دراسة جديدة.. 4 محطات عمرية مفصلية يتغير فيها دماغك
نيسان ـ نشر في 2025-12-10 الساعة 12:36
نيسان ـ كشفت دراسة جديدة نُشرت في مجلة «نيتشر كوميونيكيشنز» أن تطوّر الدماغ البشري لا يجري في خط مستقيم، بل يمر بأربع نقاط تحوّل أساسية عند أعمار 9 و32 و66 و83 عاماً، وهو ما يثبت أن الدماغ يُعاد تشكيله باستمرار طوال حياة الإنسان.
وتوضح الباحثة ألكسا موسلي من جامعة كامبريدج أن الفكرة الشائعة حول وجود طريقة "جيدة" أو "سيئة" لبنية الدماغ ليست دقيقة، لأن الدماغ ببساطة يُتوقع منه أن يؤدي وظائف مختلفة في كل مرحلة عمرية.
الدراسة اعتمدت على تحليل نحو 4000 صورة دماغية لأشخاص تراوحت أعمارهم بين الولادة وحتى التسعين، وأظهرت تباينات واضحة تقسم العمر إلى خمسة أطوار مميزة، يعلّق عليها عالم الأعصاب سيث غرانت من جامعة إدنبرة، بأن "الدماغ لا يكتمل في سن معينة ثم يبدأ بالانحدار، بل هو في تغيّر مستمر من اللحظة الأولى وحتى الشيخوخة".
وتبيّن الدراسة أن السنوات التسع الأولى من الحياة تتسم بنشاط هائل داخل الدماغ؛ إذ تنمو الروابط العصبية بسرعة، وتزداد المادة الرمادية والبيضاء، وتُلغى الاتصالات غير الضرورية. المفارقة أن هذا النشاط الكبير يجعل الدماغ أقل كفاءة في نقل المعلومات، وربما يعود ذلك إلى عملية "تشذيب" الاتصالات الزائدة. وتعد هذه المرحلة فترة التعلم الأكبر في حياة الإنسان، إذ يتكوّن فيها أساس اللغة والحركة والقدرات الإدراكية. وعند سن التاسعة تقريباً، يظهر التحوّل الأول الكبير، إذ يبدأ الدماغ بإعادة تشكيل شبكاته ليصبح أكثر كفاءة، ويمتد هذا الطور طوال عقدين تقريباً حتى بداية الثلاثينيات، وهي فترة تتسم بقابلية مرتفعة لظهور اضطرابات الصحة النفسية، لكنها أيضاً الفترة الأهم في نضج الدماغ وتكامله.
تشير باحثة علم النفس كاتي إنسل إلى أن نتائج الدراسة تعزز ما توصلت إليه دراسات سابقة حول أن الدماغ لا يصل إلى استقراره الكامل إلا في أواخر العشرينيات أو بداية الثلاثينيات، وهو ما يميز تطور الإنسان عن غيره من الحيوانات.
أما مرحلة النضج التي تمتد من بداية الثلاثينيات حتى منتصف الستينيات فهي الأطول والأكثر استقراراً؛ إذ تستمر التغيرات الدماغية، لكنها تكون أقل حدة وتنسجم مع الاستقرار النسبي في السلوك والشخصية والأداء المعرفي. وبعد سن السادسة والستين، يظهر تحوّل جديد يجعل الدماغ أكثر عرضة لتأثيرات الشيخوخة، لكن ذلك لا يعني تدهوراً محضاً، إذ تشير موسلي وإنسل إلى أن الدماغ يمر بتغيرات طبيعية وصحية تشمل مزايا إيجابية مثل اتساع الحكمة وتحسّن القدرة على تنظيم الانفعالات.
وعند سن ثلاثة وثمانين، يدخل الدماغ مرحلة “الشيخوخة المتأخرة” حيث تصبح بعض المناطق أكثر مركزية لتعويض الانخفاض العام في الترابط العصبي، فيرتّب الدماغ أولوياته بطريقة تشبه إعادة تنظيم خطوط النقل حين تتوقف بعض الطرق المباشرة.
وتؤكد الدراسة أن مفهوم "تطور الدماغ" لا يقتصر على الطفولة أو المراهقة، بل يمتد عبر كامل العمر، وأن لكل مرحلة خصائصها ومزاياها ومخاطرها، ما يساعد على تفسير حساسية فترة المراهقة لبعض الاضطرابات النفسية، وكذلك هشاشة الدماغ في الشيخوخة. ويشير عالم الأعصاب ياكوف شتيرن إلى أن المرحلة التالية في البحث العلمي هي الربط بين هذه التغيرات البنيوية ومسارات التفكير والذاكرة والسلوك، مؤكداً أن عوامل عدة في متناول الإنسان مثل؛ التغذية والرياضة والعلاقات الاجتماعية، تلعب دوراً مهماً في دعم "الشيخوخة الدماغية الناجحة".
