اتصل بنا
 

الجيش المصري بين مختلين

كاتب وصحافي أردني

نيسان ـ نشر في 2015-12-28 الساعة 15:31

نيسان ـ

بين مختلين اختلف تعامل جيش السيسي مع ابن جلدته الفلسطيني والذي اصبح عدوه ومع ابن عدوه الاسرائيلي الذي التقى معه على عداوة ابن جلدته حتى اختفت معالم عداوتهم السابقة التي كان عبدالناصر عنوانا لها.
وفي كلتا الحالتين لم يكن الجيش المصري فاقدا لعقله بل لعروبته التي طالما كانت محط اعجاب الفلسطيني والعربي.
فقد ضاق مخزن بندقية الجندي المصري كما ضاق صدره لرؤية الطفل الفلسطيني إسحاق خليل حسان المختل عقليا وهو يجتاز الحدود البحرية الوهمية بين شطري رفح الفلسطينية والمصرية فقام باطلاق نيران حقده عليه حتى ارداه قتيلا، فيما اتسع صدر جيش باكمله لاخر اسرائيلي يبلغ من العمر 44 اعادته السلطات المصرية الى كيانه قبل عشرة ايام من حادثة قتل الفتى الفلسطيني.
ووجدت السلطات المصرية حينها في وصف "المختل" للاسرائيلي مبررا لاعادته بعد ان اجتاز الحدود سباحة، فيما لم تجد في تصرفات وحركات الفتى الفلسطيني التي لاتحتاج لكثير من الذكاء للادراك بانه مختل عقليا مبررا لعدم اطلاق النار عليه وقتله، حتى بات من الصعب التفريق من منهما المختل الفتى ام الجندي الذي قام بعد اطلاقه النار برفع اشارة النصر على ماحققه من انجاز في مقارعة "الاعداء".
ولم يضع الجنود الذين قاموا باطلاق النار على الفتى أي اعتبار "للعيش والملح" الذي اسعفهم به ابناء غزة عندما انقطعت امدادات الجيش المصري لهم ابان الثورة المصرية على الرئيس السابق حسني مبارك.
ويبدو ان الاختلال لم يعد يقتصر على تصرفات الجنود بل على تصرفات الساسة ايضا الذين باتوا يسترخصون دماء ابناء جلدتهم العربية ويحرمون دماء الاعداء على بنادقهم.
اما امواج البحر التي نام اسحاق على مدها وجزرها فكانت ارق عليه من ابناء جنسه، واكاد اجزم انه ظن انه لايزال في حضن امه.

نيسان ـ نشر في 2015-12-28 الساعة 15:31

الكلمات الأكثر بحثاً