رويترز: مقربان من الأسد ينفقان ملايين الدولارات للانتفاض ضد الحكومة الجديدة
نيسان ـ نشر في 2025-12-05 الساعة 16:16
نيسان ـ أظهر تحقيق أجرته وكالة (رويترز) للأنباء، أن اثنين من أقرب المسؤولين السابقين للنظام المخلوع، كمال حسن ورامي مخلوف، يحاولان من منفاهما في موسكو تشكيل ميليشيات جديدة تضم مقاتلين من الطائفة العلوية في الساحل السوري ولبنان.
وبحسب التحقيق، ينفق الرجلان وفصائل أخرى ملايين الدولارات على أكثر من 50 ألف مقاتل “أملاً في إشعال انتفاضتين ضد الحكومة الجديدة واستعادة بعض ما فقدوه من نفوذ”.
وقال أربعة أشخاص مقربين من العائلة إن بشار الأسد، الذي فرّ إلى روسيا في ديسمبر/كانون الأول 2024، “استسلم إلى حد كبير لفكرة العيش في المنفى بموسكو”، بينما لم يتقبل شقيقه ماهر وآخرون في الدائرة الضيقة فكرة فقدان السلطة.
صراع على غرف قيادة سرية وشبكات نفوذ
وتشير الوثائق والمقابلات التي اعتمد عليها التحقيق إلى سعي حسن ومخلوف للسيطرة على شبكة تضم 14 غرفة قيادة تحت الأرض أنشئت قرب الساحل السوري في أواخر عهد النظام المخلوع، إضافة إلى مخابئ أسلحة.
وأكد ضابطان ومحافظ إحدى المحافظات وجود تلك المراكز، فيما تظهر صور اطلعت عليها رويترز تفاصيل تجهيزاتها.
ويواصل حسن الاتصال بقادة ميدانيين ومستشارين، معبّراً في رسائل صوتية عن “غضبه الشديد لفقدان نفوذه” ورسمه “رؤى لطريقة الحكم في الساحل السوري”.
أما مخلوف فيقدم نفسه لأتباعه في رسائله بأنه “المُخَلِّص” الذي سيقود “المعركة الكبرى”، مستنداً إلى خطاب ديني ونبوءات آخر الزمان في بعض الروايات الشيعية.
ولم يرد الرجلان على طلبات رويترز للتعليق، كما لم يصل أي رد من بشار أو ماهر الأسد عبر الوسطاء.
الحكومة الجديدة تتحرك لإحباط المخطط
واعتمدت الحكومة السورية الجديدة على شخصية علوية بارزة، خالد الأحمد، وهو صديق طفولة للرئيس أحمد الشرع، لإقناع العلويين بأن مستقبلهم ضمن سوريا الجديدة.
وقالت الباحثة أنصار شحود للوكالة إن “ما يجري هو امتداد لصراع القوة الذي كان سائداً في نظام الأسد… المنافسة مستمرة الآن بهدف خلق بديل يقود المجتمع العلوي”.
وأكد محافظ طرطوس أحمد الشامي أن السلطات “على دراية بالمخططات”، مضيفاً: “نحن على يقين بأنهم غير قادرين على تنفيذ أي شيء فعال، نظراً لعدم امتلاكهم أدوات قوية وضعف إمكانياتهم”. وأشار أيضاً إلى أن شبكة غرف القيادة “ضعفت بشكل كبير”.
ولم تستجب وزارتا الداخلية اللبنانية والخارجية الروسية لطلبات التعقيب، بينما قال مسؤول إماراتي إن بلاده ملتزمة بمنع “جميع أشكال التدفقات المالية غير المشروعة”.
ويكشف التحقيق أن مخلوف وحسن ينفقان ملايين الدولارات لتشكيل قوات موالية لهما، وأن لهما ممثلين في روسيا ولبنان والإمارات.
ويزعم حسن أنه يسيطر على 12 ألف مقاتل، بينما تقول وثائق منسوبة لمخلوف إنه يقود 54 ألف مقاتل موزعين على 80 كتيبة، فيما يؤكد قادة ميدانيون أن الرواتب تتراوح بين 20 و30 دولاراً شهرياً فقط.
وتشير السجلات التي اطلعت عليها رويترز إلى أن مخلوف حوّل أموالاً عبر ضباط بارزين، وأنه أنفق ما لا يقل عن ستة ملايين دولار على الرواتب، بينها 976705 دولارات في مايو/أيار الماضي، فيما تلقت مجموعة من خمسة آلاف مقاتل 150 ألف دولار في أغسطس/آب.
كما سعى فريقه للحصول على أسلحة من مخابئ قديمة أو عبر مهربين، من دون تأكيد وصول أي شحنات جديدة.
