تسرّب سام من منجم يهزّ زامبيا.. اختبار لقدرة إفريقيا على الصمود في وجه الصين
نيسان ـ نشر في 2025-12-05 الساعة 12:26
نيسان ـ حتى قبل انهيار السد، لم يكن لاميك يشعر بالأمان أثناء عمله في منجم النحاس، ويقول: "إذا تضررت معداتنا الوقائية أثناء العمل، فلا يتم استبدالها دائما، علينا المخاطرة واستخدامها مجدداً.
في فبراير (شباط) الماضي، انهار سد تابع لمنجم مملوك لشركة صينية، مخلّفاً تسرّباً هائلاً لمخلفات التعدين السامة إلى أحد روافد نهر كافوي، أطول أنهار البلاد وأحد أهم مصادر مياه الشرب.
الحكومة قدّرت الكمية المتسرّبة بنحو 50 ألف طن، بينما يرى خبراء بيئيون أن الرقم قد يصل إلى 1.5 مليون طن من الحطام الحمضي المحمّل بالزرنيخ والزئبق والرصاص، وفقاً لـ"بي بي سي".
كارثة بيئية وصحية
أكّد مزارعون محليون نفوق الأسماك، وتلف المحاصيل، وتحول المياه إلى غير صالحة للشرب في مناطق واسعة من تشامبيشي وكيتوي. ويحذّر أكاديميون من جامعة كوبربيلت من خطر انتقال المعادن الثقيلة جنوباً حتى العاصمة لوساكا، ما يهدد بانتشار أمراض خطيرة بينها الفشل الكلوي والسرطان.
الصين تقلل والحكومة تطمئن
رغم خطورة المشهد، شكّكت السفارة الصينية في لوساكا بحجم الأضرار، مؤكدة ترحيبها بتحقيق مستقل، فيما أعلنت الحكومة الزامبية أن التلوث "محصور" وأن حموضة المياه عادت لمستوياتها الطبيعية، مع نفي وجود مخاطر طويلة الأمد.
دعوى تاريخية ضد الشركة الصينية
في سبتمبر (أيلول) الماضي، رفع 176 مزارعاً دعوى تعويض بقيمة 80 مليار دولار ضد شركة Sino-Metals وشركة NFC Africa الصينية المالكة للأرض، في واحدة من أكبر القضايا البيئية بتاريخ زامبيا. ويؤكد المدّعون أن التسرب ناتج عن أعطال هندسية وسوء إدارة تشغيلية، وقد تضرر منه نحو 300 ألف أسرة.
ويرى مراقبون أن القضية تمثل اختباراً حقيقياً لقدرة الدول الأفريقية على محاسبة الاستثمارات الصينية.
ديون ضخمة وتوازنات سياسية
تُعد زامبيا إحدى أكثر الدول الأفريقية مديونية للصين بما يقارب 5 مليارات دولار. وبينما تؤكد الحكومة أن الديون "لن تمنع المحاسبة"، يحذّر محللون من تعقيد المشهد السياسي والاقتصادي.
المزارعون يدفعون الثمن
في قرية تواليما، تقول المزارعة أبيجيل نامتوي إن ابنتها تعاني من سوء تغذية حاد بعد انهيار الزراعة بسبب التلوث: "زرعتُ الذرة بكل الطرق لأُنقذ طفلتي من الجوع، لكن الأرض ملوّثة".
ويؤكد جارها فريدريك بواليا، البالغ 72 عاماً، أن آلاماً مزمنة في ساقه قد تكون مرتبطة بالمياه الملوثة، مشيراً إلى اختفاء الأسماك تماماً من مجرى النهر.
تحذير: الخطر لم ينتهِ بعد
مع اقتراب موسم الأمطار، تتصاعد المخاوف من موجة تلوث ثانية قد تعيد نشر المعادن الثقيلة عبر الأراضي والنهر. ويؤكد الباحثون أن آثار الكارثة قد تمتد لأكثر من عشر سنوات إذا لم تُعالج جذرياً.