وتوضح الباحثة ألكسا موسلي من جامعة كامبريدج أن الفكرة الشائعة حول وجود طريقة "جيدة" أو "سيئة" لبنية الدماغ ليست دقيقة، لأن الدماغ ببساطة يُتوقع منه أن يؤدي وظائف مختلفة في كل مرحلة عمرية.
الدراسة اعتمدت على تحليل نحو 4000 صورة دماغية لأشخاص تراوحت أعمارهم بين الولادة وحتى التسعين، وأظهرت تباينات واضحة تقسم العمر إلى خمسة أطوار مميزة، يعلّق عليها عالم الأعصاب سيث غرانت من جامعة إدنبرة، بأن "الدماغ لا يكتمل في سن معينة ثم يبدأ بالانحدار، بل هو في تغيّر مستمر من اللحظة الأولى وحتى الشيخوخة".
وتبيّن الدراسة أن السنوات التسع الأولى من الحياة تتسم بنشاط هائل داخل الدماغ؛ إذ تنمو الروابط العصبية بسرعة، وتزداد المادة الرمادية والبيضاء، وتُلغى الاتصالات غير الضرورية. المفارقة أن هذا النشاط الكبير يجعل الدماغ أقل كفاءة في نقل المعلومات، وربما يعود ذلك إلى عملية "تشذيب" الاتصالات الزائدة. وتعد هذه المرحلة فترة التعلم الأكبر في حياة الإنسان، إذ يتكوّن فيها أساس اللغة والحركة والقدرات الإدراكية. وعند سن التاسعة تقريباً، يظهر التحوّل الأول الكبير، إذ يبدأ الدماغ بإعادة تشكيل شبكاته ليصبح أكثر كفاءة، ويمتد هذا الطور طوال عقدين تقريباً حتى بداية الثلاثينيات، وهي فترة تتسم بقابلية مرتفعة لظهور اضطرابات الصحة النفسية، لكنها أيضاً الفترة الأهم في نضج الدماغ وتكامله.
تشير باحثة علم النفس كاتي إنسل إلى أن نتائج الدراسة تعزز ما توصلت إليه دراسات سابقة حول أن الدماغ لا يصل إلى استقراره الكامل إلا في أواخر العشرينيات أو بداية الثلاثينيات، وهو ما يميز تطور الإنسان عن غيره من الحيوانات.
أما مرحلة النضج التي تمتد من بداية الثلاثينيات حتى منتصف الستينيات فهي الأطول والأكثر استقراراً؛ إذ تستمر التغيرات الدماغية، لكنها تكون أقل حدة وتنسجم مع الاستقرار النسبي في السلوك والشخصية والأداء المعرفي. وبعد سن السادسة والستين، يظهر تحوّل جديد يجعل الدماغ أكثر عرضة لتأثيرات الشيخوخة، لكن ذلك لا يعني تدهوراً محضاً، إذ تشير موسلي وإنسل إلى أن الدماغ يمر بتغيرات طبيعية وصحية تشمل مزايا إيجابية مثل اتساع الحكمة وتحسّن القدرة على تنظيم الانفعالات.
وعند سن ثلاثة وثمانين، يدخل الدماغ مرحلة “الشيخوخة المتأخرة” حيث تصبح بعض المناطق أكثر مركزية لتعويض الانخفاض العام في الترابط العصبي، فيرتّب الدماغ أولوياته بطريقة تشبه إعادة تنظيم خطوط النقل حين تتوقف بعض الطرق المباشرة.
وتؤكد الدراسة أن مفهوم "تطور الدماغ" لا يقتصر على الطفولة أو المراهقة، بل يمتد عبر كامل العمر، وأن لكل مرحلة خصائصها ومزاياها ومخاطرها، ما يساعد على تفسير حساسية فترة المراهقة لبعض الاضطرابات النفسية، وكذلك هشاشة الدماغ في الشيخوخة. ويشير عالم الأعصاب ياكوف شتيرن إلى أن المرحلة التالية في البحث العلمي هي الربط بين هذه التغيرات البنيوية ومسارات التفكير والذاكرة والسلوك، مؤكداً أن عوامل عدة في متناول الإنسان مثل؛ التغذية والرياضة والعلاقات الاجتماعية، تلعب دوراً مهماً في دعم "الشيخوخة الدماغية الناجحة".


