لوحات التشكيلية غدير سعيد ..المرأة كسؤال هوية وصوت يقاوم الانطفاء
نيسان ـ نشر في 2025-12-04 الساعة 09:06
نيسان ـ افتُتح في جاليري دار الأندى في جبل اللويبدة المعرض الرابع للفنانة التشكيلية غدير سعيد تحت عنوان «غير مُعرّف»، وسط حضور لافت من الفنانين وطلبة الجامعات والمهتمين بالفن المعاصر، إضافة إلى جمهور واسع جاء لاكتشاف تجربة فنية مختلفة تنتمي لمدرسة ما بعد الحداثة. ويستمر المعرض حتى الأول من كانون الثاني 2026 الساعة الخامسة مساءً.
يضم المعرض 17 عملًا فنيًا تتنوع بين الرسم والكولاج والوسائط المتعددة و الجيلي برنت، والمانيول، في بناء بصري يشتغل على تفكيك الذاكرة وإعادة تركيب الهوية. تتعمد الفنانة ترك المساحات مفتوحة، وتقدّم وجوهًا غير مكتملة وأجسادًا معلّقة في الفراغ، كأنها تحاول استعادة ملامح عالم يتغيّر بسرعة ويتآكل فيه المعنى.
وتقدّم بعض الأعمال قراءة فنية لعوالم الحرب، لا من خلال تصوير الحدث المباشر، بل عبر أثره النفسي والوجودي. تظهر وجوه أطفال محاطة بضباب كثيف، عيونهم تحمل الحزن والفضول والخوف في آن واحد. هذا الاختزال لمعاناة الطفولة يأتي محمولًا على لغة بصرية ناعمة وحادة في الوقت ذاته، حيث تتقاطع الألوان المتشظية مع خطّ متوتر يشبه نبضًا مرتجفًا.
أما المرأة فحاضرة بقوة في أعمال غدير سعيد؛ امرأة تتصدع صورتها وتعيد تكوينها، أخرى تخرج من حدود محوّلها، وثالثة تبحث عن ظلّها في مساحة رمادية. المرأة هنا ليست موضوعًا أسلوبيًا، بل سؤال هوية وصوت داخلي يقاوم الانطفاء. وتبدو الأعمال كأنها تصوغ لحظة مواجهة بين الذات والعالم، بين ما يُرى وما يُراد رؤيته، وبين التعريفات الجاهزة وما يجب إعادة تعريفه.
رافقت العديد من الأعمال نصوص قصيرة شكّلت طبقة جديدة من القراءة، ومن بينها:
«لن تُطلق سراحي لذا كسرتُ قيدي دون أن أقف على الأطلال. والآن كل ما أحتاجه هو البحر وأنا.»
«من قال إن الطوفان كارثي؟ ومن قال إن السقوط نهاية؟»
«كل الوجوه كالجدران أستعير الوجوه ويبقى السؤال: من أنا؟»
جمهور المعرض تفاعل مع هذه النصوص بقدر تفاعله مع اللوحات؛ شوهد الزوّار يقفون طويلًا أمام العمل الواحد، يقرأون النص، ثم يعودون للنظر في الصورة، في محاولة لالتقاط الخيط الذي يربط بين النص واللون والظلّ والفراغ. كثيرون عبّروا عن شعورهم بأنهم أمام تجربة فنية تدفعهم لإعادة طرح أسئلة عن ذواتهم قبل طرح أسئلة عن العمل نفسه.
وفي تصريح للفنانة التشكيلية غدير سعيد، قالت:
«في عالم تتبدل فيه الحقائق وتختلط فيه الصور بالذكريات، أقف بين ما أراه وما أظنه حقيقيًا. (غير مُعرّف) هو محاولة لإضاءة التيه الإنساني في زمن تتقاطع فيه التكنولوجيا مع الروح، وتختلط لغة الحرب مع الهوية. هذا المعرض بحث مستمر عن معنى في واقع فقد تعريفه، وعن صورة لا تزال تمتلك القدرة على قول الحقيقة.»