وثائق تعود إلى يناير/كانون الثاني 2025 تظهر وضع خطط أولية لبناء قوة شبه عسكرية من 5780 مقاتلاً باستخدام مراكز القيادة السرية المجهزة بالسلاح والطاقة الشمسية والاتصالات. لكن شيئاً من ذلك لم يُنفذ، فيما أكدت مصادر أن المراكز “لا تزال موجودة لكنها شبه معطلة”.
وقال ضابط يراقب جاهزيتها: “هذه المراكز بالنسبة لهم هي جزيرة الكنز، وكلهم متل القوارب عم يحاولوا يوصلولها”. وأوضح محافظ طرطوس أن الخطر منها “ضعيف للغاية”.
بعد هروب كبار قادة النظام في ديسمبر/كانون الأول 2024، بدأ الضباط من الرتب المتوسطة بتجنيد الشباب العلويين. وتقول شهادات إن “آلافاً منهم وجدوا أنفسهم بلا شيء بعد حلّ الجيش”.
وفي 6 مارس/آذار، نُصب كمين لقوات الحكومة الجديدة في ريف اللاذقية أدى إلى مقتل 12 وأسر أكثر من 150. وأكد ضباط أن 128 من الموالين للنظام قُتلوا لاحقاً.
بعد الانتفاضة الفاشلة، أعلن مخلوف في 9 مارس/آذار عبر بيان أنه "فتى الساحل المؤيد بقوة من الله لنصرة المظلومين"، قائلاً: “عدنا، والعودُ أحمد”، من دون ذكر وجوده في موسكو.
وتكشف شهادات أن مخلوف يعيش في طابق خاص بفندق راديسون في موسكو تحت حراسة مشددة، وأنه كتب ثلاثة مجلدات عن التفسير والتراث الإسلامي خلال سنوات العزلة.
وتظهر رسائله أنه يستند إلى نبوءات دينية ويصف الشرع بأنه “السفياني”. كما تشير مستندات مالية إلى تحويلات عبر ضباط بارزين في الخارج لتمويل كتائب قال إنها تضم أكثر من 54 ألف شخص.
حسن… من غرف الاحتجاز إلى قيادة مخطط معقّد
وذكرت رويترز أن حسن، المسؤول السابق عن منظومة الاحتجاز العسكري، شعر بالإهانة خلال لجوئه المؤقت إلى السفارتين الإماراتية والروسية. وقال في رسالة صوتية: “مو كمال حسن الي بيتقعّد على كرسي خشب كذا يوم!”.
دور ماهر الأسد وموقف روسيا
ويشير التحقيق إلى أن ماهر الأسد، الذي يقيم أيضاً في موسكو، لا يزال يحتفظ بولاء آلاف الجنود السابقين، وأنه قادر على الحشد إن أراد. لكن لا إشارات حتى الآن إلى تقديمه مالاً أو أوامر.
وتحجم روسيا عن دعم حسن ومخلوف، ووفق دبلوماسيين، أولويتها هي الاحتفاظ بقواعدها في الساحل. وأكد محافظ طرطوس أن زيارة الرئيس الشرع لروسيا في أكتوبر/تشرين الأول “شهدت نقاشاً مع القيادة الروسية حول هذه الشخصيات”.
الأحمد… اللاعب الحاسم على الأرض
يعتمد الشرع اعتماداً كبيراً على خالد الأحمد، الذي كان مقرباً من الأسد قبل أن يغيّر ولاءه منتصف الحرب. في رسائل صوتية أواخر 2024، قال الأحمد لكبار الضباط إن “التمسك بالدكتاتور الخاسر غير مجدٍ”، واعداً بالعفو لمن يتخلون عنه.
وفي رده لرويترز قال إن “العمل على تحقيق التعافي واقتلاع جذور الكراهية الطائفية وتكريم الموتى هو السبيل الوحيد نحو سوريا قادرة على التصالح مع نفسها من جديد”.
وأكد محافظ طرطوس أن الأحمد “يعمل بقوة في مسار السلم الأهلي… ويُعتبر دوره مهماً في تعزيز الثقة بين المكون العلوي والحكومة الجديدة”.
ويقيم حالياً في فيلا بموسكو، وأنفق وفق منسق عملياته 1.5 مليون دولار على 12 ألف مقاتل منذ مارس/آذار. وفي رسالة أخرى قال: “اصبروا يا أهلي ولا تسلموا سلاحكم… ونحنا الي رح نرجع كرامتكم”.
