اتصل بنا
 

هل تستعيد إربد ألقها؟!

نيسان ـ نشر في 2025-11-25 الساعة 08:23

نيسان ـ في فترات ماضية، كتبت عن وجع إربد تحت عنوان من شوه وجه العروس.. ووصفت ما كانت تعانيه من فوضى وإهمال وتراجع في الخدمات.
اليوم، أبناء إربد يراقبون المشهد في مدينتهم، ويبدو أن الواقع بدأ يتغير نحو الأفضل ، فثمة حراك ملموس، ونبض حقيقي يعيد لإربد كثيراً من ألقها الذي غاب طويلاً..
ليس هذا الحديث للمجاملة أو محاولة تزيين الواقع، بل هو في الحقيقة ناتج عن ردود فعل الناس على ما يشاهدونه على الواقع من تغيّر ويلمسونه بوضوح ، فهناك حركة فاعلة، وأذرع بلدية إربد الكبرى تتحرك بكل اتجاه بمحاولة جادة لتحسين واقع صعب ضمن إمكانيات مالية محدودة..
إربد، التي كانت مثالاً على سوء الخدمات، تشهد اليوم ورشة عمل واسعة ، والنقلة الأكثر وضوحاً تتجلى في قطاعي النظافة وتعبيد الشوارع، فالحملات اليومية باتت مشهداً مألوفاً، وجولات الفرق الميدانية التي تعمل في الأحياء الداخلية والشوارع الرئيسية أعادت مساحة واسعة من ألق المدينة ، أمّا ملف السير والتنظيم المروري، الذي كان يختنق بالفوضى والازحام، ففي الأخبار أن البلدية بالتعاون مع شركائها تعمل على اتخاذ إجراءات على الأرض الهدف منها إيجاد حلولا فعلية لحلحلة كثير من عقد هذا الملف الذي يشتكى منه الناس منذ فترة طويلة...
هذا التغيّر الذي تشهده منطقة مسؤولية بلدية إربد الكبرى ، يأتي عبر إدارة واعية لحجم التحدي، يقودها رئيس لجنة بلدية إربد عماد العزام، الذي اختار أن يكون عمله من الميدان وليس من المكاتب المغلقة ، والرجل يعمل بمنطق وجوبية الإنجاز ، وهذا هدف لا يحققة الجلوس خلف المكاتب ، أو في غرف الاجتماعات بل أساس تحقيقه يأتي من الميدان لذلك يحافظ على وجوده شبه الدائم بين الناس، في الشوارع، وفي مواقع العمل، وهذا الفعل يرسل رسالة مفادها أن الإدارة لم تعد حالة مكتبية بقدر ما هي مسؤولية مباشرة، وهي ذات الرسالة التي شدّد عليها جلالة الملك عبد الله الثاني مرارا بأن المسؤول يجب أن يدير مهامه من الميدان، ويبدو أن هذا النهج وجد صداه في إربد، كما وجد دعماً عملياً وقدوة في أداء رئيس الوزراء جعفر حسان الذي يعزز ثقافة المتابعة الميدانية في مختلف القطاعات.
لا أحد يدّعي أن مشاكل إربد انتهت، ولا أحد يستطيع القول أن المدينة بلغت منتهاها من التطور.. فالتغيير مازال في بداية الطريق آخذين بعين الاعتبار كثرة الملفات وتعقيداتها ، وتراكم المشاكل في مقدمتها إربد التي تستقبل يوميا مئات الآلاف من المواطنيين زيادة على مواطنيها، وتنوء تحت ثقل حاجات ثلاثة محافظات أخرى مما يشكل ضغطا كبيرا على البنية التحتية فيها ، وهذا عبئا ضخما على البلدية في ظل إمكانيات صعبة وأحيانا تكون محدودة!!
الفارق اليوم أن هناك خطة واضحة لبلدية إربد تُبنى بالتشاركية مع الجهات المختلفة ذات العلاقة، وأن هناك جهداً صادقاً يعيد ترتيب الأولويات ويخلق انسجاما بين الإربديين وبلديتهم، وهذا واضح من خلال اللقاءات التي تتم باستمرار بين العزام والمواطنيين للسماع لهم وجاهيا والأخذ بملاحظاتهم التي تجعل كل واحد منهم يشعر أنه شريك في المسؤولية..
إربد، التي كانت تبدو وكأنها تُترك وحدها لمواجهة الظروف الصعبة، تستعيد اليوم مساحة كبيرة من ألقها و تشهد حلولاً حقيقية للمشاكل التي كانت تلقي بظلالها السوداء على وجهها الجميل ، إن ما يحدث اليوم هناك يعكس فهم قيادة البلدية لحجم الدور المطلوب منها وهذا سيؤدي إلى نتائج يريدها الجميع ..
الجميل في المشهد أن أبناء إربد أنفسهم بدأوا يشعرون بأن مدينتهم أصبحت تعود إليهم بعد أن كانت بسوء ظروفها تشعرهم بالوحشة والحزن ذلك لأنهم باتوا يلمسون إرادة حقيقية لإعادتها إلى صورتها التي عرفوها وعرفها كل الأردنيين.
إربد اليوم ليست العروس التي بكى أهلها على وجهها المشوّه ... وهي اليوم تحاول أن تغتسل من إرث طويل من الإهمال، وتنهض عبر جهد متواصل، لا ينكر أحد أنه ما يزال في بداياته، لكنه بدايات جيدة، صادقة، ومتينة الأساس.
الطريق ما يزال طويلاً، لكن الخطوة الأولى الأهم قد أُخذت..
وهنا لابد من الإشادة بدور المهندس وليد المصري وزير الإدارة المحلية والخبير بالعمل البلدي لأنه عرف كيف يختار ومن يختار لإربد ليحمله المسؤولية على طريق إنقاذها من الواقع الأليم الذي كان يلقي بظلاله الصفراء على وجهها الصبوح..

نيسان ـ نشر في 2025-11-25 الساعة 08:23


رأي: محمد حسن التل

الكلمات الأكثر بحثاً