واشنطن.. البقرة العجوز التي تحاول إثبات أنها ما زالت تنطح
نيسان ـ نشر في 2025-11-04 الساعة 12:27
نيسان ـ إبراهيم قبيلات
عندما هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الأحد بدراسة "مجموعة واسعة من الخيارات العسكرية" تجاه نيجيريا، متذرعا بحماية المسيحيين في أكبر دولة أفريقية من حيث عدد السكان، لم يكن يكشف عن الوجه السياسي-الديني لأمريكا فحسب، بل كان يؤكد حقيقةً أصبحت معروفة، وهي أن النظام العالمي القائم منذ الحرب العالمية الثانية ينهار، لتحل محله منظومة جديدة ستكون أمريكا مجرد دولة فيها، وليست الدولة الحاضنة له.
نعم، واشنطن اليوم تشبه بقرة عجوز تحاول إقناع نفسها والآخرين بأنها ما زالت مخيفة. وهي، في سبيل ذلك، سترتكب فظاعات في زوايا مختلفة من العالم لتُظهر هذه "القوة"، لكنها بهذا الفعل تكون قد أنهت مرحلة هدم البناء وبدأت مرحلة "إزالة الأنقاض" لوضع نهاية لأمريكا التي عرفها العالم على مدى مئة عام.
حتى في ذروة الاستعمار الغربي لدول الجنوب، لم تكن القوة الغاشمة وحدها هي التي رسخت هيمنته، بل كان الخطاب "الحضاري" المصاحب له. أما اليوم، فقد ألقت أمريكا بهذا الخطاب خلف ظهرها من سبق إصرار وترصد.
ومن أبرز تجليات ذلك، تغيير تسمية "وزارة الدفاع الأمريكية" إلى "وزارة الحرب" افتراضيا في سياساتها. لكن التعبير الأكثر وضوحا يتمثل في انتخاب ترامب لولاية ثانية. فإذا كان فوزه الأول سقطة "عفوها" العالم لواشنطن، فإن فوزه الثاني يمثل تقديم واشنطن للغرب "الأمريكي" ذي الرائحة الكريهة كوجه علني لسياساتها الهوليودية. هذه السياسات بإمكانها أن تقتل، لكنها عاجزة عن القيادة.
كل هذا "رائع" للبشرية، والأكثر "روعة" في واشنطن اليوم أن العقلية الأمنية والعسكرية هي التي تقودها، وليس العقلية السياسية، أو ربما يقودها من وَشَم على ذراعه كلمة "كافر"، كما هو حال وزير حربها، .
هذا الحال يشبه قيادة نتنياهو لدولة الاحتلال. صحيح أنها قيادة بشعة وإجرامية، لكنها حولت "إسرائيل" إلى دولة مارقة، تحولت إلى عبء على الجميع. أما الجائزة الأكبر، فهي نسف "رواية الضحية" التي آمن بها العالم لمئة عام.
عندما هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الأحد بدراسة "مجموعة واسعة من الخيارات العسكرية" تجاه نيجيريا، متذرعا بحماية المسيحيين في أكبر دولة أفريقية من حيث عدد السكان، لم يكن يكشف عن الوجه السياسي-الديني لأمريكا فحسب، بل كان يؤكد حقيقةً أصبحت معروفة، وهي أن النظام العالمي القائم منذ الحرب العالمية الثانية ينهار، لتحل محله منظومة جديدة ستكون أمريكا مجرد دولة فيها، وليست الدولة الحاضنة له.
نعم، واشنطن اليوم تشبه بقرة عجوز تحاول إقناع نفسها والآخرين بأنها ما زالت مخيفة. وهي، في سبيل ذلك، سترتكب فظاعات في زوايا مختلفة من العالم لتُظهر هذه "القوة"، لكنها بهذا الفعل تكون قد أنهت مرحلة هدم البناء وبدأت مرحلة "إزالة الأنقاض" لوضع نهاية لأمريكا التي عرفها العالم على مدى مئة عام.
حتى في ذروة الاستعمار الغربي لدول الجنوب، لم تكن القوة الغاشمة وحدها هي التي رسخت هيمنته، بل كان الخطاب "الحضاري" المصاحب له. أما اليوم، فقد ألقت أمريكا بهذا الخطاب خلف ظهرها من سبق إصرار وترصد.
ومن أبرز تجليات ذلك، تغيير تسمية "وزارة الدفاع الأمريكية" إلى "وزارة الحرب" افتراضيا في سياساتها. لكن التعبير الأكثر وضوحا يتمثل في انتخاب ترامب لولاية ثانية. فإذا كان فوزه الأول سقطة "عفوها" العالم لواشنطن، فإن فوزه الثاني يمثل تقديم واشنطن للغرب "الأمريكي" ذي الرائحة الكريهة كوجه علني لسياساتها الهوليودية. هذه السياسات بإمكانها أن تقتل، لكنها عاجزة عن القيادة.
كل هذا "رائع" للبشرية، والأكثر "روعة" في واشنطن اليوم أن العقلية الأمنية والعسكرية هي التي تقودها، وليس العقلية السياسية، أو ربما يقودها من وَشَم على ذراعه كلمة "كافر"، كما هو حال وزير حربها، .
هذا الحال يشبه قيادة نتنياهو لدولة الاحتلال. صحيح أنها قيادة بشعة وإجرامية، لكنها حولت "إسرائيل" إلى دولة مارقة، تحولت إلى عبء على الجميع. أما الجائزة الأكبر، فهي نسف "رواية الضحية" التي آمن بها العالم لمئة عام.


