الأستاذ الدكتور كامل العجلوني عالمٌ لا تُقصيه الجمعيات، بل تضيء به القضايا العادلة
نيسان ـ نشر في 2025-11-08 الساعة 17:14
نيسان ـ يبرُز اسم الدكتور كامل العجلوني في الذاكرة الأردنية والعربية بوصفه أحد أعمدة النهضة الطبية والبحثية الحديثة، وصوتاً علمياً نزيهاً حمل المعرفة على كتفيه كما حمل الموقف والضمير. ليس مجرد طبيب بارع أو باحث متقدم في علوم الغدد الصماء والسكري؛ بل هو مدرسة في الثبات على المبدأ، وفي فهم دور العالم بوصفه شاهداً ومسؤولاً أمام أمته وتاريخها.
منذ بداياته الأكاديمية في الأردن، ثم تخصصه الرفيع في مجالات الغدد والبحث السريري، عرفه طلابه وزملاؤه بذكاء متّقد ورؤية بعيدة. لم يكن العلم عنده لقباً أو درجة، بل مشروع بناء وطني. عاد إلى الأردن ليضع بصمته في تأسيس جيلٍ طبي جديد، ويسهم في رفع مستوى كلية الطب في جامعة العلوم والتكنولوجيا ومستشفاها الجامعي التعليمي، حتى غدت منارات علمية تُشار إليها بالبنان إقليمياً.
لم يكتف الدكتور العجلوني بالممارسة الطبية، بل تقدّم الصفوف في المجال البحثي، فأثرى المكتبات العلمية بعشرات الأبحاث المحكمة، وساهم في تطوير فهم عالمي لأمراض مزمنة معقدة كالسمنة والسكري واضطرابات الهرمونات. كان يؤمن أن العلم لا قيمة له إن لم يكن جسراً لإنقاذ الإنسان ورفع وعيه وتحسين حياته.
إلى جانب دوره الأكاديمي، كان الدكتور العجلوني قائداً مؤسساً وصوتاً تربوياً، خرّج أجيالاً من الأطباء الذين يشغلون اليوم مواقع متقدمة في الأردن وخارجه. كان أستاذاً لا يدرّس العلوم فحسب، بل يزرع الهيبة والأمانة والمسؤولية في النفوس.
ومع ذلك، فإن الجانب الذي صاغ محبته في قلب الأردنيين والعرب هو مواقفه الثابتة تجاه قضايا الأمة، وفي مقدمتها فلسطين. لم يكتفِ بالتعاطف ولا بالتصريحات العابرة؛ بل كان صوتاً علمياً عالمياً يفضح الظلم ويواجه الروايات المزيفة، مستنداً إلى التاريخ والحقائق والضمير الإنساني.
ولعلّ قرار الجمعية الأميركية لأطباء الغدد الصماء بإنهاء عضويته على خلفية مواقفه الداعمة لغزة، ليس إلا شاهداً جديداً على أن العلم حين يصير حراً يخيف أصحاب الظلم. لقد حاولوا إقصاءه، لكنهم في الحقيقة خسروا قيمة معرفية وأخلاقية نادرة. فالدكتور كامل العجلوني إضافة لتلك الجمعية، لا العكس. قيمته العلمية سبقت عضوياتهم، ومكانته الفكرية والإنسانية تستعصي على المصادرة.
إن فصلهم له، لم ينقص من قدره، بل زاد من وهجه؛ أما خسارتهم فهي خسارة لكل فضاء يسعى إلى تبييض الجرائم تحت ستار العلم.
العجلوني لم يخسر شيئاً؛ بل أكد مرة أخرى أن فلسطين ليست موقفاً عابراً ولا شعاراً، بل بوصلته التي يستمد منها نُبل العلم ومعنى الرسالة. وإن كانت هناك مكاسب حقيقية، فهي للشعوب التي ترى أن العلماء لا يبيعون ضمائرهم.
