الزيتونة أختنا
رمزي الغزوي
رمزي الغزوي أديب وإعلامي أردني عربي
نيسان ـ نشر في 2025-12-01 الساعة 10:47
نيسان ـ تؤكد الدراسات الآركولوجية (الآثارية) أن قرية هضيب الريح في منطقة وادي رم، هي أقدم منطقة في العالم زرعت الزيتون، قبل أكثر من سبعة آلاف سنة، فلا عجب إذن، أن نقرن تجذرنا بأمنا الأرض من خلال أختنا الشجرة. فليس هناك أمتن ولا أصلب، ولا أقوى من قرمية زيتون ترينا كيف يكون التجذر والثبات والأصالة.
الزيت دم الأردنيين الثاني، العابق بحب الأرض من اللثغة الأولى، والحرف الأول. وأمهم الزيتونة، بجل معانيها الضاربة في الأعماق، وإن كانت جدتهم الوردة بكل شذاها، وبكل رحيب عطرها الفوّاح.
ولهذا طالما حار بي سؤال لحوح لجوج: هل يمكن لإنسان أن يضرب جذره عميقا في أرضه حد شغاف القلب؛ ما لم تكن له شجرة باسقة يشاركها ذلك التجذر؟ أم أن الشعارات الرنانة حول أهمية الخضرة وأشجارها بلعتنا، وأصبحت ظاهرة صوتية، لا تترجم على صفحات التراب، إلا من خلال عمارات تتناسل كغابة إسمنت بسرعة الضوء حولنا، في حين تنحصر مساحة الأخضر أمامنا وفينا؛ لتغدو قطعة موكيت صغيرة، تنوب عن كل حلمنا الأخضر الكبير.
انطلق قبل أيام مهرجان الزيتون الخامس والعشرين الذي يقيمه المركز الوطني للبحوث الزراعية (الذراع العلمي والتقني لوزارة الزراعة) في قاعة المعارض في مكة مول. وإذ نحيي هذا المهرجان على استمراريته وإطلالته السنوية الثابتة والمدروسة، فإننا نعده فكرة ريادية صادقة لاحتفائنا بأختنا الزيتونة، وإلى التعريف بجودة زيت الزيتون الأردني، وتأكيد مطابقته للمواصفات الدولية، ومن ثم فتح المجال أمام المواطنين للشراء من مصدر موثوق خصوصاً بعد شيوع حالات من غش في بعض السوق المحلية، وهو مناسبة متاحة أن نلتقي بالفلاحين الذين تعمّد زيتهم بحبات عنائهم وتعبهم.
نحن في المركز الرابع عربيا والثامن عالميا من حيث كميات الزيت المنتجة. أما الجودة فباستطاعتنا أن نحتل مركزاً أكثر تقدما بمزيد من الجهد والترويج والمثابرة. ولدينا الإمكانات والخبرات لتحقيق هذا الحلم.
في المهرجان سنتذوق الزيت البكر من كل أركان قرانا وأريافنا. سنذوق زيت (الكفارات) الطافح، وزيت برما جرش الشفيف، وزيت عجلون المعطر، والبلقاء الذهب، وزيت كفرنجة الهواوي، فأهلها يسمون زيتهم المقطوف بعد جولة مطر صاخبة بالزيت الهواوي، والذي قد تساعد على قطفه أصابع الريح.
مفرح أن يتجاوز عدد المشاركين في المهرجان الألف عارض وعارضة وتتوزع المشاركة بين الأفراد و50 جمعية زراعية وتعاونية مع دور كبير للمرأة في هذا الحدث إذ تقدر مشاركتها 70% من المشاركين، وهناك مساحة لذوي الاحتياجات الخاصة بنسبة 5%، إلى جانب الحضور الواسع للحرف اليدوية.
المهرجان غدا أيقونة تشرينية. يبقى الأجمل أننا بهذا المنجز الثري نحتفي بأمنا الأرض وأختنا الزيتونة. ونجذّر هذين المعنيين في نفوس أبنائنا.
الزيت دم الأردنيين الثاني، العابق بحب الأرض من اللثغة الأولى، والحرف الأول. وأمهم الزيتونة، بجل معانيها الضاربة في الأعماق، وإن كانت جدتهم الوردة بكل شذاها، وبكل رحيب عطرها الفوّاح.
ولهذا طالما حار بي سؤال لحوح لجوج: هل يمكن لإنسان أن يضرب جذره عميقا في أرضه حد شغاف القلب؛ ما لم تكن له شجرة باسقة يشاركها ذلك التجذر؟ أم أن الشعارات الرنانة حول أهمية الخضرة وأشجارها بلعتنا، وأصبحت ظاهرة صوتية، لا تترجم على صفحات التراب، إلا من خلال عمارات تتناسل كغابة إسمنت بسرعة الضوء حولنا، في حين تنحصر مساحة الأخضر أمامنا وفينا؛ لتغدو قطعة موكيت صغيرة، تنوب عن كل حلمنا الأخضر الكبير.
انطلق قبل أيام مهرجان الزيتون الخامس والعشرين الذي يقيمه المركز الوطني للبحوث الزراعية (الذراع العلمي والتقني لوزارة الزراعة) في قاعة المعارض في مكة مول. وإذ نحيي هذا المهرجان على استمراريته وإطلالته السنوية الثابتة والمدروسة، فإننا نعده فكرة ريادية صادقة لاحتفائنا بأختنا الزيتونة، وإلى التعريف بجودة زيت الزيتون الأردني، وتأكيد مطابقته للمواصفات الدولية، ومن ثم فتح المجال أمام المواطنين للشراء من مصدر موثوق خصوصاً بعد شيوع حالات من غش في بعض السوق المحلية، وهو مناسبة متاحة أن نلتقي بالفلاحين الذين تعمّد زيتهم بحبات عنائهم وتعبهم.
نحن في المركز الرابع عربيا والثامن عالميا من حيث كميات الزيت المنتجة. أما الجودة فباستطاعتنا أن نحتل مركزاً أكثر تقدما بمزيد من الجهد والترويج والمثابرة. ولدينا الإمكانات والخبرات لتحقيق هذا الحلم.
في المهرجان سنتذوق الزيت البكر من كل أركان قرانا وأريافنا. سنذوق زيت (الكفارات) الطافح، وزيت برما جرش الشفيف، وزيت عجلون المعطر، والبلقاء الذهب، وزيت كفرنجة الهواوي، فأهلها يسمون زيتهم المقطوف بعد جولة مطر صاخبة بالزيت الهواوي، والذي قد تساعد على قطفه أصابع الريح.
مفرح أن يتجاوز عدد المشاركين في المهرجان الألف عارض وعارضة وتتوزع المشاركة بين الأفراد و50 جمعية زراعية وتعاونية مع دور كبير للمرأة في هذا الحدث إذ تقدر مشاركتها 70% من المشاركين، وهناك مساحة لذوي الاحتياجات الخاصة بنسبة 5%، إلى جانب الحضور الواسع للحرف اليدوية.
المهرجان غدا أيقونة تشرينية. يبقى الأجمل أننا بهذا المنجز الثري نحتفي بأمنا الأرض وأختنا الزيتونة. ونجذّر هذين المعنيين في نفوس أبنائنا.
نيسان ـ نشر في 2025-12-01 الساعة 10:47
رأي: رمزي الغزوي رمزي الغزوي أديب وإعلامي أردني عربي


