اتصل بنا
 

إنجلترا.. اكتشاف أقدم دليل على إشعال النار

نيسان ـ نشر في 2025-12-11 الساعة 12:28

إنجلترا.. اكتشاف أقدم دليل على إشعال
نيسان ـ

قال علماء إنهم اكتشفوا أقدم دليل معروف حتى الآن على إشعال النار على يد إنسان ما قبل التاريخ، في مقاطعة سوفوك الإنجليزية، حيث عثروا على موقد يبدو أن إنسان نياندرتال صنعه منذ حوالي 415 ألف سنة، مما يكشف أن هذا الحدث المفصلي في سلالتنا التطورية حدث قبل وقت كبير من المعروف سابقاً.

وفي حفرة طينية قديمة لصنع الطوب قرب قرية بارنهام، عثر الباحثون على قطعة من الطين المتفحم وبعض الفؤوس المصنوعة من الحجر الصوان، والمحطمة بفعل الحرارة وقطعتين من البيريت الحديدي، وهو معدن يحدث شرارات عند ضربه بالحجر الصوان لإشعال المواد القابلة للاشتعال، ووصفوا ذلك الاكتشاف بأنه موقد نار استخدم مراراً.
ويقع الموقد قرب مسطح مائي صغير كان أولئك البشر يخيمون عنده، وقال عالم الآثار نيك أشتون، القيم على مجموعات العصر الحجري القديم في المتحف البريطاني في لندن وقائد فريق البحث المنشور أمس الأربعاء في دورية (نيتشر) العلمية: "نعتقد أن البشر جلبوا البيريت إلى الموقع بقصد إشعال النار، وهذا له تبعات هائلة، إذ يدفع إلى الوراء تاريخ أقدم إشعال متعمد للنار".

Oldest evidence of humans making fire discovered in UK, dating back 400,000  years | South China Morning Post

وحتى الآن، فإن أقدم دليل معروف على إشعال النار يعود إلى حوالي 50 ألف سنة مضت في موقع في شمال فرنسا، وينسب أيضاً إلى إنسان نياندرتال.
وكان استخدام النار بشكل يخضع للسيطرة حدثاً مفصلياً في تاريخ السلالة البشرية، ليس فقط من أجل الطهي والحماية من الحيوانات المفترسة، بل أيضاً لتوفير الدفء الذي مكّن الصيادين من العيش في البيئات الأكثر برودة.وقال روب ديفيس عالم الآثار في المتحف البريطاني وأحد المشاركين في الدراسة: "في أماكن مثل بريطانيا، على سبيل المثال"، مشيراً إلى أنها من المناطق ذات البيئات الباردة.ومن خلال الطهي، تمكن أسلافنا من القضاء على مسببات الأمراض في اللحوم والسموم في الجذور والدرنات الصالحة للأكل، وجعل الطهي هذه الأطعمة أكثر طراوة وأسهل هضماً، ما أتاح للجسم توفير قدر من الطاقة في الجهاز الهضمي لتغذية تطور الدماغ. ويعود تاريخ موقع بارنهام المنتمي للعصر الحجري القديم إلى ما قبل أقدم الحفريات المعروفة للإنسان العاقل (هومو سابينز) في أفريقيا.

ذكاء البشر القدماء

ويعتقد الباحثون أن أفراد إنسان نياندرتال، الأقرب تطورياً للبشر المعاصرين، هم من أشعلوا النار، وهو دليل آخر يظهر ذكاء وبراعة هؤلاء البشر القدماء خلافاً للصورة النمطية المشوهة عنهم في الثقافة الشعبية.
وقال كريس سترينجر المتخصص في علم دراسة الإنسان القديم والباحث المشارك في الدراسة إنهم لم يعثروا على بقايا أحافير بشرية في موقع بارنهام، لكن سترينجر أشار إلى العثور في منتصف القرن العشرين على أجزاء من جمجمة بشرية عمرها حوالي 400 ألف سنة تحمل سمات إنسان نياندرتال على بعد أقل من 160 كيلومتراً إلى الجنوب.وقال سترينجر إن أجزاء الجمجمة المكتشفة تتطابق مع أحافير إنسان نياندرتال من موقع يسمى سيما دي لوس هويسوس، أي "حفرة العظام"، قرب بورجوس في إسبانيا، ويعود تاريخها إلى حوالي 430 ألف سنة. وأضاف سترينجر "لذا فمن المرجح جداً أن مشعلي النار في بارنهام كانوا من أوائل إنسان نياندرتال، مثل سكان سوانسكومب وسيما".

قد تكون صورة ‏‏‏فهد‏، و‏سرقاط‏‏ و‏نص‏‏

وانقرض إنسان نياندرتال منذ ما يقرب من 39 ألف عام بعد فترة ليست طويلة من اجتياح الإنسان العاقل للأراضي الأوروبية التي كانوا يعدونها وطناً لهم، لكن إرثه باقٍ في الجينات الوراثية لمعظم البشر على الأرض، بفضل التزاوج بين الإنسان العاقل وإنسان نياندرتال قبل انقراضه.

نيسان ـ نشر في 2025-12-11 الساعة 12:28

الكلمات الأكثر بحثاً