في المقابل، تنفي الصين اتهامات "الاستعمار الجديد"، وتؤكد أن استثماراتها توفر فرص عمل ورأس مال وخبرات تحتاجها زامبيا بشدة، فيما يبقى الواقع على الأرض شاهداً على صراع معقّد بين التنمية، والديون، والبيئة، وحياة آلاف المزارعين.
في فبراير (شباط) الماضي، انهار سد تابع لمنجم مملوك لشركة صينية، مخلّفاً تسرّباً هائلاً لمخلفات التعدين السامة إلى أحد روافد نهر كافوي، أطول أنهار البلاد وأحد أهم مصادر مياه الشرب.
الحكومة قدّرت الكمية المتسرّبة بنحو 50 ألف طن، بينما يرى خبراء بيئيون أن الرقم قد يصل إلى 1.5 مليون طن من الحطام الحمضي المحمّل بالزرنيخ والزئبق والرصاص، وفقاً لـ"بي بي سي".
كارثة بيئية وصحية
أكّد مزارعون محليون نفوق الأسماك، وتلف المحاصيل، وتحول المياه إلى غير صالحة للشرب في مناطق واسعة من تشامبيشي وكيتوي. ويحذّر أكاديميون من جامعة كوبربيلت من خطر انتقال المعادن الثقيلة جنوباً حتى العاصمة لوساكا، ما يهدد بانتشار أمراض خطيرة بينها الفشل الكلوي والسرطان.
الصين تقلل والحكومة تطمئن
رغم خطورة المشهد، شكّكت السفارة الصينية في لوساكا بحجم الأضرار، مؤكدة ترحيبها بتحقيق مستقل، فيما أعلنت الحكومة الزامبية أن التلوث "محصور" وأن حموضة المياه عادت لمستوياتها الطبيعية، مع نفي وجود مخاطر طويلة الأمد.
دعوى تاريخية ضد الشركة الصينية
في سبتمبر (أيلول) الماضي، رفع 176 مزارعاً دعوى تعويض بقيمة 80 مليار دولار ضد شركة Sino-Metals وشركة NFC Africa الصينية المالكة للأرض، في واحدة من أكبر القضايا البيئية بتاريخ زامبيا. ويؤكد المدّعون أن التسرب ناتج عن أعطال هندسية وسوء إدارة تشغيلية، وقد تضرر منه نحو 300 ألف أسرة.
ويرى مراقبون أن القضية تمثل اختباراً حقيقياً لقدرة الدول الأفريقية على محاسبة الاستثمارات الصينية.
ديون ضخمة وتوازنات سياسية
تُعد زامبيا إحدى أكثر الدول الأفريقية مديونية للصين بما يقارب 5 مليارات دولار. وبينما تؤكد الحكومة أن الديون "لن تمنع المحاسبة"، يحذّر محللون من تعقيد المشهد السياسي والاقتصادي.
المزارعون يدفعون الثمن
في قرية تواليما، تقول المزارعة أبيجيل نامتوي إن ابنتها تعاني من سوء تغذية حاد بعد انهيار الزراعة بسبب التلوث: "زرعتُ الذرة بكل الطرق لأُنقذ طفلتي من الجوع، لكن الأرض ملوّثة".
ويؤكد جارها فريدريك بواليا، البالغ 72 عاماً، أن آلاماً مزمنة في ساقه قد تكون مرتبطة بالمياه الملوثة، مشيراً إلى اختفاء الأسماك تماماً من مجرى النهر.
تحذير: الخطر لم ينتهِ بعد
مع اقتراب موسم الأمطار، تتصاعد المخاوف من موجة تلوث ثانية قد تعيد نشر المعادن الثقيلة عبر الأراضي والنهر. ويؤكد الباحثون أن آثار الكارثة قد تمتد لأكثر من عشر سنوات إذا لم تُعالج جذرياً.
في المقابل، تنفي الصين اتهامات "الاستعمار الجديد"، وتؤكد أن استثماراتها توفر فرص عمل ورأس مال وخبرات تحتاجها زامبيا بشدة، فيما يبقى الواقع على الأرض شاهداً على صراع معقّد بين التنمية، والديون، والبيئة، وحياة آلاف المزارعين.


