اتصل بنا
 

لقطات سرّية كل 5 دقائق… هاتف ذكي يكشف رعب المراقبة في هذه الدولة

نيسان ـ نشر في 2025-12-06 الساعة 13:45

لقطات سرية كل 5 دقائق… هاتف
نيسان ـ كشفت تقارير إعلامية دولية عن مستوى غير مسبوق من الرقابة التي تفرضها السلطات في كوريا الشمالية على مواطنيها، وذلك بعد نجاح منظمة إعلامية مقرها عاصمة الجارة الجنوبية سول في تهريب هاتف ذكي من داخل البلاد، ليصبح أحد أهم الأدلة على تشدّد النظام في مراقبة الحياة الرقمية.
وأظهر التحقيق الذي أجرته هيئة الإذاعة البريطانية BBC أن الهاتف، والذي يبدو في شكله الخارجي كأي جهاز عادي، مزوّد ببرمجيات سرية وظيفتها التأكد من التزام المستخدم بالقواعد اللغوية والسلوكية التي يفرضها النظام، إذ يقوم الجهاز بتحذير مستخدميه عند استخدامهم كلمات أو تعابير من اللهجة الكورية الجنوبية، كما يُعدّل تلقائيا بعض المصطلحات، أبرزها استبدال عبارة "كوريا الجنوبية" بتعبير "الدولة الدمية"، وهو مصطلح دعائي تستخدمه بيونغ يانغ منذ سنوات.
ووفقا لـ "نيويورك بوست" لم تتوقف الرقابة عند هذا الحد، إذ تبين أن الهاتف يلتقط تلقائيا لقطة شاشة كل خمس دقائق من دون علم المستخدم، ويخزنها في ملف مخفي لا يُمكن الوصول إليه، ما يرجح أن هذه البيانات تُرسل أو تُتَاح لاحقا للسلطات الأمنية.
كما يقوم الجهاز بتعديل كلمة "أوبّا" التي اكتسبت معنى رومانسيا في الثقافة الجنوبية، إلى كلمة "رفيق"، قبل أن يصدر تحذيرا يفيد بأن المصطلح الأصلي لا يجوز استخدامه إلا للإشارة إلى الأخ الأكبر.
الهاتف تم تهريبه أواخر العام الماضي عبر منظمة Daily NK، ليكشف جانبا من تصعيد القواعد المرتبطة بالاستخدام اللغوي والسلوكي، إذ أصدر الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون في عام 2023 قرارا يعتبر التحدث بلهجة جنوبية أو استخدام مصطلحات من الثقافة الشعبية الكورية الجنوبية جريمة يُعاقب عليها القانون.
وتزامن ذلك مع انتشار ما عُرف بـ"فرق قمع الشباب" التي تجوب الشوارع لرصد المظاهر المرتبطة بالثقافة الكورية الجنوبية، من طريقة تصفيف الشعر وصولا إلى نمط الملابس.
وأكدت منشقّة تُدعى كانغ غيوري، تبلغ من العمر 24 عاما وتمكنت من الهرب إلى الجنوب عام 2023، أنها كانت تُوقَف بانتظام بسبب مظهرها، وأن هاتفها كان يُصادر ويتم تفتيش رسائلها للتحقق من خلوّها من عبارات محظورة.
ويرى خبراء أن هذا التشديد يأتي ردا على الجهود المتواصلة من جانب كوريا الجنوبية لبث رسائل ومحتويات إعلامية داخل الشمال عبر موجات الراديو أو عبر تهريب بطاقات ذاكرة تحتوي على مسلسلات وأغانٍ جنوبية.
ويتم تمويل جزء كبير من هذه الأنشطة من قبل الولايات المتحدة، إلا أن بعض المحللين حذّروا من أن تقليص المساعدات الأمريكية مؤخرا قد يمنح النظام الكوري الشمالي تفوقا في "حرب المعلومات".
ويقول مارتن ويليامز، وهو خبير في شؤون التكنولوجيا الكورية الشمالية، إن النظام "أصبح يدمج الهواتف الذكية في منظومة indoctrination لتوجيه المواطنين"، لافتا إلى أن جزءا كبيرا من رواية النظام حول عائلة كيم "مبنيّ على معلومات غير صحيحة"، ما يجعل الرقابة المشددة ضرورة وجودية بالنسبة للسلطات هناك.

نيسان ـ نشر في 2025-12-06 الساعة 13:45

الكلمات الأكثر بحثاً