كما أنشأ غطاءً إنسانياً باسم “منظمة إنماء سوريا الغربية”، موّل عبرها إسكان أربعين عائلة ودفع رواتب لضباط في لبنان، وسعى إلى تنظيم فريق من 30 مخترقاً إلكترونياً هاجموا أنظمة الحكومة الجديدة وباعوا بياناتها على الدارك ويب.
وبحسب التحقيق، ينفق الرجلان وفصائل أخرى ملايين الدولارات على أكثر من 50 ألف مقاتل “أملاً في إشعال انتفاضتين ضد الحكومة الجديدة واستعادة بعض ما فقدوه من نفوذ”.
وقال أربعة أشخاص مقربين من العائلة إن بشار الأسد، الذي فرّ إلى روسيا في ديسمبر/كانون الأول 2024، “استسلم إلى حد كبير لفكرة العيش في المنفى بموسكو”، بينما لم يتقبل شقيقه ماهر وآخرون في الدائرة الضيقة فكرة فقدان السلطة.
صراع على غرف قيادة سرية وشبكات نفوذ
وتشير الوثائق والمقابلات التي اعتمد عليها التحقيق إلى سعي حسن ومخلوف للسيطرة على شبكة تضم 14 غرفة قيادة تحت الأرض أنشئت قرب الساحل السوري في أواخر عهد النظام المخلوع، إضافة إلى مخابئ أسلحة.
وأكد ضابطان ومحافظ إحدى المحافظات وجود تلك المراكز، فيما تظهر صور اطلعت عليها رويترز تفاصيل تجهيزاتها.
ويواصل حسن الاتصال بقادة ميدانيين ومستشارين، معبّراً في رسائل صوتية عن “غضبه الشديد لفقدان نفوذه” ورسمه “رؤى لطريقة الحكم في الساحل السوري”.
أما مخلوف فيقدم نفسه لأتباعه في رسائله بأنه “المُخَلِّص” الذي سيقود “المعركة الكبرى”، مستنداً إلى خطاب ديني ونبوءات آخر الزمان في بعض الروايات الشيعية.
ولم يرد الرجلان على طلبات رويترز للتعليق، كما لم يصل أي رد من بشار أو ماهر الأسد عبر الوسطاء.
الحكومة الجديدة تتحرك لإحباط المخطط
واعتمدت الحكومة السورية الجديدة على شخصية علوية بارزة، خالد الأحمد، وهو صديق طفولة للرئيس أحمد الشرع، لإقناع العلويين بأن مستقبلهم ضمن سوريا الجديدة.
وقالت الباحثة أنصار شحود للوكالة إن “ما يجري هو امتداد لصراع القوة الذي كان سائداً في نظام الأسد… المنافسة مستمرة الآن بهدف خلق بديل يقود المجتمع العلوي”.
وأكد محافظ طرطوس أحمد الشامي أن السلطات “على دراية بالمخططات”، مضيفاً: “نحن على يقين بأنهم غير قادرين على تنفيذ أي شيء فعال، نظراً لعدم امتلاكهم أدوات قوية وضعف إمكانياتهم”. وأشار أيضاً إلى أن شبكة غرف القيادة “ضعفت بشكل كبير”.
ولم تستجب وزارتا الداخلية اللبنانية والخارجية الروسية لطلبات التعقيب، بينما قال مسؤول إماراتي إن بلاده ملتزمة بمنع “جميع أشكال التدفقات المالية غير المشروعة”.
ويكشف التحقيق أن مخلوف وحسن ينفقان ملايين الدولارات لتشكيل قوات موالية لهما، وأن لهما ممثلين في روسيا ولبنان والإمارات.
ويزعم حسن أنه يسيطر على 12 ألف مقاتل، بينما تقول وثائق منسوبة لمخلوف إنه يقود 54 ألف مقاتل موزعين على 80 كتيبة، فيما يؤكد قادة ميدانيون أن الرواتب تتراوح بين 20 و30 دولاراً شهرياً فقط.
وتشير السجلات التي اطلعت عليها رويترز إلى أن مخلوف حوّل أموالاً عبر ضباط بارزين، وأنه أنفق ما لا يقل عن ستة ملايين دولار على الرواتب، بينها 976705 دولارات في مايو/أيار الماضي، فيما تلقت مجموعة من خمسة آلاف مقاتل 150 ألف دولار في أغسطس/آب.
كما سعى فريقه للحصول على أسلحة من مخابئ قديمة أو عبر مهربين، من دون تأكيد وصول أي شحنات جديدة.
