اتصل بنا
 

الينابيع الغامضة.. اكتشاف هيدروحراري يغير خريطة البحر المتوسط

نيسان ـ نشر في 2025-12-07 الساعة 12:40

الينابيع الغامضة.. اكتشاف هيدروحراري يغير خريطة
نيسان ـ اكتشف فريق من العلماء حقلا هيدروحراريا واسعا وغير متوقع قبالة جزيرة ميلوس اليونانية، في خطوة علمية تعيد تشكيل فهم الباحثين لكيفية توزيع هذه الظواهر البحرية في البحر المتوسط.
وقد نشرت دراسة حديثة نتائج هذه الرحلة العلمية، التي أظهرت وجود نظام هيدروحراري ضحل إلى متوسط العمق يمتد على مساحة كبيرة على الرف البحري للجزيرة.
وأجرى الفريق البحثي مهمته مستخدما تقنيات متقدمة شملت مركبة مستقلة تحت الماء ومركبة تعمل عن بعد، لرسم خرائط وفحص قاع البحر بدقة غير مسبوقة
وأظهرت النتائج أن الينابيع الهيدروحرارية تقع على أعماق تتراوح بين 100 و230 مترا، وهو اكتشاف يجعل ميلوس واحدة من أكبر المناطق المعروفة لهذه الظواهر في البحر المتوسط، هذا الاكتشاف يفتح الباب أمام فهم أوسع لكيفية ارتباط النشاط الهيدروحراري بالقوى التكتونية في المنطقة.
وقد حدد الباحثون ثلاث مناطق رئيسية للينابيع هي أغيا كيرياكي، باليوشوري–ثيوريشيا، وفاني، وجميعها تقع على طول صدوع نشطة تشكل جزءا من منخفض تكتوني كبير يعرف باسم خليج ميلوس–فيري بلافا، الذي أدى إلى خفض قاع البحر إلى أعماق تصل إلى 230 مترا.
وتشير البيانات إلى أن مواقع الينابيع ترتبط ارتباطا وثيقا بهذه الهياكل الجيولوجية، مما يدل على التأثير الكبير للقوى التكتونية في تحديد مسار صعود السوائل الهيدروحرارية إلى قاع البحر.
وقالت سوليغ ب. بويرينغ، العالمة الرئيسية في الدراسة وقائدة الرحلة: "لم نتوقع العثور على حقل بهذا الحجم من انفجارات الغاز قبالة ميلوس. عندما شاهدنا الينابيع لأول مرة عبر كاميرات المركبة عن بعد، اندهشنا من جمالها وتنوعها، بدءا من السوائل المتلألئة والمغلية وصولا إلى الحصائر الميكروبية السميكة التي تغطي المداخن".
وأوضحت المؤلفة الأولى للدراسة، باراسكيفي نوميكو، من جامعة أثينا: "توضح بياناتنا أن انفجارات الغاز تتبع أنماط الصدوع الرئيسية حول ميلوس، حيث تتحكم مناطق الصدع المختلفة في توزيع مجموعات الينابيع، خاصة عند التقاء عدة صدوع معا. هذه الهياكل التكتونية تحدد بدقة كيفية صعود السوائل الهيدروحرارية إلى قاع البحر".
ويُعد هذا الاكتشاف إضافة علمية مهمة، إذ يثبت أن النشاط التكتوني المستمر يلعب دورا محوريا في تطور الحقول الهيدروحرارية، كما يعزز من مكانة ميلوس كواحدة من أهم المختبرات الطبيعية في البحر المتوسط لدراسة التفاعل بين التكتونيات والنشاط البركاني والهيدروحراري.
الدراسة الموسعة بعنوان "التحكم البنيوي والتكتل العمقي للينابيع الهيدروحرارية الواسعة على رف جزيرة ميلوس"، نُشرت في 27 نوفمبر 2025، وشارك فيها فريق دولي من الباحثين من مركز علوم البيئة البحرية بجامعة بريمن وعدد من الجامعات الأوروبية.

نيسان ـ نشر في 2025-12-07 الساعة 12:40

الكلمات الأكثر بحثاً