اتصل بنا
 

التحول الطفري الغامض: العلماء يفسرون أخيراً وجود تلف فيروسي في أورام المثانة رغم غياب الفيروس

نيسان ـ نشر في 2025-12-10 الساعة 12:13

التحول الطفري الغامض: العلماء يفسرون أخيرا
نيسان ـ قالت دراسة جديدة في جامعة يورك، إن جميع البالغين تقريباً (95%) يحملون فيروس الورم الحليمي البشري المتعدد الكيسات من عدوى الطفولة، ويبقى كامناً في أنسجة الكلى طوال حياتهم. وعندما ينشط الفيروس، تُلحق الإنزيمات المناعية المخصصة لمكافحته الضرر عن طريق الخطأ بالحمض النووي في خلايا المثانة السليمة المجاورة.
وتتراكم هذه الخلايا "التابعة" طفرات مسببة للسرطان، بينما يتم القضاء على الخلايا المصابة، مما يُفسر احتواء الأورام على أنماط تلف فيروسية دون وجود فيروس فعلي.
وبحسب "ستادي فايندز"، يقول العلماء إن اللقاحات أو مضادات الفيروسات التي تستهدف هذا الفيروس الشائع قد تمنع جزءًا كبيراً من سرطانات المثانة.
العدوى والحمض النووي
وقد اكتشف العلماء الآن كيف يمكن لهذه العدوى الشائعة أن تسبب تلفاً في الحمض النووي المرتبط بالسرطان في خلايا المثانة السليمة، على الرغم من اختفاء الفيروس نفسه من الورم.
وعندما يُعاد تنشيط الفيروس الكامن ويتسرب إلى البول، تكتشف خلايا المثانة التهديد وتُطلق دفاعاً عن طريق إطلاق الإنترفيرونات. وتُنشّط هذه الإشارات إنزيمات تُسمى APOBEC3A وAPOBEC3B، والتي تُشوّش الحمض النووي لمنع الفيروسات من التكاثر.
لكن لأن الإنزيمات تفتقر إلى الدقة، تُصاب الخلايا السليمة المجاورة لموقع الإصابة بالعدوى وتتعرض لتلف الحمض النووي أيضاً.
التحوّل الطفري
ويسمّى الباحثون هذه العملية "التحول الطفري" لأن الطفرات تحدث في الخلايا الثانوية بدلًا من الخلايا المصابة نفسها.
وقد توصل الباحثون إلى هذه النتيجة باستخدام مزارع أنسجة المثانة البشرية ونماذج الأعضاء، حيث راقبوا الخلايا المصابة وهي تُعزل وتُدفع للخارج عبر سطح المثانة، وهي آلية دفاع تسمى البثق القمي.

واستخدم الفريق طريقة قراءة حمض نووي حساسة للغاية، قادرة على اكتشاف الطفرات الحقيقية الدائمة، بدلاً من مجرد آفات الحمض النووي المؤقتة.
تحمل نسبة كبيرة من الطفرات في العديد من سرطانات المثانة هذه الأنماط المميزة، على الرغم من أن النسبة تتفاوت بشكل كبير بين المرضى. ومع ذلك، لا تحتوي معظم الأورام على فيروس يمكن اكتشافه.
هل يمكن الوقاية من سرطان المثانة؟
تظهر الأبحاث الجديدة أن دور الفيروس يمتد إلى ما هو أبعد من الفئات السكانية ضعيفة المناعة. يظهر فيروس BKPyV في عينات بول الأشخاص الأصحاء، وترتفع معدلات الكشف مع التقدم في السن.
وقد يكون من الممكن الوقاية من نسبة كبيرة من سرطانات الظهارة البولية من خلال التدخل المضاد للفيروسات.
وقال الباحثون: لا توجد لقاحات أو أدوية مضادة للفيروسات حتى الآن لهذا الفيروس، لكن يعتقد العلماء أن مثل هذه العلاجات قد تقلل في النهاية من خطر الإصابة بسرطان المثانة، على الرغم من أن هذه الفكرة لا تزال غير مُختبرة.
يمكن أن يُساعد الفحص أيضاً، نظراً لأن هذا الفيروس يظهر في البول قبل سنوات أو عقود من تطور السرطان، فإن اختبار إعادة تنشيط الفيروس قد يُحدد الأفراد المعرضين لخطر.

نيسان ـ نشر في 2025-12-10 الساعة 12:13

الكلمات الأكثر بحثاً