أشكال من العنف ضد المرأة
رمزي الغزوي
رمزي الغزوي أديب وإعلامي أردني عربي
نيسان ـ نشر في 2025-12-03 الساعة 10:23
نيسان ـ أثارت مقالتي «ما خفي أعظم في العنف ضد المرأة» المنشورة مطلع الأسبوع حوارات متباينة على صفحتي الشخصية بفيسبوك جلها يؤكد فكرة أن ذلك العنف يتماهى في أشكال غريبة كرسها المجتمع لدرجة أننا لم نعد نستنكرها أو نستهجنها.
وأرجو أن أستميحكم عذرا وأفسح المجال لرد وصلني من السيدة فضة راضي العبوشي كونه ينطوي على بعض من تلك الأشكال المثيرة الواجب مقاومتها، وهنا تقول الأخت الفاضلة:
في مجتمعاتنا، لا تزال النساء فوق سنّ الخمسين يواجهن نظرة تقلّل من قدرهن، سواء في العمل أو في التعلّم أو في التطور الشخصي، وكأن العمر يتحوّل إلى حاجز بدلا من أن يكون خبرة وتجربة.
والمفارقة أنّ الأشخاص أنفسهم الذين ينتقصون من قيمة المرأة بعد الخمسين، هم أنفسهم الذين يفاخرون بنساء ناجحات في أوروبا والدول الأخرى، وكأن النجاح لا يكون نجاحا إلا إذا كان بعيدا عنّا أو عند الأجانب. وهذا التناقض شكل من أشكال العنف الخفي ضد المرأة، لأنه يهمّشها ويقلّل من قيمتها، ويشعرها بإنها عاجزة رغم كل القوة التي تملكها.
عن نفسي وأنا اليوم في الخامسة والخمسين من عمري، ما زلت مليئة بالطاقة والطموح والشغف لأتعلّم وأعمل، ولديّ خبرات كان ينبغي أن تُعدّ قيمة مضافة، لا سببا للتقليل من شأني.
ومع ذلك، هناك مَن يتعامل معي وكأني خلصت دوري في الحياة، وصرت كبيرة والمفروض أروح دار مسنين أو أقعد على سريري وأستنى الأمراض وأخذ أدوية وأتكل على ابن أو شخص يخدمني حتى يحين موتي.
هذا التفكير مؤذٍ وغير عادل، لأنه يتجاهل حقيقة بسيطة وهي أن المرأة قادرة على العطاء والتعلّم وفي أي عمر، المشكلة مو في العمر المشكلة في النظرة اللي ما زالت تختصر الإنسان بعدد السنين، وتنسى أن الروح والشغف ما إلهم تاريخ انتهاء.
ومن المواقف المزعجة طريقة مناداة الناس لنا، فبعض الشباب ينادون سيدة لم تتجاوز الأربعين أو الخمسين بعد بـ»خالتي»، وبعض الفتيات ينادين رجالا في الأربعين بـ»عمّو».
لربما تكون كلمتهم عفوية، ولا يقصدون بها الإساءة، لكن الكلمة وقعها ثقيل تذكرنا بعمر لسا ما وصلناه، وتترك شعور مزعجا وكأن الزمن يركض و احنا واقفين، وهذا الشعور ممكن يسبب إحباط أو حتى وجع داخلي، لأنه ببساطة يضع علينا عمر ليس عمرنا ويخلّينا نسأل أنفسنا» معقول كبرنا»
ومن أنواع العنف الحديثة التي أتمنى أن تضاف على بنود «العنف ضد المرأة»، العنف المادي أو الاستنزاف المادي. حيث يذهب راتب الزوجة للبيت والأولاد. فكم موظفة آثرت عائلتها على نفسها لتساهم في إسعادهم ولتتحمل مسؤولية بدلا عن رجل اتكالي، وكم سيدة تنازلت عن ميراثها لأجل أخ أو زوج أو ابن.. وكم سيدة لجأت لشركات التمويل واقترضت معرضة نفسها للمساءلة القانونية لتساعد زوجها أو أبناءها؟
سمعتُ قصصا يندى لها الجبين من خذلان رجال بل ذكور لزوجاتهم بعد أن أخذت الواحدة منهن قرضا لتعيله ولتتفاجأ بعدها بخيانته لها وأحيانا يكافئها بزوجة أخرى. نسوا أو تناسوا بأننا القوارير وأننا وصية الله ورسوله. باختصار بتنا في زمن تعددت فيه الأسماء لكن العنف واحد.