وثائق تعود إلى يناير/كانون الثاني 2025 تظهر وضع خطط أولية لبناء قوة شبه عسكرية من 5780 مقاتلاً باستخدام مراكز القيادة السرية المجهزة بالسلاح والطاقة الشمسية والاتصالات. لكن شيئاً من ذلك لم يُنفذ، فيما أكدت مصادر أن المراكز “لا تزال موجودة لكنها شبه معطلة”.
وقال ضابط يراقب جاهزيتها: “هذه المراكز بالنسبة لهم هي جزيرة الكنز، وكلهم متل القوارب عم يحاولوا يوصلولها”. وأوضح محافظ طرطوس أن الخطر منها “ضعيف للغاية”.
بعد هروب كبار قادة النظام في ديسمبر/كانون الأول 2024، بدأ الضباط من الرتب المتوسطة بتجنيد الشباب العلويين. وتقول شهادات إن “آلافاً منهم وجدوا أنفسهم بلا شيء بعد حلّ الجيش”.
وفي 6 مارس/آذار، نُصب كمين لقوات الحكومة الجديدة في ريف اللاذقية أدى إلى مقتل 12 وأسر أكثر من 150. وأكد ضباط أن 128 من الموالين للنظام قُتلوا لاحقاً.
بعد الانتفاضة الفاشلة، أعلن مخلوف في 9 مارس/آذار عبر بيان أنه "فتى الساحل المؤيد بقوة من الله لنصرة المظلومين"، قائلاً: “عدنا، والعودُ أحمد”، من دون ذكر وجوده في موسكو.
وتكشف شهادات أن مخلوف يعيش في طابق خاص بفندق راديسون في موسكو تحت حراسة مشددة، وأنه كتب ثلاثة مجلدات عن التفسير والتراث الإسلامي خلال سنوات العزلة.
وتظهر رسائله أنه يستند إلى نبوءات دينية ويصف الشرع بأنه “السفياني”. كما تشير مستندات مالية إلى تحويلات عبر ضباط بارزين في الخارج لتمويل كتائب قال إنها تضم أكثر من 54 ألف شخص.
حسن… من غرف الاحتجاز إلى قيادة مخطط معقّد
وذكرت رويترز أن حسن، المسؤول السابق عن منظومة الاحتجاز العسكري، شعر بالإهانة خلال لجوئه المؤقت إلى السفارتين الإماراتية والروسية. وقال في رسالة صوتية: “مو كمال حسن الي بيتقعّد على كرسي خشب كذا يوم!”.
دور ماهر الأسد وموقف روسيا
ويشير التحقيق إلى أن ماهر الأسد، الذي يقيم أيضاً في موسكو، لا يزال يحتفظ بولاء آلاف الجنود السابقين، وأنه قادر على الحشد إن أراد. لكن لا إشارات حتى الآن إلى تقديمه مالاً أو أوامر.
وتحجم روسيا عن دعم حسن ومخلوف، ووفق دبلوماسيين، أولويتها هي الاحتفاظ بقواعدها في الساحل. وأكد محافظ طرطوس أن زيارة الرئيس الشرع لروسيا في أكتوبر/تشرين الأول “شهدت نقاشاً مع القيادة الروسية حول هذه الشخصيات”.
الأحمد… اللاعب الحاسم على الأرض
يعتمد الشرع اعتماداً كبيراً على خالد الأحمد، الذي كان مقرباً من الأسد قبل أن يغيّر ولاءه منتصف الحرب. في رسائل صوتية أواخر 2024، قال الأحمد لكبار الضباط إن “التمسك بالدكتاتور الخاسر غير مجدٍ”، واعداً بالعفو لمن يتخلون عنه.
وفي رده لرويترز قال إن “العمل على تحقيق التعافي واقتلاع جذور الكراهية الطائفية وتكريم الموتى هو السبيل الوحيد نحو سوريا قادرة على التصالح مع نفسها من جديد”.
وأكد محافظ طرطوس أن الأحمد “يعمل بقوة في مسار السلم الأهلي… ويُعتبر دوره مهماً في تعزيز الثقة بين المكون العلوي والحكومة الجديدة”.
ويقيم حالياً في فيلا بموسكو، وأنفق وفق منسق عملياته 1.5 مليون دولار على 12 ألف مقاتل منذ مارس/آذار. وفي رسالة أخرى قال: “اصبروا يا أهلي ولا تسلموا سلاحكم… ونحنا الي رح نرجع كرامتكم”.
كما أنشأ غطاءً إنسانياً باسم “منظمة إنماء سوريا الغربية”، موّل عبرها إسكان أربعين عائلة ودفع رواتب لضباط في لبنان، وسعى إلى تنظيم فريق من 30 مخترقاً إلكترونياً هاجموا أنظمة الحكومة الجديدة وباعوا بياناتها على الدارك ويب.