من خلال هذه التجربة، تواصل غدير سعيد توسيع مساحة الأسئلة حول الذاكرة والهوية والإنسان، مقدّمة معرضًا يلامس الحسّ والوعي، ويجعل من الفن طريقًا نحو التأمّل وإعادة النظر في العالم من جديد.
يضم المعرض 17 عملًا فنيًا تتنوع بين الرسم والكولاج والوسائط المتعددة و الجيلي برنت، والمانيول، في بناء بصري يشتغل على تفكيك الذاكرة وإعادة تركيب الهوية. تتعمد الفنانة ترك المساحات مفتوحة، وتقدّم وجوهًا غير مكتملة وأجسادًا معلّقة في الفراغ، كأنها تحاول استعادة ملامح عالم يتغيّر بسرعة ويتآكل فيه المعنى.
وتقدّم بعض الأعمال قراءة فنية لعوالم الحرب، لا من خلال تصوير الحدث المباشر، بل عبر أثره النفسي والوجودي. تظهر وجوه أطفال محاطة بضباب كثيف، عيونهم تحمل الحزن والفضول والخوف في آن واحد. هذا الاختزال لمعاناة الطفولة يأتي محمولًا على لغة بصرية ناعمة وحادة في الوقت ذاته، حيث تتقاطع الألوان المتشظية مع خطّ متوتر يشبه نبضًا مرتجفًا.
أما المرأة فحاضرة بقوة في أعمال غدير سعيد؛ امرأة تتصدع صورتها وتعيد تكوينها، أخرى تخرج من حدود محوّلها، وثالثة تبحث عن ظلّها في مساحة رمادية. المرأة هنا ليست موضوعًا أسلوبيًا، بل سؤال هوية وصوت داخلي يقاوم الانطفاء. وتبدو الأعمال كأنها تصوغ لحظة مواجهة بين الذات والعالم، بين ما يُرى وما يُراد رؤيته، وبين التعريفات الجاهزة وما يجب إعادة تعريفه.
رافقت العديد من الأعمال نصوص قصيرة شكّلت طبقة جديدة من القراءة، ومن بينها:
«لن تُطلق سراحي لذا كسرتُ قيدي دون أن أقف على الأطلال. والآن كل ما أحتاجه هو البحر وأنا.»
«من قال إن الطوفان كارثي؟ ومن قال إن السقوط نهاية؟»
«كل الوجوه كالجدران أستعير الوجوه ويبقى السؤال: من أنا؟»
جمهور المعرض تفاعل مع هذه النصوص بقدر تفاعله مع اللوحات؛ شوهد الزوّار يقفون طويلًا أمام العمل الواحد، يقرأون النص، ثم يعودون للنظر في الصورة، في محاولة لالتقاط الخيط الذي يربط بين النص واللون والظلّ والفراغ. كثيرون عبّروا عن شعورهم بأنهم أمام تجربة فنية تدفعهم لإعادة طرح أسئلة عن ذواتهم قبل طرح أسئلة عن العمل نفسه.
وفي تصريح للفنانة التشكيلية غدير سعيد، قالت:
«في عالم تتبدل فيه الحقائق وتختلط فيه الصور بالذكريات، أقف بين ما أراه وما أظنه حقيقيًا. (غير مُعرّف) هو محاولة لإضاءة التيه الإنساني في زمن تتقاطع فيه التكنولوجيا مع الروح، وتختلط لغة الحرب مع الهوية. هذا المعرض بحث مستمر عن معنى في واقع فقد تعريفه، وعن صورة لا تزال تمتلك القدرة على قول الحقيقة.»
من خلال هذه التجربة، تواصل غدير سعيد توسيع مساحة الأسئلة حول الذاكرة والهوية والإنسان، مقدّمة معرضًا يلامس الحسّ والوعي، ويجعل من الفن طريقًا نحو التأمّل وإعادة النظر في العالم من جديد.


