اتصل بنا
 

كيف تعرف أنك ضحية لأبوين نرجسيين؟ وطرق لحماية نفسك من علاقات سامة

نيسان ـ نشر في 2025-12-15 الساعة 12:41

كيف تعرف أنك ضحية لأبوين نرجسيين؟
نيسان ـ يواجه كثيرون صعوبة في التعامل مع العلاقات العائلية المعقدة، خاصة خلال المواسم الاحتفالية والمناسبات السعيدة، حيث تتحول التجمعات العائلية إلى مصدر توتر بدلاً من الاستقرار والفرح.
وتكشف الدراسات والتجارب الشخصية أن وجود أحد الوالدين بشخصية نرجسية يضاعف هذا التحدي بشكل كبير، مما يدفع البعض للبحث عن استراتيجيات فعالة لحماية صحتهم النفسية.

علامات الشخصية النرجسية لدى الوالدين
تشير الخبيرة النفسية دانو موريغان في حوارها مع صحيفة "ديلي ميل"، إلى أنها عانت شخصياً من هذه التجربة، وتؤكد أن الوالد النرجسي يتميز بشعور مبالغ بالأهمية ورغبة لا تنتهي في الحصول على الاهتمام، مع غياب تام للتعاطف مع الآخرين.
ويركز هذا النوع من الأشخاص اهتمامه على نفسه فقط، ويرفض أن يكون أي فرد آخر محور الانتباه حتى لو كان طفلاً صغيراً.
تصف موريجان كيف لم تضعها والدتها في المقام الأول ولو لمرة واحدة، بينما تكثر الأمثلة على فرض الأم لنفسها في الصدارة دائماً، وبالنسبة لها، يحول الوالد النرجسي الآخرين إلى مجرد جمهور أسير، يستمع دون أن يكون له وجود حقيقي في المعادلة.

استنزاف عاطفي مستمر خلال التجمعات
تروي الكاتبة تفاصيل زيارات والديها التي كانت تمتد لتسع أو عشر ساعات، تقضيها في إدارة مشاعرهما والتملق لهما، حيث يتحدث الوالدان باستمرار دون توقف، ويأخذ أحدهما الكلام فور انتهاء الآخر، وهو ما لا يترك مجالاً لأي شخص آخر للمشاركة.
وتذكر موريغان أنهما لم يطرحا أي سؤال عن أحوال العائلة، ولم يوليا أي اهتمام لحفيدهما، فيما كان زوجها يضطر لإشعال المدفأة بقوة بعد العشاء لجعلهما ينامان لبضع ساعات، فيحصلان على استراحة قصيرة من الضغط المستمر.

لحظة الإدراك والتغيير
تشير موريغان إلى أنها لم تدرك لفترة طويلة أن لديها خيار آخر سوى تحمل هذه التجربة البائسة، ولكن جاءت اللحظة الفاصلة عندما حضر صديق عشاء عائلياً سيطرت عليه والدتها تماماً، وسألها بعدها كيف تتحمل هذا الوضع، فأدركت أن الأمر غير طبيعي وأن لديها حق الاختيار.
من ناحيتها، قررت موريغان تحديد علاقتها بوالديها في عام 2008 عن عمر يناهز الرابعة والأربعين، وكان ابنها في الثانية عشرة، وتوفيت والدتها في عام 2015 دون عودة فعلية لما كانت عليه الأمور في السابق، وتؤكد الكاتبة شعورها بالسلام تجاه هذا القرار.

استراتيجيات عملية للحماية الذاتية
اختيار مكان اللقاء بذكاء
تنصح موريغان باللقاء في منزل الوالدين أو مكان محايد كالمطعم، ما يتيح المغادرة في أي وقت بدلاً من الوقوع في فخ داخل المنزل الخاص.
وتوصي بتحديد ساعات انتهاء الزيارة مسبقاً إن كان اللقاء في المنزل، مع تجنب المبيت في منزل الوالدين أو استضافتهما، واللجوء للفنادق رغم التكلفة الإضافية.

الحفاظ على الحياد العاطفي
تشدد الخبيرة على أهمية التصرف بهدوء وبشاشة مهما كانت الإهانات أو الآراء المستفزة، مع الرد بعبارات محايدة وتحويل الحديث لمواضيع عادية.
كما تؤكد على ضرورة عدم أخذ الأمور بشكل شخصي، لأن تصرفاتهم تنبع من حاجتهم للشعور بالسلطة وليس بسبب الشخص ذاته.

لعبة بينغو السمية
تقترح موريغان أسلوباً مبتكراً للتعامل مع الموقف من خلال إنشاء بطاقة بينغو خاصة، يكتب عليها الشخص التصرفات المتوقعة من الوالدين النرجسيين في مربعات منفصلة.
تتضمن هذه التصرفات أموراً مثل قضاء اليوم بأكمله دون السؤال عن أحوال الآخرين، أو سرد نفس القصة القديمة مرة أخرى أو التعرض للإساءة بلا سبب.
وخلال الزيارة، يضع الشخص علامة على كل تصرف يحدث بالفعل في المربع المقابل له على البطاقة.
وعندما يكمل صفاً كاملاً من المربعات المشطوبة، يكافئ نفسه بهدية بسيطة كأحمر شفاه أو وجبة من مطعم توصيل، أما إذا ملأ البطاقة بالكامل بتشطيب جميع المربعات، فيمنح نفسه جائزة أكبر مثل زيارة السينما أو جلسة استرخاء في منتجع صحي.
وتساعد هذه الطريقة على تخفيف الضغط النفسي وتحويل التجربة المؤلمة إلى نشاط يمكن تحمله بل والاستفادة منه.

حق عدم اللقاء أصلاً
تقدم موريغان نصيحة جريئة بمنح النفس إذن عدم مقابلة الوالدين أساساً، مشيرة إلى أن القواعد الثقافية حول العائلة لا تنطبق عندما يكون الوالدان هما من يكسران قواعد اللياقة الأساسية في معاملة الآخرين.
وتشجع على وضع حدود واضحة لحماية الصحة النفسية، رغم أن هذا القرار قد يؤدي لانزعاج الوالدين أو أحدهما وحديثهما السلبي عن الشخص.

شبكة دعم واسعة للمتضررين
أّلفت موريغان أربعة كتب عن التعامل مع الآباء النرجسيين، وأنشأت موقعاً إلكترونياً بعنوان "بنات الأمهات النرجسيات" تواصلت من خلاله مع عشرات الآلاف من النساء اللواتي يعشن تجارب مماثلة.
وتؤكد أن الديناميكية السامة التي عاشتها ليست فريدة، بل نمط شائع يعاني منه كثيرون حول العالم.

واختتمت موريغان بالتأكيد على أهمية التعاطف مع الذات، معترفة بأنها كانت تنزعج من نفسها السابقة لسماحها بحدوث تلك الأعياد المؤلمة، لكنها الآن تمتلك تفهماً عميقاً لموقفها السابق الذي لم يكن يعرف بديلاً آخر.

نيسان ـ نشر في 2025-12-15 الساعة 12:41

الكلمات الأكثر بحثاً