اتصل بنا
 

حين يتمنى ترامب ان يكون دكتاتورا.. ترامب وشي وبوتين.. من يفوز بسباق الأقوياء في نهاية 2025؟

نيسان ـ نشر في 2025-12-03 الساعة 12:42

حين يتمنى ترامب ان يكون دكتاتورا..
نيسان ـ «لم أرَ رجالاً بهذا الرعب من قبل». كانت هذه ملاحظة ساخرة لدونالد ترامب بعد أن لاحظ تأثير شي جين بينغ المخيف على حاشية الزعيم الصيني، وذلك خلال اجتماع عُقد مؤخراً. وأضاف الرئيس الأمريكي مازحاً: «أريد أن يتصرف أعضاء حكومتي على هذا النحو».
لقد أشارت عودة ترامب إلى المكتب البيضاوي إلى إحياء أسلوب الرجل القوي في السياسة العالمية. فالاجتماعات الثنائية بين القادة الأقوياء باتت تشكل بشكل متزايد الأجندة الدولية، فيما تتضاءل في المقابل أهمية القمم متعددة الأطراف، مثل الجمعية العامة للأمم المتحدة، أو مجموعة العشرين، أو مؤتمر الأطراف حول المناخ.
وتغيب كل من ترامب وشي عن قمة مجموعة العشرين الأخيرة في جنوب أفريقيا. المؤتمر الدولي الذي كان سيجبرهما على مشاركة الأضواء مع قادة الدول الأصغر. وغاب معهما عن قمة مجموعة العشرين فلاديمير بوتين، الرئيس الروسي.
ويجد بوتين صعوبة في السفر هذه الأيام، لكن ذلك لم يمنعه من حضور بعض القمم المرتبة هذا العام، مما سمح له بتقديم نفسه كزعيم ذي حضور قوي لقوة عظمى. سيزور نيودلهي خلال اليومين القادمين للقاء ناريندرا مودي، رئيس الوزراء الهندي. كما سبق له أن تجول في بكين مع شي وكيم جونغ أون، زعيم كوريا الشمالية، في سبتمبر. وفي الشهر الذي سبقه، التقى ترامب في ألاسكا. ومع ذلك، يبذل بوتين قصارى جهده للحفاظ على مظهره، فبعد ما يقرب من أربع سنوات من الحرب، لا يزال الجيش الروسي يكافح للخروج من شرق أوكرانيا، ويعتمد اقتصاده على لطف الصين.
في المقابل، يقود ترامب وشي دولتين تملكان قوة اقتصادية تعزز تباهيهما كرجلين قويين. وعلى الرغم من حملته الدؤوبة للفوز بجائزة نوبل للسلام، أبدى الرئيس الأمريكي استعداده لاستخدام القوة العسكرية. فقد اتخذ قرار قصف إيران في يونيو، وهو يهدد فنزويلا حالياً. لكن جهود ترامب لإنهاء العام كأقوى الأقوياء تتعثر بشكل متزايد بسبب دلائل على أن دعمه المحلي آخذ في التآكل.
فقد عانى الحزب الجمهوري من هزائم انتخابية فادحة مؤخراً في نيويورك ونيوجيرسي وفيرجينيا. ولا يصدق الناخبون الأمريكيون ما يردده بأن الاقتصاد الأمريكي يعمل بشكل رائع وأن التضخم قد تم التغلب عليه. لذلك، أظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة أن الديمقراطيين يتقدمون على الجمهوريين بمتوسط خمس نقاط قبل انتخابات الكونجرس العام المقبل.
وربما يكون الشعور بأن البلاد تنقلب ضد ترامب قد شجع الجمهوريين في الكونجرس على الثورة ضد الرئيس من خلال إجباره على الإفراج عن الملفات في قضية جيفري إبستين. وكان عجز ترامب عن منع حدوث ذلك، على الرغم من شهور عديدة من الجهود، علامة بارزة على الضعف. وبناءً على ما هو موجود في الملفات، قد يستمر إبستين في مطاردة الرئيس خلال الأشهر المقبلة.
على النقيض من ذلك، ينهي شي عام 2025 على ما يبدو وهو أقوى مما كان عليه لفترة. فقد نجا الزعيم الصيني من خمس سنوات عصيبة، خاصة بعدما تسبب وباء نشأ في الصين بكارثة عالمية، لكن شي وحكومته تمكنا بطريقة ما من إحباط أي جهود لمحاسبة الصين. وأدى سوء التعامل مع الوباء في الداخل إلى مظاهر نادرة من المعارضة العامة.
كذلك، فقد هددت الرسوم الجمركية الأمريكية وصول الصين إلى الأسواق العالمية. ومع ذلك، وعلى عكس الاتحاد الأوروبي واليابان، كانت الصين صارمة على نحو غير معتاد في ردها على حرب ترامب التجارية، واستغلت هيمنتها على المعادن النادرة والمعادن الأساسية لإجبار الولايات المتحدة على خفض الرسوم الجمركية. بل قد يغير سلاح المعادن النادرة أيضاً الحسابات الأمريكية بشأن صراع محتمل حول تايوان. وقد ينعكس هذا الشعور المتجدد بالقوة الصينية في الموقف الهجومي الذي اتخذته بكين تجاه ساناي تاكايتشي، رئيسة الوزراء اليابانية الجديدة، بعد أن أدلت ببعض التعليقات بشأن تايوان التي لاقت استهجاناً واسعاً في بكين.
ويستفيد شي من ميزة مهمة في معركة الأقوياء، حيث يعتمد الكثير على مدى القدرة على إبراز صورة القوة التي لا تنازع. وبطريقة لا يسع ترامب إلا أن يحسده عليها، يتمتع شي بسيطرة شبه كاملة على السلطة التشريعية والنظام القانوني ووسائل الإعلام في بلاده. وشي في السلطة منذ أكثر من عقد، وهو يواصل ضبط صفوف القادة السياسيين والعسكريين من حوله بوتيرة غير عادية.
وبموازاة الصورة الرسمية للهدوء والقوة التي يسعى الزعيم الصيني إلى إبرازها، لدى الوزراء والمساعدين الذين أحاطوا بشي في اجتماعه مع ترامب في كوريا الجنوبية في أكتوبر أكثر من سبب وجيه لظهور الرعب على وجوههم الذي أشار إليه الرئيس الأمريكي ساخراً، فقد تم إبعاد العديد من أسلافهم مؤخراً - بمن فيهم وزير خارجية، ووزيران للدفاع، وتسعة من كبار الجنرالات، ورئيس قسم الشؤون الدولية في الحزب الشيوعي.
على الطرف الآخر، رفضت المحاكم أحدث محاولة لترامب لسجن أحد أعدائه السياسيين - جيمس كومي، الرئيس السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالي. ولا شك أن ذلك كان محبطاً للرئيس، لكنه كان علامة مشجعة لأمريكا.

نيسان ـ نشر في 2025-12-03 الساعة 12:42

الكلمات الأكثر بحثاً