فلتبقَ فلسطين حيّة في أرواح أحرارها.
ولتعيش حرة عربية، رغم كل ما يحاولون.
أما الدكتور كامل العجلوني، فيبقى كما عرفه الوطن:
قيمة علمية راسخة، وموقف إنساني لا يُشترى، واسمٌ يرفع الراية ولا ينحني.
منذ بداياته الأكاديمية في الأردن، ثم تخصصه الرفيع في مجالات الغدد والبحث السريري، عرفه طلابه وزملاؤه بذكاء متّقد ورؤية بعيدة. لم يكن العلم عنده لقباً أو درجة، بل مشروع بناء وطني. عاد إلى الأردن ليضع بصمته في تأسيس جيلٍ طبي جديد، ويسهم في رفع مستوى كلية الطب في جامعة العلوم والتكنولوجيا ومستشفاها الجامعي التعليمي، حتى غدت منارات علمية تُشار إليها بالبنان إقليمياً.
لم يكتف الدكتور العجلوني بالممارسة الطبية، بل تقدّم الصفوف في المجال البحثي، فأثرى المكتبات العلمية بعشرات الأبحاث المحكمة، وساهم في تطوير فهم عالمي لأمراض مزمنة معقدة كالسمنة والسكري واضطرابات الهرمونات. كان يؤمن أن العلم لا قيمة له إن لم يكن جسراً لإنقاذ الإنسان ورفع وعيه وتحسين حياته.
إلى جانب دوره الأكاديمي، كان الدكتور العجلوني قائداً مؤسساً وصوتاً تربوياً، خرّج أجيالاً من الأطباء الذين يشغلون اليوم مواقع متقدمة في الأردن وخارجه. كان أستاذاً لا يدرّس العلوم فحسب، بل يزرع الهيبة والأمانة والمسؤولية في النفوس.
ومع ذلك، فإن الجانب الذي صاغ محبته في قلب الأردنيين والعرب هو مواقفه الثابتة تجاه قضايا الأمة، وفي مقدمتها فلسطين. لم يكتفِ بالتعاطف ولا بالتصريحات العابرة؛ بل كان صوتاً علمياً عالمياً يفضح الظلم ويواجه الروايات المزيفة، مستنداً إلى التاريخ والحقائق والضمير الإنساني.
ولعلّ قرار الجمعية الأميركية لأطباء الغدد الصماء بإنهاء عضويته على خلفية مواقفه الداعمة لغزة، ليس إلا شاهداً جديداً على أن العلم حين يصير حراً يخيف أصحاب الظلم. لقد حاولوا إقصاءه، لكنهم في الحقيقة خسروا قيمة معرفية وأخلاقية نادرة. فالدكتور كامل العجلوني إضافة لتلك الجمعية، لا العكس. قيمته العلمية سبقت عضوياتهم، ومكانته الفكرية والإنسانية تستعصي على المصادرة.
إن فصلهم له، لم ينقص من قدره، بل زاد من وهجه؛ أما خسارتهم فهي خسارة لكل فضاء يسعى إلى تبييض الجرائم تحت ستار العلم.
العجلوني لم يخسر شيئاً؛ بل أكد مرة أخرى أن فلسطين ليست موقفاً عابراً ولا شعاراً، بل بوصلته التي يستمد منها نُبل العلم ومعنى الرسالة. وإن كانت هناك مكاسب حقيقية، فهي للشعوب التي ترى أن العلماء لا يبيعون ضمائرهم.
فلتبقَ فلسطين حيّة في أرواح أحرارها.
ولتعيش حرة عربية، رغم كل ما يحاولون.
أما الدكتور كامل العجلوني، فيبقى كما عرفه الوطن:
قيمة علمية راسخة، وموقف إنساني لا يُشترى، واسمٌ يرفع الراية ولا ينحني.
نيسان ـ نشر في 2025-11-08 الساعة 17:14
رأي: الدكتور معن نصر العليان


