوال الشتاء.
ومع حلول الربيع، تستيقظ الملكة من سباتها، وتبدأ في بناء مستعمرة جديدة من لا شيء، لتعيد دورة الحياة من جديد كما أرادها الخالق سبحانه.
تأمّل هذا النظام الدقيق:
أنثى واحدة تطير في الهواء، تفرز الذكور روائحها، فتختار الأفضل وراثيًا، وتخزّن الحياة داخلها لتعيد الخلق بعد موت الجميع.
أليست هذه لوحة من روعة الإبداع الإلهي في أدق تفاصيل الطبيعة؟
د نادر يُظهر روعة الخلق الإلهي ونظام الحياة في عالم الحشرات كما لم تره من قبل