وأرجو أن أستميحكم عذرا وأفسح المجال لرد وصلني من السيدة فضة راضي العبوشي كونه ينطوي على بعض من تلك الأشكال المثيرة الواجب مقاومتها، وهنا تقول الأخت الفاضلة:
في مجتمعاتنا، لا تزال النساء فوق سنّ الخمسين يواجهن نظرة تقلّل من قدرهن، سواء في العمل أو في التعلّم أو في التطور الشخصي، وكأن العمر يتحوّل إلى حاجز بدلا من أن يكون خبرة وتجربة.
والمفارقة أنّ الأشخاص أنفسهم الذين ينتقصون من قيمة المرأة بعد الخمسين، هم أنفسهم الذين يفاخرون بنساء ناجحات في أوروبا والدول الأخرى، وكأن النجاح لا يكون نجاحا إلا إذا كان بعيدا عنّا أو عند الأجانب. وهذا التناقض شكل من أشكال العنف الخفي ضد المرأة، لأنه يهمّشها ويقلّل من قيمتها، ويشعرها بإنها عاجزة رغم كل القوة التي تملكها.
عن نفسي وأنا اليوم في الخامسة والخمسين من عمري، ما زلت مليئة بالطاقة والطموح والشغف لأتعلّم وأعمل، ولديّ خبرات كان ينبغي أن تُعدّ قيمة مضافة، لا سببا للتقليل من شأني.
ومع ذلك، هناك مَن يتعامل معي وكأني خلصت دوري في الحياة، وصرت كبيرة والمفروض أروح دار مسنين أو أقعد على سريري وأستنى الأمراض وأخذ أدوية وأتكل على ابن أو شخص يخدمني حتى يحين موتي.
هذا التفكير مؤذٍ وغير عادل، لأنه يتجاهل حقيقة بسيطة وهي أن المرأة قادرة على العطاء والتعلّم وفي أي عمر، المشكلة مو في العمر المشكلة في النظرة اللي ما زالت تختصر الإنسان بعدد السنين، وتنسى أن الروح والشغف ما إلهم تاريخ انتهاء.
ومن المواقف المزعجة طريقة مناداة الناس لنا، فبعض الشباب ينادون سيدة لم تتجاوز الأربعين أو الخمسين بعد بـ»خالتي»، وبعض الفتيات ينادين رجالا في الأربعين بـ»عمّو».
لربما تكون كلمتهم عفوية، ولا يقصدون بها الإساءة، لكن الكلمة وقعها ثقيل تذكرنا بعمر لسا ما وصلناه، وتترك شعور مزعجا وكأن الزمن يركض و احنا واقفين، وهذا الشعور ممكن يسبب إحباط أو حتى وجع داخلي، لأنه ببساطة يضع علينا عمر ليس عمرنا ويخلّينا نسأل أنفسنا» معقول كبرنا»
ومن أنواع العنف الحديثة التي أتمنى أن تضاف على بنود «العنف ضد المرأة»، العنف المادي أو الاستنزاف المادي. حيث يذهب راتب الزوجة للبيت والأولاد. فكم موظفة آثرت عائلتها على نفسها لتساهم في إسعادهم ولتتحمل مسؤولية بدلا عن رجل اتكالي، وكم سيدة تنازلت عن ميراثها لأجل أخ أو زوج أو ابن.. وكم سيدة لجأت لشركات التمويل واقترضت معرضة نفسها للمساءلة القانونية لتساعد زوجها أو أبناءها؟
سمعتُ قصصا يندى لها الجبين من خذلان رجال بل ذكور لزوجاتهم بعد أن أخذت الواحدة منهن قرضا لتعيله ولتتفاجأ بعدها بخيانته لها وأحيانا يكافئها بزوجة أخرى. نسوا أو تناسوا بأننا القوارير وأننا وصية الله ورسوله. باختصار بتنا في زمن تعددت فيه الأسماء لكن العنف واحد.
نيسان ـ نشر في 2025-12-03 الساعة 10:23
رأي: رمزي الغزوي رمزي الغزوي أديب وإعلامي أردني عربي


