اتصل بنا
 

اسمه نايل

صحفي وكاتب عامود في صحيفة الدستور

نيسان ـ نشر في 2025-11-05 الساعة 12:13

نيسان ـ مقولة «هو كالسمك، يختنق خارج الماء».. تنطبق عليّ حين أخرج من الأردن، أشعر بكل الغربة فعليا، وأصبح منحازا أكثر إلى بيتي الدافئ..
أحد الإيرلنديين؛ تواصلت معه لينتظرني في مطار «دبلن»، وينقلني إلى مقر إقامتي، حاول مساعدتي بحمل الحقائب، فخجلت من أن يحملها لأنه يبدو رجلا أكبر مني بالعمر، واستكثرت ان يتعب بحمل حقائبي، ومن اللوحة المثبتة على تابلو سيارته، قرأت بان اسمه (نيال)، وحين لفظته، صوبني فلفظه بالانجليزي «نايل»، not nial.. فأخبرته ان الاسم عربي، وصديقي اسمه د. نايل الشرعة..
وحين صعدت معه في السيارة، كان يعتقد بأنني جزائري، فقلت له بل أردني، ثم عرفها وقال هي بجوار «إسرائيل»، فأجبته وراقبته: بل بجوار فلسطين، وكما توقعت، لم تعجبه إجابتي، وصمت كثيرا، وبعد وقت ليس بالقليل، قال (الفلسطينيون من الأردن أصلا)، فقلت له ربما انت يهودي، او أوروبي تؤمن بالدعاية الإسرائيلية التي تبرر جريمتهم، وسرقتهم لفلسطين العربية، الفلسطينيون من فلسطين، التي تقع غرب نهر الأردن، ولا يوجد شيء اسمه اسرائيل، والأردن للأردنيين، شعب له ارضه وتاريخه، ونتيجة للجريمة الإسرائيلية المستمرة، تواجد فلسطينيون في الأردن، تماما كما يجري مع الإيرلنديين المنتشرين في العالم، حين كانت بلادهم تحت الاحتلال.. سألني ماذا تعمل، ولم أجب عن سؤاله، ثم قلت له هل حقا وسط البلد (وسط العاصمة دبلن)، غير آمن ليلا بالنسبة للمغتربين، فقال كيف؟ فأخبرته ان هناك عصابات من المراهقين، تنتشر ليلا وتعتدي على المهاجرين، فصمت، ثم قال إن البروتستانت يؤيدون الفلسطينيين، وينظمون مظاهرات لدعمهم..
أخذ 55 يورو، ونسيت هاتفي في سيارته، ثم تواصلت معه أسأله عن الهاتف، فطلب 30 يورو لإعادته، فنزلت إلى الشارع وسألت أحد المارّة كم هي أجرة التاكسي من المطار لهذه المنطقة، فأجابني بأنها لن تتجاوز 25 يورو في أكثر تقدير، وحين أخبرته بالأمر استغرب، وأخبر رفيقه، فضحكا، ثم قال لي أخذ منك ضعفي الأجر، فأخبرته عن سبب سؤالي، وهو رغبتي باستئجار تاكسي والذهاب لـ»نايل» حيث كان لأستعيد هاتفي، أي أنني أردت حسابها «أيها أوفر على الجيبة»، فاكتشفت أنه في «التاون»، يعني الزلمة موجود في الريف، و 20 يورو بكفيه، فقررت ان لا أذهب، وأن لا أعطيه أكثر من 20 يورو، وخليه ينسطح..
جاءني بعد 3 ساعات تقريبا، وقلت له أنا صخفي؛ وهذه إجابة متأخرة عن سؤالك، أنا أحب أن أقدم المعلومات كاملة عن نفسي.. وبعد أن أخذت هاتفي، أمسكت في أصابعي بورقتي نقد متباعدتين، احدهما 20 يورو، والأخرى 10، فأخذ «أم العشرين»!.
هل حقا تقتنعون بأن الأسعار في عمان غالية؟!.. تعالوا شوفوا الأسعار في عاصمة إيرلندا ثم تحدثوا بعدها عن «حنان الأردن والعاصمة عمان».
حفظ الله الأردن للأردنيين، وحرر فلسطين وحفظها للفلسطينيين، ولعن المجرمين وعذبهم على أيدي الفلسطينيين.

نيسان ـ نشر في 2025-11-05 الساعة 12:13


رأي: ابراهيم عبدالمجيد القيسي صحفي وكاتب عامود في صحيفة الدستور

الكلمات الأكثر بحثاً