اتصل بنا
 

ظاهرة المؤثرين الرقميين .. الأمر يدعو حقا إلى قليل من الحياء

نيسان ـ نشر في 2025-11-19 الساعة 12:18

ظاهرة المؤثرين الرقميين .. الأمر يدعو
نيسان ـ إبراهيم قبيلات
كيف ترى ظاهرة معظم المؤثرين على شبكات التواصل الاجتماعي، ليس في الأردن فحسب، بل حول العالم؟ الأمر يدعو حقا إلى التأمل والحياء.
نعيش في زمن صارت فيه "النطيحة" -إن جاز التعبير- قادرة على أن تنتفخ لتبدو كالأسد! لا أقصد التعميم، لكنها ظاهرة واسعة الانتشار.
هؤلاء لم يفسدوا ذوق الجيل الصاعد فقط، بل إنك إن دققت في آثارهم، تجد أنهم -مجازا- أفسدوا البر والبحر وحتى السحاب.
وبالطبع، المسؤولية لا تقع على عاتق المؤثرين وحدهم، فنحن أيضا شركاء في انتشارهم. متابعتك لـ "هبلة" أو "هبيلة" تحت ذريعة "التسلية"، هي بالضبط ما يطمح إليه ذلك المؤثر أو هذه المؤثرة.
في أمريكا، قبضت السلطات مؤخرا على نجم يوتيوب بتهم التهرب الضريبي، بعد أن أشعل النار في سيارته الفاخرة لصناعة محتوى مثير لمتابعيه. وفي الهند، تجاوز الأمر كل الحدود، حيث لقي بعض المؤثرين حتفهم أثناء محاولاتهم لتحقيق أعلى نسبة مشاهدات، بل إن أحدهم وضع نفسه تحت عجلات القطار... ومات فعلاً!
أما في عالمنا العربي، فالأمر وإن بدا أقل خطورة، إلا أنه يتمركز حول تعميم ثقافة التافه والسطحي، في سباق محموم وراء "لايكات" ومشاهدات زائفة.
ولكن، كي لا نظلم الجميع، هناك نماذج جديرة بالتقدير من المؤثرين الجادين، قدموا محتوىً راقيا، بل وتفوقوا في بعض الأحيان على أفلام وثائقية أنفقت عليها الدول الملايين. هؤلاء يستحقون منا الإشادة، لكنهم للأسف ليسوا الصورة السائدة. السائد هو ثقافة "الهبلة والهبيلة".
لقد بلغ بنا الحال حدا يجعل المرء يتساءل: أي منطق هذا الذي يسمح لـ "النطيحة" -بكل ما تحمله الكلمة من معاني السطحية والفراغ- بأن تتصدر المشهد الإعلامي عالميا ومحليا؟
تلك "النطيحة" التي تقدم نفسها كخبيرة علاقات عامة، أو مستشارة زوجية (رغم أنها مطلقة)، وأناس بالكاد يستطيعون المشي على الأرض ثم يقدمون أنفسهم كخبراء رياضيين.
إنها ظاهرة عامة، لا ينجو منها سوى القلة، حيث تحول هؤلاء "المؤثرون" -والكلمة لا تليق بهم- إلى أدوات هدامة، لا تكتفي بإفساد ذائقة الأجيال ونواياهم، بل تتعدى ذلك لتطال كل شيء.. كل شيء بالفعل.

نيسان ـ نشر في 2025-11-19 الساعة 12:18

الكلمات الأكثر بحثاً